مجتمع
رفقا بالحشرات.. إنها مهددة بالانقراض في المغرب!
11/05/2021 - 08:08
مصطفى أزوكاح"لايستثنى المغرب من انقراض الحشرات". هذا أول جواب يقدمه عبد الرحمان مطعم، الباحث بالمعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، عندما سأله "SNRTnews" عن وضعيتها في المغرب، في ظل دق ناقوس الخطر في العديد من دول العالم حول مستقبلها.
يؤكد مطعم، المتخصص في علم تحنيط الحيوانات، أن هناك العديد من العوامل التي تتدخل من أجل الإخلال بالتوازن البيئي الذي تعيش فيه. فهو يشير إلى أن أحد العوامل التي تساهم في تراجع أعداد بعض الحشرات، وحتى أنواعها، يتمثل في التغيرات المناخية التي لا يسلم منها المغرب.
ويضيف أن هناك عاملا آخر له علاقة بالفلاحة، الذي يؤثر على الحشرات عبر المبيدات التي يستعملها المزارعون، مشيرا في الوقت نفسه، إلى دور اجتثاث أشجار الغابات وتجفيف المناطق الرطبة التي تشكل البيئة الحيوية للحشرات في انقراضها.
ويشدد على أنه لاتتوفر إحصائيات حول حجم الضرر الذي يلحق بالحشرات، كما لا يمكن تتبعها بالنظر لعددها الذي لا يمكن الإحاطة به، غير أنه يشدد على أن انقراضها واقع في المغرب، الذي عمد إلى حماية بعض الأنواع منها.
ويشير إلى أنه عندما يجرى الحديث عن حماية الحيوانات، يتم التركيز على الكبيرة منها مثل الأسود والفيلة، ولاتسثنى الطيور من تلك الحماية، غير أنه لا يتم استحضار الحشرات،رغم تأكيده على أن بعض الحشرات أضحت محمية في المملكة.
ويضرب مثلا بحشرة "الكالوسوما" أو ما يعرف بـ"الخنفساء السوداء"، التي تعيش بين الأعشاب والنباتات في التربة الرطبة، التي أصبحت مشمولة بالحماية، التي تأتي من كونها مستهدفة من قبل بعض الباحثين عنها نطرا لشكلها الجذاب.
وتعرف "الكالوسوما" (Calosoma olivieri) بأنها حشرة تقضي على الحشرات الضارة في الحقول والغابات، حيث تتغذى على تلك الحشرات والديدان الضارة التي تصادفها في التربة والنباتات.
وإذا كان الخبراء يؤكدون على ضرورة الحفاظ على الحشرات التي تمتد من النحل إلي الذباب، ويدقون ناقوس الخطر مخافة انقراضها، فلأنهم يعلمون أهميتها بالنسبة للحفاظ على التوازن والتنوع الطبيعي، بل إن الأمن الغذائي يبقي تحقيقه رهينا بعدم العبث بالبيئة الطبيعية التي تتحرك فيها الحشرات.
ويعتمد تلقيح النباتات في البيئة الطبيعية على الرياح، غير أنه يتجلى أن 75 في المائة من النباتات الغذائية تعتمد على حشرات التلقيح، التي تساهم في زيادة مردودية زراعات الخضر والفواكه، وهو ما يستدعي من الفلاحين توفير البيئة التي تساعد على الاستعانة بحشرات التلقيح تلك.
وقد أفضى الوعي بالمخاطر التي تتعرض لها الحشرات، إلي مجموعة من المبادرات السياسية في العديد من مناطق العالم من أجل حماية التنوع الطبيعي، حيث يؤكد خبراء ودعاة حماية البيئة، على أنه يجب إدراك أن الحشرات موجودة وهي الضامنة للعديد من السلاسل الغذائية عبر العالم.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع