مجتمع
"الترمضينة".. عصبية بذريعة الصوم
20/04/2021 - 18:31
حليمة عامرأوضحت خلود السباعي، أستاذة علم النفس الاجتماعي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الحسن الثاني، أنه يكثر الحديث عن ارتفاع حوادث الجنح، والمشاجرات داخل البيوت والشارع العام، خلال شهر رمضان، بحيث تحول هذا السلوك إلى ظاهرة اجتماعية، يتم التطبيع معها.
من سلوك نفسي إلى اجتماعي
ترى السباعي أن ما يمسى بـ"الترمضينة" هي رد فعل سيكولوجي يبرر به الشخص انفعالاته السلبية، إذ تحول إلى مكانيزم اندفاعي، لتبرير بعض السلوكيات التي تكون غير مقبولة داخل المجتمع، وحتى من طرف الشخص نفسه، فهو يعلم بأنه لا ينبغي أن يمارسها، لكن عندما يسمح لنفسه بممارستها فهو يبرر ذلك بتأثير الصيام على حالته النفسية والصحية.
ولاحظت أستاذة علم النفس الاجتماعي أن هذا الأمر لا يتعلق بشخص واحد أو بشخصين، ففي بعض الأحيان يتحول ذلك إلى ظاهرة عامة، ذات اسم معين، وذات حضور يقبله الجميع، ويمنحه اسما لكي يفرغ السلوكيات السلبية.
وتعد "الترمضية" بالنسبة إلى الباحثة عبارة عن رد فعل سيكولوجي جماعي، يحدث عندما يشعر الجسد باضطراب في ما اعتاد عليه، لأن الجسم يكون متعودا على نمط سلوكي غذائي منتظم، من خلال الإفطار والغذاء والعشاء، ولديه وتيرة غذائية معينة، لكن عندما يصاب هذا الأخير بخلل فيزيولوجي، ينعكس ذلك على ما هو نفسي عند الإنسان، وبالتالي ينعكس على ما هو سلوكي.
هناك أسباب فيزيولوجية
الأستاذة خلود السباعي تؤكد بأنه بسبب إحساس الجسد بالجوع وبغياب المتطلبات اليومية، التي تعود عليها، يشعر الإنسان بذلك خللا، لأن كل هذه العوامل تنعكس على التفكير، وتسبب اضطرابا للإنسان. وتشدد على أن ما هو أساسي في الصيام هو الاقتناع والإيمان، لأنه قد يتعارض مع العادة اليومية للجسد، لكنه يحتاج إلى تلك القناعة الفكرية الذهنية.
وتابعت في حديثها: "لذلك يشعر (المعني) بينه وبين نفسه بتأنيب الضمير، لأنه يعلم بأن تلك السلوكيات لا ينبغي أن تحدث، ولكن، بما أنها أقوى منه وأكثر انتشارا في المجتمع، فالجميع وجد لها إطارا محددا، وأصبحت هذه 'الترمضينة' مفهوما عاما وسائدا، يفسر به هذه السلوكيات لبعضنا البعض".
"شرعنة" الفرد للعصبية
من جهته، أفاد خبير في علم النفس، محمد البارودي، في تصريح لـ "SNRTnews"، أن شهر رمضان يشهد مجموعة من السلوكيات المرتبطة بالجانب النفسي، والضغوطات داخل الأسرة والعمل، تجعل شهر رمضان شهرا للعصبية الزائدة"، مبرزا: "التعايش مع هذه العادة ساهم في شرعنة العصيبة، وأعطى الحق لممارسيها بأن يمارسوها".
ويقدم البرودي بعض التفسيرات العلمية لهذا السلوك، إذ يرى أن نقص المياه والكلوكوز في جسم الإنسان يسبب الشعور بالتوتر والانفعال، وأحيانا قد ترتبط بالحاجة إلى النيكوتين عند المدخنين، فبعد الابتعاد عن السجائر لساعات طويلة، يبدأ الإنسان بالشعور بالعصبية والغضب وسرعة الانفعال وضعف التركيز.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع