عالم
أرشدت إليها المخابرات المغربية.. هكذا خططت "ليلى" لإرهاب فرنسا
19/04/2021 - 09:36
SNRTnewsاهتمت اليومية الفرنسية "لوباريزيان"، في عدد الأحد الثامن عشر من أبريل، بمسار هذه "المراهقة التي أرادت وضع قنبلة في كنيسة". عادت لكتيب عثر عليه في غرفتها، كي ترسم صورة بورتريها بسيكولوجيا لتلك الفتاة ذات الثمانية عشرة ربيعا، حيث تكشف في تلك الوثيقة عن رسومات لمسدسات، وخطاطات لكيفية صناعة متفجرات، وسور تحث على الجهاد، وصليب معقوف، ورسما لجندي نازي أو أحد جلادي "داعش" يمسك برأس مفصول عن الجسد. في ذلك الكتيب توثق المراهقة لـما كانت تخطط له على مدى أشهر.
معلومة من المغرب
في الثامن عشر من أبريل وجه الاتهام لليلى بفعل جنائي ذي طابع إرهابي ووضعت تحت الاعتقال الاحتياطي. أياما قبل ذلك، توصل عناصر المديرية العامة للأمن الداخلي بمعلومة مقلقة صادرة عن التعاون الدولي، مفادها أن " شابة فرنسية اعتنقت الإسلام" تستعد لاقتراف عملية إرهابية في نهاية أسبوع عيد الفصح، عبر شن هجرم على رواد كنيسة بموبليي أو ستراسبورغ.
وتجلى أن مصدر المعلومة، لم يكن سوى المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية، التي قدمت لفائدة مصالح الاستخبارات الفرنسية الداخلية والخارجية (DGSE-DGSI)، بتاريخ فاتح أبريل 2021، معلومات دقيقة حول مواطنة فرنسية من أصل مغربي كانت بصدد التحضير لتنفيذ عمل إرهابي وشيك كان يستهدف مكانا للعبادة بفرنسا (كنيسة).
وبدا أن المعلومة التي وفرها المغرب لفرنسا تشير إلى أن المواطنة الفرنسية من أصل مغربي، كانت تستعمل حسابا على "تيلغرام"، باسم مستعار "Ab_2 770"، كما تستعمل حسابا على "تويتر" بنفس الاسم، وهو حساب توصلت بشأنه الشرطة بإشعار في مارس، بعد نشر فيديو يظهر أطفال مجندين من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" وهم يعدمون رهائن. وظهر أن عنوان بروتوكول الإنترنيت يعود لـ"ليلى. ب".
مفاجآت في غرفة ليلى
بالنظر للتهديد الوشيك، رخصت النيابة العامة الوطنية، بتفتيش شقة أسر "ب" التي تقع بحي دوفيز ببيزي، التي اقتحمها رجال الأمن يوم الرابع من أبريل، حيث وضعت أخوات "ليلى" الثلاث ووالدتها تحت تدبير الحراسة النظرة.
وعثر على "سيف" بغرفة إحدى أخوات "ليلى". غير أن ذلك السيف كان نسخة من سيف " كاتانا" مستوحى من قصص المانغا اليابانية التي كانت تثير إعجاب "ليلى".
غير أن المحققين الذين اقتحموا غرفة "ليلى" سيعثرون على أشياء محيرة. فقد وجدوا على أحد الحيطان بوستيرا يمثل البرجين التوأمين بنيويورك، ونسخا من صور لجسد بصامويل باتي، المدرس الذي قتل من قبل أحد الإرهابيين بباريس، وسكينا طوله 30 سنتيمترا موضوعا على طاولة بجانب السرير.
لم تنته المفاجآت التي كانت تنتظر المحققين عند ذلك الحد، فقد عثروا على عناصر تدخل في مكونات متفجرات تقليدية، مثل قنينات حمض الكبريت، والآسيتون، و كحول، وحقن، وخيوط كهربائية، غير أن المتفجرات لم تكن معدة للاستعمال.
غير أن أثر حرق على الأرض قطره خمسة عشرة سنتميترا، دفع إلى الاعتقاد بأن اختبارات أجريت.
مراهقة ضائعة
شخصية الشابة نشأت في وسط اجتماعي وثقافي بسيط، هي الثالثة ضمن خمسة إخوة، أصغرهم وضع في نظام للرعاية. الأب سكير وجد مريضا، غادرت المدرسة قبل عامين، بعدما كانت تدرس "مهن الموضة" في بثانوية للتكوين المهني ببيزيي.
منذ مغادرتها المدرسة، لم تعد تغادر غرفتها، بل إنها فككت مقبض الغرفة كي لا يدخلها أي أحد. نادرا ما كانت تخرج، ولم تكن تكلم سوى والدتها.
ترسم التحقيقات بورتريها لمراهقة ضائعة، واقعة في مسار عدمي. مفتونة بالموت والعنف، ممعنة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، مدمنة على مواقع الرعب، تشاهد بالكثير من من التلذذ فيديوهات عمليات القتل في الوسط المدرسي، القتلة المتسلسلين، وعمليات إعدام بقطع الرؤس التي تنفذها "داعش".
في مارس من العام الماضي، كانت "ليلى" هدفا لتحقيق قضائي لم يذهب إلى مداه، بعدما أبلغت عنها تلميذة بسبب أقوال تهديدية على "إنستغرام". لم تخف آنذاك عندما واجهها رجال الشرطة بادعاءات التلميذة، شغفها بمشاهدة صور الأشخاص الذين تقطع أعضاؤهم، والأشخاص الذين يتألمون، والشخص الذي يقطع الرؤوس، والموت.
مشاريع إرهابية
عند قراءة الكتيب الذي عثر عليه بغرفتها، عثر المحققون على العديد من المشاريع الإرهابية جد مقلقة. فقد عثر على رسم مفصل للثانوية التي كانت تدرس بها، والعمارة التي تسكن بها، حيث كتبت أنها تنوي قتل أحد الجيران، قبل أن تقتل ثلاثة آخرين، مؤكدة أنها ستتوجه بعد ذلك إلى الثانوية من أجل قتل كل من تجده في طريقها. لم يقف المخطط عند هذا الحد، بل كتبت أنها ستضع قنابل في أماكن متفرقة.
في بعض ما كتبته، تكشف عن مشاريع تبدو غير واقعية، حيث تتحدث عن سيناريو الحصول على أربع بنادق هجومية من أجل قتل المئات. ما دفع المحققين إلى التساؤل حول ما إذا كانت تستهدف كنيسة توجد بالقرب من منزلها، حيث عثر في الصفحات الأخيرة على تسجيلات لساعات الافتتاح والنقاط الاستراتيجية التي يكون فيها الإقبال على الكنيسة في ذروته.
في الكتيب تتحدث عن قائمة تحصي مراحل صناعة المتفجرات. وإذا كان مخبرو الإدارة العامة للأمن الداخلي تحدثوا عن "مونبيليي أو ستراسبورغ"، فإنهم التقطوا محادثات أشخاص متطرفين تتحدث معهم عبر "إنستغرام". فقد بعثت برسالة في الواحد والثلاثين من مارس لشخص يرجح أن يكون جهاديا بسوريا، تتحدث فيها عن نيتها في قتل مسيحيين، وقطع رؤوس، وقتل أشخاص بكنيسة بمبوليي.
مسلمة لا تمارس الشعائر الدينية
عندما استمع إليها خلال الحراسة النظرية، عرفت نفسها بأنها "مسلمة لا تمارس الشعائر الدينية". وتؤكد أن الدين لم يكن سوى مطية من أجل إشباع شغفها بصور الموت مادامت المراهقة منجذبة لإيديولوجيتين متناقضتين: النازية والنزعة الجهادية. فقد كانت عضوا في مجموعة على "تيلغرام" تجمع النازيين الجدد ومجموعات على تلغرام مؤيدة للدولة الإسلامية.
تؤكد أن اهتمامها بالإيديولوجيتين يجد مبرره في انجذابها بالموت العنيف، مشددة على أنها لم تكن تؤكد بالإيديولوجيتين.
تعترف بأنها بلورت مشاريع عمليات عنيفة، غير أنها تؤكد على أنها لم تكن تنوي تنفيذها. تقول إنها كانت تريد "إثارة الانتباه" و"تخويف الناس".
هلوساتها ذهبت بها بعيدا في السعي لتنفيذ مخططاتها والوقوع تحت تأثير شخص يقول إنه يوجد بتركيا، حيث تؤكد أنه كان يعبر عن الرغبة في شن هجوم على كنيسة أو كنيس يهودي. كان يتعلق الأمر بعملية انتحارية، بستراسبورغ أو مونبوليي. ذلك الشخص، كما تقول، كان يعلم بتوفرها على المكونات من أجل صناعة قنبلة، وبعثت له بصور.
في نونبر من العام الماضي، شرعت في جمع المكونات الكيماوية التي اشترتها بمصرف الجيب الذي كانت تحصل عليه من والدتها. وتؤكد أنها أنها كانت تريد وضع القنبلة في كنيسة، لكنها لم تقرر متى ستفجرها.
عندما سئل جدها حول حالة حفيدته، بدا مصدوما وقال: "يجب عرضها على مهنيي الصحة".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
مجتمع