اقتصاد
قروض للاستهلاك من أجل التباهي
09/06/2021 - 09:23
نضال الراضيقروض استهلاكية من أجل الحصول على سيارة وأخرى من أجل السفر لوجهات مغرية، فيما يلجأ بعض الشباب للاستفادة من القروض فقط من أجل الكماليات، في ظل غياب مجموعة من المسؤوليات عن حياة فئة كبيرة من الشباب.
قروض سببها المظاهر
أوضح عمر الكتاني، خبير وأستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق أكدال بالرباط، أن معظم الشباب أصبح متورط في قروض استهلاكية، لأهداف بعيدة عن أولويات الحياة اليومية، كالصحة والتعليم والسكن، بل يقترضون من أجل الكماليات كالتورط في قروض الاستهلاك من أجل السفر أو شراء سيارة حديثة الإصدار، مؤكدا عل أن بعضهم لجأ لقروض الاستهلاك فقط من أجل الحصول على كماليات مرتبطة بالمظاهر الاجتماعية، كالهواتف النقالة واللوحات الإلكترونية، بالإضافة إلى الاقتراض بغاية شراء الملابس أو المجوهرات.
وفي نفس السياق يعتبر الكتاني تورط الشباب في القروض الاستهلاكية فقط من أجل "التباهي"، قلة مسؤولية ووعي، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت بشكل كبير، في نقل صور مغرية لنمط حياة "مزيف"، ينشره مشاهير هذه المواقع، مما يجعل الشباب القليل الإمكانيات، يلجأ لجميع الحلول للحصول على نمط عيش مشابه، حتى لو كانت حلولا مؤذية.
ويؤكد المتحدث ذاته على أن فئة الطبقة الوسطى هي الأكثر لجوء لقروض الاستهلاك بغاية "المظاهر".
في المقابل، يفضل المتحدث ذاته، القروض الاستثمارية، التي يكون الهدف منها تحقيق طموح عملي معين، من شأن المقاول الشاب أن يستفيد منه بعد الانتهاء من سداد القرض.
الضرورة أولا
من جانبه، يعتبر الخبير المالي والاقتصادي مهدي فقير أن القروض "الخاطئة" قد يكون لها انعكاس سلبي على الأسرة والمجتمع، مؤكدا على أن تورط الشباب العامل أو الموظف في القروض الاستهلاكية ظاهرة "غير صحية"، يجب تفاديها خاصة في بداية الحياة العملية.
وعن الفئة الأكثر لجوء لقروض الاستهلاك، يشير فقير إلى أن الأمر يتعلق بالشباب الغير ملتزمين بالتحملات العائلية، كمصاريف العلاج والسكن ومتطلبات الحياة اليومية، التي تختلف اهتماماتها الاستهلاكية عن باقي الفئات الاجتماعية، التي تتحمل أعباء الأسرة والأطفال ومصاريف المرض وغيرها من المتطلبات.
ويعتبر المتحدث ذاته، بأن المقترض يجب أن يدرس جيدا ملف القرض وأن يحرص على ألا يتجاوز قدرة المستفيد على السداد، بالرغم من أن البنوك، توفر إمكانية الحصول على القروض الاستهلاكية، في حال كان ملف المعني بالأمر، يتوفر على جميع الشروط المطلوبة.
ويدعو فقير الشباب إلى تفادي القروض الاستهلاكية، بغاية الحصول على الكماليات، مفضلا اللجوء إليها، فقط عند الحالات الضرورية، كالعلاج والحصول على السكن وغيرها من الضروريات.
ما الحل؟
يوضح عمر الكتاني أن سبب توجه الشباب لقروض الاستهلاك بهدف الحصول على الكماليات يعود أساسا للخلفية الثقافية التي أصبحت معظم المجتمعات تتبناها، التي تقوم على المظاهر والماديات.
ويعتبر الكتاني أن المحيط الاجتماعي يلعب دورا هاما، في التأثير على الشباب المستهلك، سواء إيجابيا أو سلبيا فيما يتعلق بترسيخ ثقافة الاستهلاك من أجل الحصول على الكماليات وذلك منذ مرحلة الطفولة.
في هذا الصدد، يدعو المتحدث ذاته المؤسسات التعليمية والأسر لترسيخ ثقافة الادخار وتقبل الأوضاع المادية الراهنة كيفما كان نوعها وتفادي المفاهيم السائدة، معتبرا أن ذلك يعد من الأدوار الهامة التي تساعد الشباب في المستقبل، على الادخار واللجوء إلى الاقتراض فقط في حال الرغبة في الاستثمار أو عند الضرورة القصوى، مشيرا إلى أهمية التوعية خلال هذه المرحلة لتفادي تورط الشباب في القروض في سن مبكرة.
ويحذر الكتاني الشباب من الانسياق وراء مشاهير "السوشيال ميديا"، معتبرا أن المحتوى "المادي" الذي ينشرونه، قد يكون بدوره قائما على الاقتراض من أجل متطلبات "التباهي" كالسيارات الفارهة والساعات والمنازل.
ويضيف: "لجوء الشباب إلى القروض الاستهلاكية، في ربيع حياتهم الاجتماعية والعملية، من شأنه أن 'يقتل' طموح الشاب في حال تورط في قروض 'خاطئة'، لن تجدي له أي نفع غير التورط مدى الحياة".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد