نمط الحياة
هل يشكل "الجمهور الافتراضي" تحديا جديدا أمام التكنولوجيا؟
03/11/2020 - 08:40
نضال الراضيكيف يعقل أن تلعب المباريات بدون جمهور؟ وكيف يعقل أن يشدي المطرب بصوته، ولا يردد وراءه جمهوره "اه"؟
غياب الجمهور على مختلف المحافل أثر بشكل كبير على المشهد العالمي، فالطاقة الحماسية والأصوات التي تتعالى بها الجماهير، من مدرجات الملاعب ومن قلب المهرجانات الموسيقية، والمشهد التقليدي لاصطفاف عشاق السنيما، وهم ينتظرون نجومهم المفضلين لإلقاء التحية عليهم، يجعل الكثير يعتبر أنه كان ولازال للجمهور طابع عاطفي لا يمكن استبداله.
مباريات بدون طعم
غياب الجماهير على مختلف المحافل جعل العديد يتساءلون هل صناع التكنولوجيا في العالم، أمام تحد جديد، وهو رقمنة الحضور الجماهيري والبحث عن بدبل في ظل التزايد المستمر، لحالات "كورونا" حول العالم، وعدم إيجاد اللقاح الفعال لحد الان.
وقد كانت هناك محاولات لتعويض الحضور الجماهيري، كانت أهمها أصوات الجماهير في الملاعب، في محاولة لتعويض "اللاعب رقم 12"، فقد تابع عشاق كرة القدم المغربية مباريات البطولة الوطنية، التي أقيمت خلف أبواب مغلقة، من منازلهم على شاشة التلفاز، واكتفوا بسماع أصواتهم أيام كان حماسهم يزعزع مدرجات الملاعب الوطنية، أما اللاعبون فلم يجدوا مع من يقتسموا فرحة الـ"اGoal"، وعبروا في مختلف المناسبات عن استيائهم بدون مساندهم الوفي.
ومباشرة بعد عودة عجلة مباريات الدوري الإسباني، ظهرت قصاصات لجماهير افتراضية، في مباراة جمعت بين فريقي "إشبيلية" و"ريال بيتيس"، في محاولة لتعويض الحضور الجماهيري، إلا أن هذه المبادرة لم تنل إعجاب جماهير الكرة الإسبانية، واعتبروها محاولة فاشلة، لا تضيف الحماس على المباريات، واعتبر البعض أن القصاصات الملونة التي تمثل الجماهير، لا فائدة منها بل تشتت تركيز المتابعين.
يقول "سعد.ن"، أحد مشجعي فريق الرجاء البيضاوي لـ"SNRTnews" "كنت أذهب للملعب منذ سن 8 سنوات. لا أذكر يوما منعتني فيه الظروف كيف ما كانت، عن الذهاب للملعب وتشجيع الفريق الأخضر، من قلب المدرجات، كنت دائما أعاني من مشاكل في الحلق بسبب الصياح القوي، عندما تقرر وقف المباريات، بسبب الجائحة شعرت بحزن شديد لا يمكن وصفه، ليس بسبب فرض الحجر الصحي، بل بسبب الحرمان من متعتي الوحيدة في الحياة، وهي تشجيع الفريق الأخضر من قلب الملعب، ويضيف المتحدث : لم أتوقع يوما أن الملاعب ستقفل في وجه الجماهير، لأي سبب من الأسباب، لن أبالغ إن قلت أنني صدمت، فيوم المباراة كان بالنسبة لنا عرس جماهيري، توقعنا أن يتم السماح لنا باستئناف الحضور للملاعب مع احترام إجراءات التباعد، وباقي التوصيات الصحية، إلا أن الظاهر هو العكس مع ازدياد حالات الإصابة ب"كوفيد19".
وعن تعويض الحضور الجماهيري بالمؤثرات الصوتية، يصرح "سعد": "لا شيء يعوض الحضور الجسدي وحماس الجمهور، حتى الانفعالات التي كنا نعيشها أثناء المباريات لا يمكن وصفها، ولا يمكن تعويضها".
أما "أسامة.س" مشجع فريق الوداد البيضاوي فيصرح لـ"SNRT news": "أعتبر نفسي من المشجعين الأوفياء لنادي الوداد البيضاوي. هذا الوفاء جعلني ألاحق فريقي المفضل أينما حل وارتحل. كنت دائما حاضرا في المدرجات أصيح وأنفعل مع تحركات اللاعبين، مع كل محاولة للتسديد، مع كل هدف يسدد. حتى تحركات غرماء الفريق، كنت أراقبها وأنفعل معها، مشاهدة المدرجات وهي فارغة على شاشة التلفاز يشعرني بالحزن، ويوحي لي بأن فعلا هناك شيء غريب يعيشه العالم... ونشعر ونحن نتابع مجريات المقابلات، عن بعد أ بدون طعم".
ويضيف المتحدث: "غياب 'الوينرز' أثر بشكل كبير على أداء لاعبي الوداد، فلطالما شكل حماسنا دفعة وحافزا معنويا لهم لتقديم الأفضل للقميص الأحمر. كنا نعاتبهم ونعبر عن غضبنا عليهم بعد كل خسارة من قلب المدرجات، وهذا كان يشعر اللاعبين بالمسؤولية. فقد اعتبر العديد من أعضاء 'الوينرز' أن لغياب الجماهير عن مباريات نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، دور كبير في خسارة الوداد أمام فريق الأهلي، خاصة في مباراة الذهاب بملعب محمد الخامس".
مهرجانات في عصر "كورونا"
نظمت العديد من العروض الفنية والمسرحية، عن بعد عبر خاصية المباشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كان أبرزها مهرجان "سينما المؤلف"، الذي اختار منظموه أن تكون هذه الدورة، عن بعد مع الاعتماد على الإمكانيات التقنية والرقمية، التي أتاحت لمتتبعي مختلف أنشطة المهرجان، أن يتابعوا فعاليات دورته الجديدة عن بعد، التي شهدت تكريم الفنانة الراحلة ثريا جبران.
ومهرجان "الفنون الشعبية" الذي يقام لأربع سنوات متتالية، بمدينة قلعة السراغنة عرف هذه السنة دورة استثنائية عن بعد عن طريق الوسائط الرقمية، حيث تم بث فعالياته الموسيقية عبر صفحات "دار الثقافة" على مواقع التواصل.
أما الدورة 19 لمهرجان "العيطة" بأسفي، فقد أقيمت بدورها عن بعد، فلم تمنع "الكورونا" جمهور فن "العيطة" الاستمتاع بفنهم الشعبي المفضل، عن طريق خاصية المباشر، عبر "الفايسبوك" والمنصة التفاعلية "يوتيوب".
وعالميا اختار العديد من نجوم الموسيقى العالميون، أن لا يغيب صوتهم عن عشاقهم بسبب جائحة"كوفيد19"، واختار المساندين الإعلانيين لأشهر نجوم الغناء أن يقيموا مهرجانات موسيقية افتراضية، اقتصرت على حضور النجم (ة) والفرقة الموسيقية، والطاقم التقني، مع غياب الحاضر الأكبر في المهرجانات الموسيقية، "الجمهور".
واعتمد صناع هذه المهرجانات الافتراضية، على أحدث تقنيات الصوت والصورة المتعلقة بالبث الحي، أما الجماهير فتتابع المهرجانات عن طريق تقنية البث المباشر، على مواقع التواصل الاجتماعي،"يتيوب" و"فايسبوك" وتويتر".
وكان أهم النجوم الذين شاركوا في موجة المهرجانات الموسيقية الافتراضية: المغني الفرنسي Jean Michel Jarre ومغني الراب العالمي"Travis scott والمغنية الأمريكية Tranerélle والمغني الفرنسي من أصول لبنانية Mika والمغنية اللبنانية نانسي عجرم كما أقيمت العديد من العروض الموسيقية والفنية عالميا وعربيا افتراضيا.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة