تكنولوجيا
منصات التواصل.. التعبئة الاجتماعية وتحدي البيانات الشخصية
16/04/2021 - 10:46
SNRTnewsحظي موضوع منصات التواصل الاجتماعي، بين تعبئة الحركات الاجتماعية وتحديات صيانة البيانات الشخصية، باهتمام برنامج مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد "حديث الثلاثاء الأسبوعي.
تناول الحلقة الاسبوعية لحديث الثلاثاء 13 أبريل، مناقشة منصات التواصل الاجتماعي، بين تعبئة الحركات الاجتماعية وتحديات صيانة البيانات الشخصية، رفقة أمير عبد الرضا، أستاذ مساعد بجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات.
فعالية وسائل التواصل الاجتماعي
قدمت إيمان لهريش، مسؤولة عن البرامج بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد والمسيرة للحلقة، تدخلها خلال في هذا البرنامج الأسبوعي، حيث أشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، نظرا لفعاليتها في جمع البيانات التي تمكن من تحليل الجماهير وأفكارها وسلوكها وأنماط تواصلها؛ إلا أن هاته العملية لا تخلو من تحديات كصيانة المعطيات ذات الطابع الشخصي المتاحة على الإنترنيت.
من جهته، أوضح ضيف الحلقة، أمير عبد الرضا أن هذه الظاهرة قد عرفت تحولا كبيرا فعلا منذ انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم يعد المتظاهرون مثلا، بحاجة الى التجمع في الفضاءات العمومية لتحديد أهدافهم أو الاتفاق على كيفية تحديد نشاطاتهم، بل أصبح الأمر مقتصرا على محادثات خاصة على هذه المنصات.
واستحضر أمير عبد الرضا أحداث "الربيع العربي" وصعوبة تحكم السلطات في التظاهرات أو مراقبة النشطاء فيها بسبب توجههم نحو الشبكات الاجتماعية للتواصل والحفاظ على الخصوصية.
ومن بين التحولات التي تشهدها تعبئة الحركات الاجتماعية أيضا، أشار الضيف الى تزايد حدة انتشار الأنباء الخاطئة والإشاعات بسبب هذه المنصات والتي ساهمت بشكل مباشر في تصاعد الشعبوية في الأنظمة الديموقراطية، بالإضافة الى تسخيرها في نشر الجماعات "الجهادية" لنشاطاتها المتطرفة وعمليات التجنيد.
وباعتبارها مصدرا فعالا للبيانات، أوضح أمير عبد الرضا أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر بيانات متعلقة بعدد هائل من المستخدمين دون الحاجة الى إقامة دراسات استطلاعية على أرض الواقع، وقد وصفها بالتجربة الأقرب للقدرة على وضع المجتمع في مختبر وتكوين رؤية علمية بخصوصه، الشيء الذي لم يكن متاحًا في السابق.
استغلال البيانات الشخصية لمستخدمي هذه المنصات
صرح الضيف أن هذه البيانات المقدمة من طرف الشبكات الاجتماعية تظل عامة وغير تمثيلية للمجتمع، بل تعكس فقط توجهات عامة لأفراده.
وأشار أمير عبد الرضا إلى إشكالية الاستخدام غير قانوني للبيانات الموجودة على هذه المنصات مفسرا أنه بالرغم من وجود إجراءات قانونية لتقييد هذه التجاوزات، خاصة في الدول المتقدمة، إلا أنها تظل بطيئة ومحدودة في وجه الوتيرة المتسارعة للتقدم التكنولوجي والبرمجة.
وشدد الضيف على ضرورة ترسيخ القيم الأخلاقية التي تحول دون ارتكاب هذه التجاوزات واستغلال البيانات الشخصية لمستخدمي هذه المنصات، في مراحل تكوين وتوجيه الجيل الجديد من المبرمجين والمختصين في هذا المجال. علاوة على ذلك، حث الأستاذ عبد الرضا على عدم ادخال جميع البيانات الشخصية في هذه المواقع نظرًا لعدم ضرورتها.
في الأخير، أشاد أمير عبد الرضا بما وصل اليه التقدم التكنولوجي وتقنيات البرمجة التي تتيح حاليا استخدام البيانات الشخصية المتاحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جديد كتقنيات نمذجة المواضيع وتحليل الشعور التي تمكننا من معالجة النصوص المستخدمة بشكل متكرر والتنقيب عن الهياكل الدلالية المخفية فيها في وقت وجيز.
يشار إلى أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي أطلق في عام 2014 في الرباط مع أكثر من 40 خبيراً من كل من الجنوب والشمال، يعتبر مركزا مغربيا للدراسات، مهمته الإسهام في تطوير السياسات العمومية الاقتصادية منها والاجتماعية والدولية التي تواجه المغرب وباقي الدول الإفريقية بصفتها جزأ لا يتجزأ من الجنوب الشامل.
مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
رياضة
رياضة