سياسة
دبلوماسية المؤتمرات .. نجاح مغربي كبير
12/05/2022 - 17:12
يونس أباعليبكل المقاييس، نجح الاجتماع الوزاري المنظم بمراكش، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين، كما أكد على ذلك الوزير المغربي.
وشكّل الحضور الوازن للدول، في الاجتماع، أكبر مؤشر على هذا النجاح، إذ لبت 79 دولة الدعوة، 19 من إفريقيا و8 من آسيا و9 وفود من العالم العربي، وحضر 47 وزيرا، من بينهم 38 وزير خارجية، وشهد مشاركة 400 شخصية.
مكانة متميزة في منظومة العلاقات المعاصرة
يؤكد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، أن الاجتماع انتصار للمغرب من ناحية التنظيم، فلأول مرة يُنظم في إفريقيا، وبالتالي تشريفٌ للمغرب باعتباره رائدا على مستوى مكافحة الإرهاب على المستويين الداخلي والخارجي.
ويعكس الاجتماع المكانة الأساسية التي يحظى بها المغرب في منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، وبأنه فاعل ومساهم في دينامية هذه العلاقات، خاصة في الجانب الأمني، يقول شيات، في تصريح لـSNRTnews.
أما من الناحية الواقعية العملية، فيرى شيات أنه يعكس بُعد رؤية المغرب على المستوى التطبيقي، لأنه كان يؤكد دائما أن التحول الذي شهده تنظيم داعش سيكون حاسما في مكافحة الإرهاب، قبل أن تقتنع جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة المساعدة المادية والتنظيمية ودفع الدول إلى مكافحة الإرهاب، وداعش على الخصوص.
وأكد الأستاذ الجامعي أن المؤتمر انتصار استراتيجي ورؤية بعيدة المدى، في ظل بيئة عامة يُعشش فيها الإرهاب في إفريقيا، تتميز بالمستوى الاقتصادي والقضايا الاجتماعية المترهلة.
كما أن المغرب، بتنظيمه للاجتماع، كسب مزايا عديدة خاصة في علاقاته الثنائية، سواء بدعم الأطراف الأخرى مقترح الحكم الذاتي أو التعبير عن تأييدها للوحدة الترابية، وهذا دليل آخر على المكانة المتميزة للمغرب في منظومة العلاقات الدولية المعاصرة، كما يؤكد شيات.
تعميق العلاقات الثنائية
من جهته، يتفق عصام العروسي، أستاذ العلاقات الدولية، على أن الاجتماع كان فرصة ومناسبة بالنسبة إلى المغرب لتحقيق مكتسبات، خصوصا على مستوى الأهداف المسطرة بخصوص التنسيق الدولي لمحاربة داعش والتهديدات الإرهابية، إذ تم تقديم توصيات وتفعيل كل الأدوات الجزائية والاستباقية.
واستغل المغرب فرصة الاجتماع لتعميق العلاقات الثنائية، إذ يرى العروسي، ضمن تصريح لـSNRTnews، أن تصريحات هولندا وقبرص بخصوص الصحراء المغربية، هي مكسب ينضاف إلى مكاسب أخرى.
كل الأهداف تحققت من خلال دبلوماسية اللقاءات الدولية، كما يصفها العروسي، دبلوماسيةٌ تريد تحقيق أهداف جماعية مع دول كبرى، إذ واصل المغرب دعم الجهد الدولي الذي بدأ منذ 2014.
وتابع يقول إن المغرب يفترض أنه نجح في تمرير أجندته الوطنية والدولية واستراتيجيته لمحاربة الإرهاب، بما مكّن من الانتصار على أجندات أخرى، خاصة الجزائر التي كانت تقدم نفسها من خلال مبادرات لمحاربة الإرهاب منذ 2010، لكن لم يعد لها وجود الآن، خاصة مع وضع الثقة الدولية في المغرب.
ولفت العروسي، في تصريحه، إلى أن اللقاء كان فرصة لتعميق العلاقات مع دول أخرى، خاصة في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتنموي.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة