مجتمع
قصة العثور على جوازات تحمل تأشيرات هجرة إلى كندا
13/04/2022 - 22:06
عبد الرحيم السموكني | حمزة بامولم تكن الحقيبة تحوي مالا، فقد كانت تضم أعز ما يطلب من شخص يبحث عن تحسين وضع أسرته. أربع جوازات سفر مختومة بتأشيرة إقامة في دولة كندا، اقتضى منه الحصول على تلك التأشيرات 9 سنوات من العمل بكندا.
كان يمني النفس بأن تلتحق به أسرته، وقد نجح في الحصول على حق التجمع العائلي لكن توقف حافلة السفر كاد أن يعصف بذلك الحلم.
ترجل من الحافلة من أجل اقتناء قنينة ماء معدني، إذا بسارق يسطو على حقيبته، التي كانت تحوي جوازات السفر المختومة بتأشيرات الهجرة لأفراد أسرته هو زوجته وطفليهما.
أحس بالأرض تميد تحت قدميه، قبل أن يرشده الناس إلى وضع شكاية لدى الدائرة الأمنية الثالثة والعشرين، حيث سعى رجال الأمن هناك إلى الوصول إلى السارق دون جدوى، يقول "كانت ليلة سوداء، لكن ما خفف عني المعاناة في تلك الليلة، هو تعامل رجال الشرطة، لقد آواني أحدهم في بيته من أجل المبيت، في انتظار العثور على سارق الجوازات، كان الخيط الوحيد، الذي يعطينا الأمل هي سماعات هاتف بالويفي، حاول رجال الشرطة تعقبها، بعدما كانت إشاراتها تأتي من دوار التقلية، لكن دون جدوى".
عاد "محمد" إلى مدينته أولا تايمة الواقعة علي بعد 44 كيلومتر بين أكادير وتارودانت، يجر وراءه أذيال الخيبة. يقول "كل ما تبقى لي هو الدعاء في صلاة التراويح، كنت أدعو ألا يمزق اللص الجوازات أو أن يحرقها".
ظل الوضع على ما هو عليه قرابة الأسبوعين، قبل أن ينتبه سائق سيارة أجرة صغيرة، وهو يقول بتنظيف روتيني لسيارته، بوجود شيء تحت الكرسي الخلفي للسيارة، يقول "ياسين"، وهو سائق الطاكسي، "أثار انتباهي أن الكرسي الخلفي ليس مثبتا كما يجب، فحاولت تعديله، ليتبين لي وجود حزمة بلاستيكية، فتحتها لأفاجأ بوجود خمسة جوازات سفر، أربعة صالحة، وواحد منتهي الصلاحية، كما أن الجوازات الأربعة، كانت تحمل تأشيرات هجرة إلى دولة كندا".
قام سائق التاكسي بنشر إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، ليلة الثلاثاء، ولم يتطلب الأمر إلا ساعات قليلة، حتى توصل برقم هاتف المعني بالأمر.
يقول "محمد": "لم أصدق نفسي عندما رن هاتفي، ليسألني أحدهم إن كنت أنا هو محمد أحرمود، صاحب الجوزات الضائعة، تنفست الصعداء، أجبته بنعم، فطلب مني أن نقوم بمكالمة مرئية، حتى يتحقق مني، وهو ما فعلته في الحين".
كان المتصل هو صاحب سيارة الأجرة الصغيرة، الذي ضرب موعدا في اليوم التالي، مع محمد أحرمود، ليلتقيا اليوم الأربعاء قرب المحطة الطرقية أولاد زيان.
يقول "ياسين": "لم أقم إلا بواجبي، ثم كان من الضروري أن نصحح للسي محمد أن الدارالبيضاء كما المدن الأخرى فيها الشر والخير، ولم أرغب بأن يحتفظ بذكرى سيئة عن كازا".
مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
رياضة
عالم