مجتمع
براءات الاختراع..هل المغرب مؤهل لتصنيع لقاحات كورونا؟
07/05/2021 - 16:06
مراد كراخييتابع المغرب بترقب، الحوار العالمي بخصوص التنازل عن الملكية الفكرية للقاحات "كوفيد-19"، حيث كانت المملكة من الدول السباقة إلى طرح هذه المسألة بمنظمة التجارة العالمية، مما يثير تساؤلات حول جاهزية المغرب ليكون ضمن الدول المصنعة للقاحات "كورونا"، وكيف سينعكس ذلك على حملة التلقيح؟
أعلنت الولايات المتحدة، تأييدها رفع براءات اختراع لقاحات "كوفيد-19"، في خطوة لاقت تأييدا من طرف كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي"، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لمناقشة هذا المقترح، الذي رفضته الحكومة الألمانية ضمنيا.
تم تقديم اقتراح بالتنازل عن الاتفاقية حول الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية (TRIPS)، الخاصة بلقاحات "كوفيد-19"، الذي تديره منظمة التجارة العالمية، من طرف جنوب إفريقيا والهند ، وتم دعم هذا المقترح من طرف 60 من الدول الأعضاء بالمنظمة، ضمنها المجموعة الأفريقية التي تشمل المغرب، إضافة إلى كينيا، وإسواتيني، وموزامبيق، وباكستان، وبوليفيا، وفنزويلا ومنغوليا، وزيمبابوي، ومصر، ومجموعة البلدان الأقل نموا، لتلحق بهم جزر المالديف، وفيجي، وناميبيا.
وبخصوص كيفية استفادة المغرب من تحرير الملكية الفكرية للقاحات "كورونا"، كشف سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن المملكة تتوفر على الوسائل التقنية والكفاءات البشرية، التي تحتاج فقط إلى المادة الأولية، للشروع في تصنيع اللقاح.
وأوضح عفيف، في تصريح لـSNRTnews، أن بعض الدول استفادت من خاصية صناعة اللقاح محليا، بعد حصولها على الملكية الفكرية مثل الهند، إضافة إلى اقتراب بعض الدول من تصنيع لقاح "سبوتنيك"، بعد تلقيها وعودا من الجانب الروسي بهذا الخصوص، مثل مصر.
وبالنسبة للمغرب، قال عفيف إن تصنيع اللقاح محليا سيمكن المملكة من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي التسريع من حملة التطعيم ضد الفيروس، إضافة إلى الانتقال لتصدير اللقاح إلى الدول الإفريقية.
وحول نوعية اللقاحات التي يمكن تصنيعها بالمغرب، أكد عفيف أن المملكة قادرة على تصنيع جميع أنواع اللقاحات شريطة التوفر على أصل التقنية، موضحا أن المغرب برهن على قدراته في مجال التصنيع الطبي، من خلال نجاحه في تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 65 في المائة بالنسبة للأدوية، مما مكن المملكة من النجاح في توفير لأدوية التي تم اعتمادها في البروتوكول العلاجي لمرضى "كورونا"، إضافة إلى النجاح المحقق في صناعة الكمامات، الذي فشلت فيه دول أوروبية مثل فرنسا.
وفي الإطار ذاته، كشف البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن المغرب لديه كل الإمكانات لتصنيع لقاحات كورونا محليا، وتمتلك بعض الشركات تجربة في هذا المجال من خلال إنتاج لقاحات حيوانية.
وكشف الناجي لـSNRTnews، أنه سبق التوقيع على عقد بين كل من شركة "سينوفارم" الصينية، وشركة "سوطيما"، المتخصصة في صناعة وتسويق الدواء، المتواجدة بالدار البيضاء، بخصوص تصنيع لقاحات "كورونا" بالمغرب بالإضافة إلى توزيعها بعد ذلك على البلدان الإفريقية.
وكان السفير الممثل الدائم للمغرب بجنيف، عمر زنيبر، قد أكد خلال تقديمه بيان المملكة خلال اجتماع لجنة المفاوضات التجارية لمنظمة التجارة العالمية، أن المغرب يدعو أعضاء المنظمة إلى رفع التحديات الكبرى التي تواجه جميع البلدان، لاسيما البلدان النامية خاصة ما يتعلق بالاختلالات الخطيرة التي سجلت على مستوى مكافحة الجائحة، لاسيما الحصول على اللقاحات، مبرزا أن منظمة التجارة العالمية يجب أن تقوم بدور مهم في انتعاش الاقتصاد العالمي، خاصة بالنسبة للبلدان النامية والأقل نموا، من خلال منع مختلف أنواع القيود المفروضة على تصدير أدوية ولقاحات مضادة لـ "كوفيد-19" إلى هذه البلدان، ومن خلال إزالة الحواجز الحمائية أمام صادراتها.
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
مجتمع