سياسة
الاستقلال.. "كاميكاز" المقاومة
18/11/2020 - 18:09
نضال الراضيمقاومة مسلحة وتضحيات جسام، وصلت إلى المجازفة بالحياة، في سبيل استرجاع السلطان محمد بن يوسف لعرشه، وأيضا لاسترجاع السيادة الوطنية والحرية. رجال قاموا بعمليات جريئة، واختاروا أن يستشهدوا في سبيل الشرعية والاستقلال.
أول عملية فدائية في تاريخ المقاومة السرية
نفذ المقاوم الشهيد علال بن عبد الله الزروالي، أول عملية فدائية فردية في تاريخ المقاومة السرية، وذلك في ساحة المشور أمام مسجد أهل فاس بالعاصمة الرباط، بتاريخ 11 شتنبر 1953، في وقت صلاة الجمعة، وكان الهدف هو محمد بن عرفة "دمية" الاستعمار الفرنسي الذي نصبوه سلطانا.
حسب مجلة "الذاكرة الوطنية"، في عددها الخاص، والتي تصدرها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتعاون مع المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، "50 سنة على انطلاق عمليات جيش التحرير، بالجنوب المغربي" 2006، وبعد تعيينه، كان "بن عرفة" يستعد لمغادرة القصر الملكي بالرباط، ليتوجه نحو مسجد أهل فاس لأداء أول صلاة جمعة.
وكان علال بن عبد الله قد قرر تنفيد العملية بسلاح أبيض، حيث دخل المشور وهو يسوق سيارته من نوع "فورد كابريولي".
توقف بسيارته بالقرب من المشور، وكان ينتظر خروج موكب ابن عرفة، لينضم بعدها إلى الموكب، ليتمكن من الوصول بسرعة إليه، بكل شجاعة وجرأة.
حاول علال بن عبد الله طعن ابن عرفة بالسلاح الأبيض، لكن أحد ضباط الاستعمار اعترض سبيل الشهيد وارتمى عليه، وفي نفس اللحظة، تم إطلاق النار عليه، من طرف مجموعة من رجال الشرطة ، ليسقط على الأرض بعد إصابته بالرصاص.
يحكي محمد حمادي العزيز في مجلة "الذاكرة الوطنية"، كيف أرادت السلطات الفرنسية، حرق جثمانه، كما أمرت بنزع أحشائه، وملئها بالقطن المسقي بالبنزين. وطلب قائد ، في إحدى القبائل المجاورة للرباط، بتسليمه جثمانه، فلبت رغبته، وحمل علال بن عبد الله على متن سيارته، وتم حفر حفرة عميقة، في أحد الحقول وأمر بدفن الشهيد، بدون مراسيم دفن، ولا صلاة جنازة
وظلت الجثة إلى أن استرد المغرب استقلاله، فتم دفن الشهيد في ساحة العلو بالرباط، وإلى جانب قبر الزعيم علال الفاسي.
الزرقطوني.. شهيد "حبة السم"
فضل المرحوم الشهيد محمد الزرقطوني، أبرز قادة المقاومة السرية في مدينة الدار البيضاء، تناول حبة السم، حفاظا على أسرار خلاياه وتفاديا للتعذيب والشماتة.
ورد في مجلة الذاكرة الوطنية، أن الشهيد الزرقطوني، عندما اعتقله البوليس، تناول حبة السم في السيارة، تأمينا منه لمسار المقاومة والكفاح، في مشهد يؤكد الوفاء، ويترجم أسمى معاني حب الوطن، والتشبث بـخصال النضال، حتى اخر رمق، حيث وصل إلى المخفر جثة هامدة، وذلك بتاريخ 18 أبريل 1954.
كرس الشهيد الزرقطوني، رمزا للمقاومة السرية الوطنية، وخلد ذكراه بطرق عديدة، فقد كرمته مدينة الدار البيضاء، بمؤسسة ثقافية اجتماعية تحمل اسمه ودفن المرحوم، الشهيد محمد الزرقطوني، في مقبرة الشهداء بـالدار البيضاء. وظل يوم استشهاده هو يوم المقاومة.
الانتحار وسيلة المقاومين في سبيل استمرار النضال
جاء في المجلة أن مقاومين آخرون انتحروا، منهم: الشهيد بوشعيب الحريزي من الدار البيضاء، الذي تناول حبة السم، ومات في مستشفى بمدينة الناظو، بعد أن اعتقله البوليس الفرنسي، بسبب إطلاقه الرصاص على بعض الفرنسيين، عندما كان مسافرا بالقطار إلى وجدة.
وقد تكرر نفس المشهد مع المقاوم الشهيد سلامات البشير، حسب المصدر ذاته.
وورد في المجلة ذاتها كيف أن مقاوما انتحر، بإلقاء نفسه من طابق عال، في إدارة البوليس الفرنسي....
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة