اقتصاد
اليوم العالمي للسياحة .. عائدات منخفضة وأمل في الانتعاش
28/09/2021 - 16:55
SNRTnewsتأثر قطاع السياحة في العالم بتداعيات فيروس كورونا، بعد توقف الرحلات الجوية لفترة طويلة، وإغلاق مجموعة من المحلات التجارية التي تنتعش بفضل السياح، خلال فترة الحجر الصحي.
انخفاض عائدات السياحة
ولم يشكل المغرب استثناء من هذه التداعيات، إذ هوت عائدات السياحة في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري إلى 13 مليار درهم، ووصلت هذه العائدات إلى أدنى مستوى لها مقارنة بالسنوات الأربعة الأخيرة.
وراهن المهنيون على انتعاش السياحة وعائداتها بعد التدابير التي اتخذها المغرب، اعتبارا من منتصف يونيو الماضي، حيث قرر استئناف الرحلات الجوية.
وشرعت الوزارة الوصية في البحث عن طرق تشجيع السياحة الداخلية لإنقاذ القطاع، عبر اقتراح العمل بنظام "شيكات العطل"، التي تعني توفير ميزانية للأسر يفترض إنفاقها في استهلاك المنتوج السياحي.
وتعرف شيكات العطلة بأنها وسيلة للأداء يمكن استعمالها من قبل الأجير خلال فترة عطلته، وهي وسيلة توضع رهن إشارة الأجير في إطار الأعمال الاجتماعية للمؤسسة التي ينتمي إليها.
كما برمجت الفنادق بمختلف المدن السياحية المغربية مجموعة من العروض المحفزة لقضاء عطلة فصل الصيف.
وأكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في رأيه الصادر شهر مارس 2021، أن السياحة الداخلية قطاع فرعي يضطلع بدور هام في الحفاظ على قدرة قطاع السياحة على الصمود، من خلال تنويع قاعدة الزبناء، لاسيما خلال الأزمات، إذ يساهم في تنمية الجهات عبر تعزيز الأنشطة التي تستجيب لحاجيات المواطن وأنماط استهلاكه.
من جهتها قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، في وقت سابق، إن السياح المحليين أنقذوا موسم الصيف، ما يدفع إلى التفكير في توفير عرض يفضي إلى توسيع شريحة هؤلاء السياح ضمن السياحة المغربية. وأشارت الوزيرة، عند حديثها عن موسم الصيف للعام الجاري، إلى أن المحطات السياحية الشاطئية امتلأت في يوليوز وغشت بفضل المغاربة المقيمين بالمغرب أو مغاربة العالم. وذهبت إلى أن التحدي بالنسبة للسياحة سيطرح في فصلي الخريف والشتاء، بالنظر لعدم وضوح الرؤية والإشكاليات المرتبطة بأزمة كوفيد 19.
تأزم وضعية التجار والحرفيين
أزمت جائحة كورونا وضعية التجار وحرفيي الصناعة التقليدية في مختلف المدن المغربية، نظرا لارتباط نشاطهم التجاري بالسياحة الخارجية، وتسببت إجراءات الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا في كساد تجاري، وفق ما صرح به عدد من تجار مدينة فاس لـSNRTnews.
وفي هذا الإطار، أكد حميد، تاجر بالمدينة العتيقة لفاس، أن المحلات التجارية التي كانت تفتح أبوابها منذ ساعات الصباح الأولى، بات لا يقصدها أصحابها إلا عند الظهر حاليا، بفعل النقص الكبير في الزبائن الذين يمثل السياح الأجانب النسبة الأكبر منهم، فيما اختار تجار آخرون إغلاق محلاتهم بشكل نهائي، وعرضها للبيع بفعل تداعيات الأزمة.
ويعقد تجار وصناع المدينة العتيقة بفاس آمالا على المنتخبين الجدد الذين أفرزتهم الانتخابات الأخيرة، لإيجاد حلول تساهم في إنعاش هذا القطاع الذي يمر بفترة تعد من بين الأصعب في تاريخه. وتحتل مدينة فاس الرتبة الثانية بعد الدار البيضاء، عبر استحواذها على 6,9 في المائة من مجموع اليد العاملة بقطاع الصناعة التقليدية على الصعيد الوطني. وتأوي مدينة فاس ما يناهز 40 ألف حرفي يمارسون 23 نشاطا فنيا إنتاجيا، تتوزع على 7 قطاعات، حسب تقرير المديرية الجهوية للصناعة التقليدية.
وبلغت صادرات منتجات الصناعة التقليدية لفاس في الفترة ما بين 2011 و2020 أزيد من 8 ملايين و315 ألف درهم، وفق الأرقام الصادرة عن المديرية، وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول المستوردة لهذه المنتجات بـ140 مليون و755 ألف درهم خلال السنوات العشر الأخيرة، تليها إسبانيا 26 مليون و929 ألف درهم وفرنسا 28 مليون و925 ألف درهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للسياحة، أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة تسلط الضوء على النساء والرجال العاملين بمختلف شعب القطاع والموجودين في الصفوف الأمامية في خدمة السياح وزوار المملكة.
وحسب ما أفاد به عادل الفقير، مدير عام المكتب الوطني المغربي للسياحة، في بلاغ صحفي، "تتجلى أهمية وضرورة هذا الاعتراف على الخصوص في هذه الفترة العصيبة التي يجتازها فاعلو القطاع السياحي على جميع المستويات والأصعدة". وأبرز البلاغ أن جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل سلبي على مختلف البلدان والمجتمعات، إذ ضربت اقتصاديات البلدان المتقدمة والبلدان النامية معا ولم تستثن أحدا منها، وقد مس ذلك بالخصوص الفئات الأكثر هشاشة.
لذا، يضيف البلاغ، فقد ارتأت المنظمة العالمية للسياحة الاحتفال باليوم العالمي للسياحة لسنة 2021، المنظم يوم 27 شتنبر من كل سنة، تحت شعار "السياحة من أجل تنمية شاملة ودامجة"، مبرزا أن هذا الاحتفال مناسبة لاعتماد إحصائيات القطاع السياحي كوسيلة للتدليل على أن وراء كل هذه الأرقام أفراد وجماعات أبلوا البلاء الحسن لتحقيقها وبلورتها على أرض الواقع.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد