مجتمع
اليوم العالمي للمرأة.. الفلكي مناضلة تحارب الفيروس
08/03/2021 - 16:19
نضال الراضيشعر قصير ووجه هادئ، تظهر عليه ملامح التعب ونظرات مقاومة، تحاول من خلالها أن تغالب دموعها، هي التي خسرت أكثر من 12 كيلوغراما من وزنها خلال فترة لم تكن هينة على فاطمة وزميلاتها بالمختبر الوطني للصحة، حيث واجهت بكل شجاعة الفيروس المستجد.
ففي الوقت الذي لزم المغاربة منازلهم خلال فترة الحجر الصحي، كانت فاطمة ومازالت في الصفوف الأمامية التي تحارب من أجل تجاوز الجائحة بأقل الأضرار.
عشقت فاطمة الفلكي عالم البيولوجيا منذ نعومة أظافرها، حيث نالت الإجازة والماجستير في تقنيات الصحة وطرق الكشف عن الفيروسات بواسطة التكنولوجيا عالية الجودة، كما أنها بصدد التحضير للدكتوراه موضوعها حساسية الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية، الخاصة بالأدوية المتداولة حاليا على الصعيد العالمي.
لم تتردد الفلكي في أن تقدم كل ما بوسعها لوطنها الذي يعيش ظروف استثنائية بسبب تفشي جائحة "كورونا"، حيث سبق وأن تلقت تكوينا مكثفا تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، استعدت من خلاله لمواجهة الأوبئة والحالات الصحية الاستثنائية.
وبالرغم من تكوينها العالي في مجال مواجهة الأوبئة، خاصة تلك المتعلقة بالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، إلا أن فاطمة كشفت لـ"SNRTnews"، أن تجربة "كوفيد-19" كانت استثنائية بكل المقاييس، خاصة على الجانب الشخصي. ففاطمة التي مكثت بالمعهد الوطني للصحة بالرباط لمدة سنة كاملة، لم تتمكن من رؤية عائلتها إلا بعد 7 أشهر من الحجر بالمعهد.
تقول الفلكي بتأثر بالغ: "تركت ابنتي البالغة من العمر ثلاثة عشر سنة عند والدتي. في تلك الفترة كانت صغيرتي تعيش تغيرات فيزيولوجية مرتبطة بمرحلة المراهقة، عندما رأيتها بعد سبعة شهور لم أتعرف عليها، وجدتها تغيرت كثيرا وحز في نفسي أنني لم أشاركها هذه المرحلة الحساسة من نموها."
ولم تترد فاطمة في الكشف عن دخولها في صراع نفسي خلال هذه الفترة، موضحة أنها كانت تطرح مجموعة من الأسئلة الداخلية، فبالرغم من مجهوداتها كموظفة مثالية، تساءلت عن مثاليتها كربة بيت، خاصة أنها اضطرت أن تبتعد عن عائلتها الصغيرة لمدة طويلة، مما جعل نمط حياتهم اليومية يتغير، في غياب الأم التي تناضل في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة.
وفي ظل هذه المواجهة، كشفت فاطمة الفلكي أنها، كامرأة، أهملت جانبها الأنثوي، حيث استولى عملها بالمختبر على كل تركيزها ووقتها. وأضافت: "لم أعد أرى وجهي في المرآة، وخسرت الكثير من الوزن، مقارنة مع العام الماضي. كما تعرضت أنا وزملائي في العمل لنقص حاد في كمية المياه بالجسم، خاصة خلال شهر رمضان، حيث نرتدي لباسا خاصا بالمختبر يساهم في زيادة حرارة الجسم".
وبالرغم من الإكراهات التي عاشتها فاطمة خلال مواجهة الجائحة، كشفت أن شعورها بالفخر والاعتزاز كونها ضمن الصفوف الأمامية التي تواجه الفيروس، خفف من تعبها وحالات الضعف التي كانت تنتابها، معتبرة أنها في كل مرة كانت تفكر بأن عملها رفقة زملائها بالمختبر، سيساهم حتما في إنقاذ العديدين من التقاط العدوى أو سيساهم في بقاء أم على قيد الحياة من أجل أبنائها، وربما تفادي تفشي الفيروس داخل أسر عديدة.
وأكدت فاطمة أن حاجة بلادها لأمثالها كان كفيلا أن يكون خير حافز لها، بأن ا لا تتراجع أو تستسلم في معركة النضال ضد عدو حصد آلاف الأرواح، معتبرة أن الوطنية كانت ولا تزال سلاحها الوحيد في مواجهة هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم.
مقالات ذات صلة
رياضة
سياسة
سياسة