اقتصاد
تراجع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج في ظل الحجر الصحي
24/08/2020 - 17:57
مصطفى أزوكاحوبلغت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج في متم يونيو الماضي، حسب التقرير الشهري لمكتب الصرف، 28.41 مليار درهم، مسجلة انخفاضا بنسبة 8.1 في المائة قياسا بالمستوى الذي وصلت إليه في الفترة نفسها من العام الماضي.
ويتجلى من بيانات المكتب أن تلك التحويلات، سجلت أدنى مستوى لها في تلك الفترة في الخمسة سنوات الأخيرة، حيث كانت بلغت 29.37 مليار درهم في 2016، قبل أن تقفز إلى 31.86 في 2018.
ويقيم بالخارج، حسب بيانات سبق أن قدمها الناطق باسم الحكومة، أكثر من 5 ملايين شخص، 85 في المائة منهم يوجدون بأوروبا، خاصة بفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا.
وكانت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، وصلت في العام الماضي، حسب التقرير السنوي لمكتب الصرف، إلى 6.47 مليار درهم، مقابل 6.49 مليار درهم في العام الذي قبله.
ويتوقع بنك المغرب أن تتدنى تحويلات المغاربة المقيمين في الخارج في العام الحالي بنسبة 25 في المائة، قبل أن تنتعش في العام المقبل بنسبة 5.2 في المائة بفعل التلاشي التدريجي للصدمة الناجمة عن الفيروس.
وترقبت الحكومة عند تقديم تفاصيل قانون المالية التعديلي، انخفاض تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 20 في المائة في العام الحالي، مقابل ترجع بنسبة 70 في المائة لإيرادات السياحة وإيرادات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما سيؤثر على رصيد المغرب من العملة الصعبة.
ويتصور البنك الدولي أن المغرب من بين البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي ستتأثر بتراجع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، خاصة من أوروبا ومنطقة الخليج، وهو ما سينعكس على استهلاك الأسر.
ويعتبر أنيغو موري، الأستاذ بجامعة بيركلي ومؤسس منظمة "ريمساس"، التي تهتم بالتحويلات عبر العالم، أن الأزمة الحالية، أن الأزمة الصحية، التي أفضت إلى أزمة اقتصادية، لها تأثيرات كبيرة على التحويلات، خاصة تلك الآتية من أوروبا ومنطقة الخليج.
ويتصور أن الانكماش الاقتصادي في بلدان الاستقبال، سيفضي إلى اتساع دائرة البطالة، التي ستصيب مغتربين، الذين ستتراجع تحويلاتهم، وهو لأمر الذي سيتجلى أكثر مع المضي في إغلاق الحدود وتعليق النقل الجوي، حيث أن حلول المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم يواكبه تحويل مهم للأموال.
وكان المغرب أعلن في يونيو الماضي، عن إلغاء عملية " مرحبا"، التي تهم تنظيم عبور أفراد الجالية المغربية خلال فصل الصيف، مؤكد في الوقت نفسه أن عودة المهاجرين تبقى رهينة بتحسين الوضعية الوبائية والتدابير التي ستتخذها بلدان العبور، ومشرا إلى أن الحجر الصحي سيؤثر على عملية العودة.
وتهم عملية "مرحبا" حوالي 3 ملايين من المغاربة المقيمين بالخارج، حيث كانت تم في العام الماضي تعبئة أربعة موانىء وعشرين مطارا في الفترة الممتدة بين الخامس يونيو والخامس عشر من شتنبر.