نمط الحياة
ألبوم ستروماي .. ضربة معلم
08/03/2022 - 10:34
مصطفى أزوكاحاحتفت وسائل الإعلام بالإصدار الجديد للفنان، الذي توقف عن إصدار ألبومات جديدة على مدى سبع سنوات، الأمر الذي فسره مراقبون ومتابعون لمساره ومحبوه بحالة اكتئاب ألمت به، بعد خمس سنوات كان فيها في بؤرة الضوء.
لقد أضحى هذا المغني البلجيكي - الرواندي، ظاهرة شعبية حقيقية، بعدما تمكن عبر الموسيقى الإلكترونية، من التعبير عن العديد من الظواهر الإنسانية والاجتماعية، حيث يرصد المفارقات التي تخترقها. وما يدفع إلى التعلق بفنه، هو تلك البساطة التي يتناول بها مواضيع بسيطة، لا يلتفت إليها المرء في زحمة الحياة اليومية والشكل الذي يقدم به أغانيه.
ولد بول فان هافر في الثاني عشر من مارس 1985 ببروكسل في أسرة فلامانية- رواندية، تولت والدته تربيته بمعية إخوته وأخواته الخمسة، بعدما قتل والده برواندا، ولما يبلغ الطفل بول الثانية عشرة من العمر.
شرع في الاهتمام بالموسيقى منذ طفولته. اهتمام ترسخ لديه عندما ولج مدرسة داخلية، والذي توج بتأسيس ثنائي غنائي لموسيقى الراب تحت اسم "Suspicion" في 2003، قبل أن يتحول بعد ذلك إلى الغناء وحيدا تحت اسم "Stromae".
سيتعرف عليه الجمهور عندما أصدر "Alors on danse". تلك الأغنية التي أضحت الأولى في أوروبا في 2010. وتبدأ مسيرته التي تميز فيها بتنوع موسيقاه المفتوحة على العالم، وكلماته التي ترشح منها مسحة حزن دون أن يتخلى عن التعلق بالأمل وإشاعة الفرح بين محبيه، ويصبح حضوره مطلوبا في العديد من العواصم العالمية.
كرسه ألبوم "Racine carrée"، الصادر في 2013، فنانا عالميا، خاصة عبر أغنيتي "Formidable" و"Papaoutai"، حيث تجلى تفرده في الموسيقى الإلكترونية، التي يستحضر فيها الموسيقى الأفرو- كوبية والإفريقية، فاستحق العديد من الجوائز العالمية.
بعد ذلك الألبوم والاحتفاء الذي حظي به، سيحل بأكثر من تسعين مدينة أوروبية والمغرب، وينتقل إلى مونتريال ونيويورك، ومدن أمريكية أخرى.
في 2015، سيحيي حفلات ببلدان بالقارة السمراء، التي سيعاني فيها من مضاعفات دواء مضاد للملاريا، غير أن تلك الرحلة ستكون فرصة لمد جسور التواصل مع أبناء رواندا بلد والده الذي اغتيل في الحرب الأهلية هناك.
بعد سنوات من التألق والتنقل بين المدن العالمية، سيتوارى الفنان ويتوقف عن إصدار ألبومات، لكنه ظل، كما يقول، ينتج أغان لفائدة فنانين آخرين كما استثمر في علامة ألبسة من وحي زوجته، وكرس وقته للعناية بطفله.
ويعتبر الفنان البلجيكي أنه مدين بما بلغه من إبداع وشهرته لإخوته ووالدته التي ضحت من أجلهم كثيرا، وزوجته كورالي باربيي، التي رزق منها بطفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام.
في ألبومه الثالث "Multitude" يطرق مواضيع تخاطبنا مباشرة، مثل الحب والأبوة والاكتئاب والسعادة والوحدة الملل والفرح والانتحار وأحلام الناس العاديين الذين لا يلتفت إليها الآخرون. تعدد المواضيع استدعى تعدد الألحان المستوحاة من ثقافات مختلفة وآلات موسيقية متنوعة تحيل على حضارات مختلفة.
بالموازاة مع ألبومه الجديد، كشف ستروماي، عبر قناته علي اليوتوب، عن فيديوهين، يتضمنان شهادات فنانين مثل أوريسلان، وياييل نعيم، وجون بول كوتيي، ومادونا، وأنجيل، وجمال الدبوز، حول ما يميز تجربته الفنية، حيث يجمع المتحدثون على أن قوته تتمثل في تطرقه لمواضيع الحياة بطريقة متفردة إلى درجة أن اللغة لم تعد معه حاجزا، مادام استطاع نيل إعجاب جمهور في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
في يناير الماضي، حاذت القناة الفرنسية TF1 عن عادتها عندما استضافته في نشرة أخبار الثامنة مساء. كانت لحظة قوية، لكن معدة بإتقان، غير أن الجميع توقف عند لحظة سؤاله عن الوحدة ، ليجيب بإنشاد أغنيته "L'enfer"، التي يعكس فيها الهواجس التي دفعته إلى التفكير في الانتحار قبل أن يعلن ندمه على مادار بخلده. لحظة تلقفتها وسائط التواصل الاجتماعي، التي احتفت بالفنان العائد.
لفت ذلك انتباه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي نشر تغريدة على حسابه في موقع تويتر، يثني فيها على الفنان البلجيكي: "شكرا لك Stromae لإثارة موضوع الانتحار الصعب في ألبومك الأخير. من المهم جدا الوصول إلى المساعدة إذا كنت تكافح وتدعم أولائك الذين يحتاجون إلى المساعدة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة