اقتصاد
النفايات الزراعية .. في انتظار إعادة التدوير
13/12/2021 - 08:36
مراد كراخيكشفت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، خلال جلسة عمومية بمجلس النواب، أنه إضافة إلى التعديلات التي ستطال الشق القانوني في مجال النفايات البلاسيكسة بالمجال الفلاحي، يتم التنسيق مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بخصوص مخطط يهم معالجة وتدوير هذه النفايات.
وأشارت الوزيرة، خلال الجلسة ذاتها، إلى أن الحكومة ماضية في تكريس تثمين النفايات البلاستيكية في إطار الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
"الزراعة البلاستيكية" تواصل الانتشار
قال بنرامل مصطفى، الاستشاري البيئي، ورئيس جمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن المملكة عرفت منذ سبعينيات القرن الماضي طفرة كبيرة في استعمال التقنيات الفلاحية الحديثة بما يتضمنه ذلك من استعمال مكثف للبلاستيك المستعمل في البيوت المغطاة، وقنوات الري بالتنقيط، حيث يناهز حجم الاستعمال 30 ألف طن في السنة، بجهة سوس ماسة على الخصوص، أي ما يعادل 52 بالمائة من الحاجيات البلاستيكية الفلاحية على المستوى الوطني.
ونتيجة لذلك، يضيف بنرامل، في تصريح لـSNRTnews، طُرحت إشكالية التخلص من مخلفات هذه التقنيات التي تشكل ضررا للمجال الطبيعي القروي، يمتد حتى للحواضر والإنسان على السواء، من خلال حرقها أو طمرها أو رميها عشوائيا في جوانب الطرق والأراضي غير المزروعة، أو حتى بيعها لإعادة استخدامها دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وأبرز الاستشاري البيئي، أن النسبة الأكبر لاستخدام البلاستيك بالمجال الزراعي، تكمن في استعمال الأغطية البلاستيكية المغطية للتربة والتي تحول دون نمو الحشائش الضارة وتزيد امتصاص السماد وتحافظ على حرارة التربة ورطوبتها بما يناسب نمو النبات، حيث تمثل تلك الأغطية وحدها 40 في المائة من إجمالي سوق البلاستيك في مجال الزراعة.
مخاطر صحية وبيئية
أكد رئيس جمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن الانتشار الواسع للغطاء البلاستيكي للتربة، كانت له تبعات سلبية، إذ عادة ما يصعب إعادة تدوير البلاستيك المستخدم في المزارع، ويُكلف تدويره مبالغ ضخمة لأن الغطاء البلاستيكي يتلوث ببقايا التربة والمبيدات والسماد، وقد تُشكل تلك البقايا معا 50 في المائة من الوزن الإجمالي للمادة المجمعة لإعادة التدوير، وهو ما يجعل تكلفة إعادة تدويرها باهظة، "وفي حالة عدم تدوير البلاستيك الزراعي، لا يوجد خيار سوى التخلص منه بحرقه أو دفنه أو إلقائه في المكبات".
وكشف المتحدث ذاته، أن استخدام البلاستيك على نطاق واسع في الزراعة، بما في ذلك لف العلف وتغطية المحاصيل، وأنابيب الري، ونقل الأعلاف والأسمدة، يسبب أضرارا صحية وبيئية، كما يؤدي إعادة استعمال حاويات الأدوية والأسمدة الفارغة ولو بعد تنظيفها إلى حالات تسمم، بلغت نسبتها 13,4 بالمائة، من مجموع حالات التسمم في سنة 2016، بينما بلغ معدل الوفيات 3,3 المائة وفقا لإحصائيات المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية.
إعادة التدوير.. الحل المثالي
أكد بنرامل، أنه وانطلاقا من الوضعية الحالية، وجب على مهنيي القطاع الفلاحي، الوعي بما يمثله البلاستيك المستعمل من ثروة إذا أعيد تدويره شريطة احترام الإطار القانوني في تدبير هذا الأمر، كما وجب على جامعي المخلفات الفلاحية البلاستيكية تنظيم أنفسهم لضمان استمرارية الإمداد وضمان جودة وحدات إعادة التدوير.
وأضاف أنه وجب الحث على عدم تعريض المخلفات الفلاحية البلاستيكية للحرق مهما كانت الظروف، لما في ذلك من مخاطر صحية وتلويث للبيئة بسبب انبعاث الأدخنة، ودعوة المزارعات والمزارعين للمساهمة في إعادة تدوير هذه المخلفات.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أن التدوير الميكانيكي لجميع المخلفات الفلاحية البلاستيكية أو تثمينها كمادة أولية يعتبر من أنجح الطرق للتخلص منها ويوفر عدة مزايا ايكولوجيا وتجارية واقتصادية واجتماعية تتمثل في تجنب مشاكل التلوث، كما أن تدوير البلاستيك المستعمل يغني القطاع الوطني للبلاستيك عن استيراد المادة الأولية ويخفف الفاتورة الطاقية ويساهم بالتالي في الحد من التغيرات المناخية.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد