نمط الحياة
بولفاف .. سيد مائدة العيد
21/07/2021 - 13:14
حليمة عامربعدما ينتهي الرجل من عملية ذبح أضحية العيد، واستخراج ما بداخلها، تتحرك النساء لتحضير أكلة "البولفاف" التقليدية، لما لها من رمزية خلال هذه المناسبة الدينية.
و"البولفاف" هو ذلك الطبق الشعبي الذي يتم تحضيره صبيحة عيد الأضحى، ويفضله المغاربة وأول ما يحضرونه بعد الانتهاء من ذبح وتنظيف أضحية العيد.
ويرى الحسين الهواري، الباحث المغربي في الطبخ، أن "البولفاف" من الأكلات الشعبية المغربية الشهيرة التي يفضل إعدادها وتناولها بمناسبة عيد الأضحى المبارك والتي لا توجد في أي مكان آخر غير المغرب حسب بحث قام به.
ويتكون "البولفاف" من قطع صغيرة من كبد الخروف ورئته، يتم لفها بقطع صغيرة من الشحم، ثم توضع في قضبان حديدية صغيرة في خمس حبات أو ست قبل أن يتم شواؤها على الفحم على "المجمر" أو "الفرينة" فوق الفاخر.
وتسهر الأمهات والجدات غالبا على إعداد هذه الوجبة الشعبية التي تقام خصيصا بمناسبة العيد، واللاتي يبرعن في إعدادها بطريقة تقليدية في كل بلاد المغرب، سواء في المدن أو القرى والأرياف وبطقوس عائلية تحمل الكثير من الحميمية والتلقائية.
وأبرز الهواري أنه يتم تناول قطع لحم "البولفاف" ممزوجة بـ"الكمون والملح" وضروري أن يكون الكمون مطحون طري قوي الرائحة، التى تنبعث منه وهذا إلزام، ويرجع ذلك إلى أن هذا الطبق المغربي الأصيل ضارب في القدم بدليل استعمال تابل واحد هو الكمون رغم توفر متبلات وأبازير كثيرة مما يعطي الانطباع بأنه كان يحضر في أزمنة لم تكن التوابل موجودة بكثرة كما هو الحال اليوم.
كما أنه من عادات الأسر المغربية، خلال تبادل الزيارات بينها تبادل أطباق "البولفاف" بينها، تعبيرا عن اقتسام لذة لحوم خرافهم حيث تعبر جودة "بولفاف" عن جودة أضاحي الجيران والعائلات وسمنتها.
وعن تاريخ طبق "البولفاف"، أوضح الهواري أن الكاتب البريطاني أنغوس ستيوارت، الذي عاش فترة طويلة بمدينة طنجة، يقول في كتاب طويل له حول سر الطبخ المغربي إن" البولفاف هو كلمة أمازيغية الأصل، والذي لا يشتهر به سوى المغرب".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة