عالم
العالم يحبس أنفاسه في انتظار توجهات إدارة بايدن الخارجية
08/11/2020 - 17:21
SNRTnewsرفع الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، شعار "استعادة روح الأمة الأمريكية"، في وجه خصمه دونالد ترامب، في إشارة إلى سلسلة من قرارات الأخير، وفقاً لمراقبين، والتي غيرت علاقات الولايات المتحدة بباقي دول العالم على نحو عميق؛ يبقى أبرزها التقارب مع كوريا الشمالية، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، علاوة على نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة محط نزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
رجل توافقات لا صدام
تصف راديو فرنسا الدولية، جو بايدن برجل التوافقات والابتعاد عن الصدام، وتستند في ذلك إلى خبرته وتجربته التي راكمها طوال 8 أعوام كنائب لباراك أوباما، الرئيس الأمريكي الأسبق. "لجو بايدن مقاربة يمكن وصفها بالتقليدية على صعيد العلاقات الدولية"، تقول الشبكة الفرنسية في تحليلها لسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب، وفي إشارة لإمكانية عودة الإدارة الأمريكية إلى مقاربات حقبة أوباما.
ويرى التحليل أن طموح بايدن هو إخراج الولايات المتحدة من العزلة وإحياء تحالفاتها التقليدية، مما قد يشكل خبر ساراً لقادة الاتحاد الأوروبي، والانطلاقة ستكون من "اتفاقية باريس" المناخية، التي انسحب منها الرئيس الحالي دونالد ترامب ووعد بايدن بالعودة إليها.
وليس الاتحاد الأوروبي وحده المعني بسياسات "فك العزلة" عن الولايات المتحدة التي يروم بايدن تنفيذها، بل حتى المنتظم الدولي الذي ضاق ذرعاً بانتقادات ترامب، ولاسيما سيرورة الانسحاب من منظمة الصحة العالمية التي أطلقها في عز تفشي وباء كورونا المستجد.
ولا تتوقع التحليلات أن تكون الأمور بسيطة في ما يخص حلف "الناتو"، خصوصاً أن المنظمة العسكرية قد ضعفت بشكل ملحوظ خلال فترة ترامب، فضلاً عن الخلافات العميقة بين أعضائها على عدد من الأصعدة.
الملفات الكبرى...
لا شك أن أول ما ستعكف عليه الإدارة الأمريكية الجديدة هو حلحلة الملفات التي تربطها بالدول الكبرى، تبقى أبرزها العلاقات مع الصين التي سيتركها ترامب في وضع سيء للغاية. وبحسب ما أوردته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن بكين لن تكون سعيدة برحيل ترامب على النحو المعتقد، على الرغم من العقوبات القاسية التي فرضها عليها. لكن ذلك قد لا يساوي شيئاً أمام ميول ترامب لعزل الولايات المتحدة الأمريكية دولياً، مما كان ليفاقم تقهقر الدور الأمريكي عالمياً لو استمر ترامب لأربع سنوات أخرى.
من جهتها عبرت روسيا عبر وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، عن استعدادها للعمل مع أي رئيس أمريكي. لكن تحليل بي بي سي، يجزم أن وصف بايدن لروسيا بـ"التهديد الأكبر على الولايات المتحدة"، لم يمر مرور الكرام في موسكو، كما أن الديمقراطيين الأمريكيين قد لا يكونوا نسوا تماماً ما يعتبرونه تدخلاً روسياً في انتخابات بلادهم عام 2016، حملت ترامب إلى سدة الحكم على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ووصلت العقوبات الاقتصادية على إيران مستوى قياسياً في عهد الرئيس ترامب، كما انسحب هذا الأخير من الاتفاق النووي الذي بذلت الدولة الفارسية مجهودات جبارة لتوقيعه مع إدارة الرئيس السابق أوباما. لكن النقطة التي أفاضت الكأس تبقى اغتيال قاسم سليماني، الجنرال الإيراني المقرب للغاية من المرشد الأعلى علي خامنئي. العودة إلى طاولة المفاوضات ستكون أسهل على القادة الإيرانيين مع جو بايدن، يؤكد التحليل.
القضية الفلسطينية
ما زالت القضية الفلسطينية تعاين الأضرار الناجمة عن "صفقة القرن"، التي أطلقها الرئيس ترامب بعد اعترافه بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني. لكن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تؤكد على لسان "ستيف إزرائيل"، العضو السابق بمجلس النواب الأمريكي بين عامي 2002 و2017، إن "إسرائيل ستكون بخير أكبر مع بايدن"، مؤكداً أن لقاءاته السابقة بزميله في الحزب، لا تترك مجالاً للشك في كونه "صديقاً وفياً لشعب إسرائيل".
ولا يتوقع المحلل الفلسطيني، مصطفى إبراهيم، في تصريح صحافي أن يتغير الكثير في سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، ذلك أن أفضل ما يمكن حدوثه هو العودة لسياسات إدارة أوباما، التي لم تتمكن من وضع حد للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. لكن تفاؤلاً حذراً يسم الشارع الفلسطيني بشأن إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الذي أغلقه ترامب، فضلاً عن إعادة المساعدات الأمريكية التي حجبها عن السلطة ووكالة الغوث.
مقالات ذات صلة
سياسة
عالم