اقتصاد
3 نصائح لترشيد النفقات في رمضان
11/04/2021 - 17:10
وئام فراجتظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، أن متوسط حجم إنفاق الأسر على الطعام خلال شهر رمضان يرتفع بحوالي 28 في المائة، مقارنة ببقية أشهر السنة، مشيرة إلى أن تزايد استهلاك المغاربة يؤثر على أسعار المواد الغذائية ما يؤدي إلى ارتفاعها.
التضامن الاقتصادي والاجتماعي
وفي هذا الإطار أكد، الطيب أعيس، خبير مالي واقتصادي، أن ارتفاع معدلات الإنفاق خلال شهر رمضان من بين العادات السلبية المكتسبة والتي تؤثر بشكل كبير على ميزانية الأفراد والأسر، مبرزا، في المقابل، أن فلسفة شهر رمضان المبارك تروم التقليل من الإنفاق والأكل، وتجنب مجموعة من الملذات التي لا تعطي أي إضافة إلى الجسم.
وأوضح أعيس، في حديثه مع "SNRTnews"، أن شهر رمضان يقوم على ما يسمى بالتضامن الاقتصادي والاجتماعي، كما يجب التركيز خلاله على العبادات، والإكثار من الصدقات والاهتمام بالمستضعفين خاصة خلال فترة جائحة "كورونا،" التي أثرت بشكل كبير على مدخول العديد من الأسر المغربية.
وشدد الخبير المالي، على ضرورة وضع مخطط شهري لميزانية الأسرة يقوم على ترشيد النفقات، وذلك من خلال التخلي عن بعض العادات السلبية، من قبيل التباهي بالأطباق بين أفراد الأسر والأصدقاء، وضبط اشتهاء الطعام التي تزيد خلال فترة الصيام.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن شهر رمضان فرصة لتعلم الاقتصاد في الميزانية، والترفع عن النفس والتحاور معها، عبر مراجعة الذات ولم الأسرة، مبرزا أن هذا الشهر يجب أن يكون "محطة للتفكير وليس للأكل"، لكونه "شهر تدبير وليس تبذير".
ويعيش العالم الإسلامي هذه السنة ثاني رمضان في ظل جائحة "كورونا"، واستمرار تدابير حالة الطوارئ الصحية، وفي هذا الإطار، أبرز أعيس أن أغلب الأسر المغربية تأثرت بشكل كبير بتداعيات الجائحة الاقتصادية، خاصة الأسر الفقيرة وذات الدخل المتوسط.
ومن أبرز الأضرار التي لحقت بالأسر التوقف عن العمل، لهذا يرى أعيس أنه من الأولى عدم إثقال كاهل هذه الأسر بالنفقات الثانوية، لمجرد الرغبة في الانفاق.
ارتفاع النفقات يؤدي إلى ارتفاع الأسعار
يحذر الخبير المالي، الطيب أعيس من مساهمة الأسر في ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان، نظرا لتزايد الإنفاق الذي يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع الطلب مقابل العرض، مشيرا إلى أن هذا الضغط على الطلب بسبب العادات الرمضانية الاجتماعية والثقافية، يساهم في الضغط على الأسعار ومن ثم إثقال كاهل الأسر بمصاريف إضافية.
ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرتها الصادرة شهر مارس الماضي، زيادة في الاستهلاك خلال سنة 2020، مسجلة زيادة بـ0,9 في المائة في أسعار المنتجات الغذائية، وزيادة بـ0,5 في المائة في أسعار المواد غير الغذائية.
كما لاحظت المندوبية ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ابتداء من شهر غشت 2020، متأثرة بزيادة أسعار المنتجات الغذائية، خاصة الفواكه والخضروات وزيوت المائدة، وتوقعت تسجيل ارتفاع في الأشهر المقبلة في أسعار البيض واللحوم البيضاء التي تعرف استهلاكات قياسية في شهر رمضان المبارك.
ويعزى كذلك الارتفاع المسجل في بعض المواد الغذائية، إلى ارتفاع أسعار المواد الزراعية الأولية إلى مستوى قياسي، لم يتم تسجيله منذ سنوات، إذ أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يوم الخميس 8 أبريل 2021، بارتفاع الأسعار العالمية للسلع الغذائية في مارس 2021 للشهر العاشر على التوالي، مع تصدر أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان هذا الارتفاع.
وارتفعت أسعار الزيوت بـ8,0 في المائة خلال الشهر السابق ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات تقريبا، كما ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان بنسبة 3,9 في المائة عما كان عليه في شهر فبراير.
تحديد الأولويات
ولضبط الإنفاق خلال شهر رمضان، يرى محمد بنساسي، مدرب في التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري، أن الأصل في ترشيد النفقات أن يستمر على مدار السنة، مبرزا أن هذه العملية تتطلب ممارسة دائمة لكي تعتاد عليها الأسر وتنجح فيها بشكل جيد خلال شهر رمضان.
وأوضح بنساسي، في حديثه مع "SNRTnews"، أن شهر رمضان فرصة مهمة لتعلم طرق التدبير السليم، واكتسابه كعادة يومية، تساعد على تدبير ميزانية الأسرة بشكل عقلاني.
وقدم المتحدث ذاته مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها لتقنين الاستهلاك خلال شهر الصوم، لخصها في ثلاث خطوات؛ وهي تحديد قائمة الاحتياجات، ووضع خطة مالية للإنفاق، وعدم الانجرار وراء الإعلانات.
وفي ما يتعلق بتحديد قائمة الاحتياجات، أبرز بنساسي، أن هذا الأمر يتم عبر التفكير في الأولويات التي تحتاجها الأسرة خلال الشهر الفضيل، سواء في ما يتعلق بالطعام، أو باقتناء الأجهزة أو الأثاث المنزلي والملابس، أو ارتياد الأماكن التي اعتادت الأسر عليها.
وأوضح الخبير الأسري أن تقسيم المشتريات إلى احتياجات وضروريات وكماليات أمر أساسي لتدبير النفقات، ولتحقيق الفرق بين هذين المفهومين، أبرز أن الضروريات هي الأشياء التي يستحيل الاستغناء عنها، وأي خلل فيها يمكن أن يلحق الضرر بحياة الشخص، مثل توفير قدر معين من الطعام والشراب، فيما تكمن الاحتياجات في الخدمات والسلع والبضائع التي تسهل الحياة.
أما الكماليات، يضيف بنساسي، فتكمن في الأشياء الثانوية التي لن تتأثر الأسرة بالاستغناء عنها، ولو بشكل جزئي، وأكد أن هذا التصنيف يساعد بشكل كبير الأسر على الادخار خلال شهر رمضان.
وتحدث الخبير الأسري في هذا الإطار، عما سماه بأركان تدبير ميزانية الأسرة، والتي تضم بحسبه، خمسة عناصر أساسية؛ وهي الضروريات والحاجيات والكماليات والادخار والاستثمار، موضحا أن التمكن من الادخار سيساعد الأسر على الاستثمار في أمور مفيدة تعود عليها بالنفع، وتحد من هدر الطعام.
التحكم في الذات
من جهة أخرى، أكد بنساسي أن الإعلانات التجارية التي تتزايد خلال شهر رمضان تساهم بدورها في ارتفاع معدلات الإنفاق، موضحا أن هذه الإعلانات تخاطب العقل الباطني للمستهلك، وتجعله يتجه نحو الاقتناء دون أن يكون في حاجة إلى المنتوج موضوع الإعلان.
وهنا جدد مدرب التطوير الذاتي والذكاء المالي الأسري التأكيد على ضرورة تحديد قائمة الاحتياجات، لأنها تساعد على تقنين مشتريات الأسر، وتجنب انجرارها وراء الإعلانات والعروض المقدمة في المتاجر الكبرى، التي تجعلها تنفق بشكل يفوق ميزانيتها.
كما شدد بنساسي، في حديثه حول طرق ترشيد الإنفاق في شهر رمضان، على ضرورة وضع مخطط مالي يساعد على تدبير هذه النفقات، عبر تخصيص مبلغ لكل هدف يروم رب الأسرة إلى تحقيقه.
وخلال وجبات الطعام، دعا المتحدث ذاته إلى الاكتفاء بما يلبي حاجيات الجسم، بطريقة صحية، مشيرا إلى أن الطعام المتوازن الذي يحتوي على الخضروات والفواكه والثمور، يفيد الجسم ويحقق الإشباع ويساعد على التوفير.
وعلى صعيد آخر، يرى بنساسي أن من بين أبرز أسباب الاستهلاك خلال شهر رمضان قلة النوم، والسهر لوقت متأخر من الليل، مبرزا أن هذا السهر يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء ويعطي الرغبة في تناول مزيد من الطعام، بشكل غير صحي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد