سياسة
الغرف المهنية.. تحالفات لا تعكس تشكيلة الأغلبية الحكومية
19/08/2021 - 08:35
يونس أباعليتواصل الغرف المهنية انتخاب رؤسائها ومكاتبها الجديدة، ليس فقط على ضوء النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة التي أقيمت في 6 غشت الجاري، بل تحكمت في عملية التشكيل التحالفات التي نسجها الفائزون.
شكّلت جل الغرف المهنية الأربع (الفلاحية، التجارة والصناعة والخدمات، الصناعة التقليدية، وغرف الصيد البحري) مكاتبها المسيرة الجديدة، باستثناء القليل منها التي تم فيها تأجيل عملية اختيار ممثليها بسبب النصاب القانوني وظهور اختلافات في كيفية التحالف بين الفائزين.
وقد أفرزت هذه الانتخابات الهيئة الناخبة التي ستختار ممثلي الغرف في مجلس المستشارين، إذ يُنتخب 20 من أعضائه من طرف الغرف. لذلك انمحت الخطوط الحمراء بين عدد من الأحزاب ولم تتردد في التحالف فيما بينها، رغم أنها تمثل الأغلبية والمعارضة في الحكومة.
وبدا واضحا كيف سعت أحزاب تمثل المعارضة الحكومية إلى التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يشارك في الحكومة، على اعتبار أنه استحوذ على أكبر عدد من المقاعد في الغرف المهنية.
غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات، التي تعد أكبر غرفة للتجارة في المغرب، كانت رئاستها من نصيب الاستقلالي حسن البركاني، بعدما حصل على 83 صوتا متقدما على منافسه الوحيد الرئيس المنتهية ولايته ياسر عادل عن حزب الاتحاد الدستوري.
واستبقت أحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جلسة التصويت بالإعلان عن تحالف ثلاثي جرى بموجبه توزيع رئاسة الغرف المهنية بالجهة، وضمنها غرفة التجارة والصناعة والخدمات.
في المقابل تم أمس الثلاثاء تم تأجيل جلسة انتخاب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء – سطات، لعدم اكتمال النصاب القانوني. وهي أكبر الغرف في المغرب جرى فيها تشكيل تحالف بين الأحزاب الثلاثة المذكورة، وهو تحالف يتوفر على 49 عضوا.
في جهة مراكش ترأس حزب الأصالة والمعاصرة غرفة الفلاحة بجهة مراكش أسفي، وتمكن أيضا من رئاسة غرفة الفلاحة بجهة كلميم وادنون، فيما نال حزب الاستقلال رئاسة غرفة الصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء. وفاز حزب الحركة الشعبية برئاسة غرفة صناعة التقليدية بجهة فاس مكناس.
وقد أتت انتخابات هذه الغرف بعد تشكيل تحالفات بين الفائزين، أفرزت تنازلات وتوافقات بما يمكنها من اقتسام التمثيلية.
تحالفات تكتيكية وبراغماتية
بحسب أمين السعيد، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية سيدي محمد بفاس، التحالفات التي عقدت إبان إعلان نتائج انتخابات الغرف، هي "تحالفات حزبية وبراغماتية وتكتيكية لا تخضع للتوجهات الرئيسية للأحزاب".
وأضاف في تصريح لـSNRTnews، أن هذه تحالفات محلية تهدف إلى الوصول إلى مراكز التسيير أو رئاسة الغرف دون الأخذ بعين الاعتبار المعطيات والتوجهات الرئيسية للأحزاب، خصوصا أن قيادات الأحزاب والمكاتب السياسية حاولت ألا تتدخل.
واعتبر أن القيادات أعطت مساحات لمرشحيها ومنسقيها لكي يتحالفوا حسب مخرجات المقاعد في كل جهة و في كل دائرة.
وقد سبق لنزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، التأكيد على أن دخول حزبه في تحالفات بعدد من الجهات لتشكيل مجالس الغرف المهنية مرتبط بأمرين؛ الأول بنتائج كل غرفة وكل جهة، والثاني بتكوين أغلبية قوية تلعب دورا مهما في ظل الجائحة التي أدت إلى تضرر عدد كبير من المهن خصوصا الصناعة التقليدية، والخدمات، والسياحة ".
وفي نظر السعيد، فإنه يصعب الحديث عن تحالفات ثابتة ومستقرة، مضيفا "لا نجد تحالفات سياسية مبنية على مرجعيات وبرامج يسارية أو يمينية أو وسطية، حيث بالعودة إلى الاستحقاقات الانتخابية السابقة نستنتج أن كل التحالفات التي نسجت قبل الانتخابات البرلمانية تبخرت بعد الإعلان عن النتائج".
وأسفر نتائج انتخابات 6 غشت عن تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار، بفوزه بـ 638، ثم حزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ثانيا بحصوله على 363 مقعدا، وراءه حزب الاستقلال بـ360 مقعدا. فيما حل حزب الحركة الشعبية رابعا بـ160 مقعدا، فحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بـ146 مقعدا، وحزب الاتحاد الدستوري بـ 90 مقعدا، ثم حزب التقدم والاشتراكية بـ 82 مقعدا، وحزب العدالة والتنمية بـ49 مقعدا.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة