مجتمع
كورونا .. 4 أسباب وراء عودة ارتفاع الإصابات
28/05/2022 - 17:42
وئام فراجبعدما ساد تفاؤل بـ"انتهاء" الجائحة، وعودة الحياة إلى طبيعتها بمختلف المدن المغربية، أظهرت الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص الوضعية الوبائية للبلاد عكس ذلك.
معدل إيجابية التحاليل يفوق 4 في المائة
فقد عادت الإصابات للارتفاع ولو بشكل طفيف، ما جعل وزير الصحة والحماية الاجتماعية يجدد تحذيره من خطورة الانتشار السريع للفيروس، ويدعو إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية والتلقيح.
وفي هذا الإطار، أبرز الدكتور سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد19، أن معدل إيجابية التحاليل المتعلقة بفيروس كورونا وصل إلى أزيد من 4 في المائة، مسجلا ارتفاعا طفيفا مقارنة بالفترة السابقة، إلا أنه لم يصل بعد إلى مرحلة حرجة، ما يستدعي وفق متوكل، تدارك الوضع.
وعزا عضو اللجنة العلمية، في تصريح لـSNRTnews، سبب هذا الارتفاع بالأساس إلى حركية السكان في الفترة الأخيرة، موضحا أن ارتفاع الإصابات أمر طبيعي نظرا لعدم التزام معظم المواطنين بإجراءات الوقاية وكثرة التجمعات، خاصة التي رافقت فترة العيد وتزيد خلال فصل الصيف.
وشدد على أن الجائحة لم تنته بعد، ما يستدعي الاستمرار في اتخاذ التدابير الاحترازية، من تباعد اجتماعي، ووضع الكمامة خصوصا في الأماكن المغلقة، والحرص على التهوية، وغسل اليدين أو تعقيمهما، فضلا عن الإقبال على التلقيح.
سوء فهم تخفيف الإجراءات
بدوره حدد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي أربعة أسباب رئيسية وراء ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، مبرزا "أننا انتقلنا من 50 و60 حالة إصابة في اليوم إلى أزيد من 200 حالة في ظرف أسبوعين".
وأوضح حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن هذا الارتفاع لم تواكبه زيادة في عدد الوفيات والحالات الحرجة، إلا أن التقليل من الحالات الإيجابية أساسي للحد من الوفيات.
وعزا الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أبرز أسباب الارتفاع إلى سوء فهم تخفيف الإجراءات الاحترازية من طرف معظم المواطنين، الذين تخلوا عن التدابير الوقائية، قائلا "في كل مرة يتم تخفيف التدابير يزيد انتشار الفيروس، لأنه ينشط مع كل حركة ولقاء".
وأضاف أن السبب الثاني يعود لمناسبة عيد الفطر التي شهدت تجمعات عديدة للأسر المغربية، ما ساهم كذلك في انتشار الفيروس.
أما السبب الثالث في ارتفاع عدد الإصابات، يقول حمضي، فيكمن أساسا في هيمنة المتحور الفرعي BA.2 على BA.1 الذي كان سائدا من قبل، موضحا أن هذا المتحور الفرعي ينتشر بشكل أسرع من الأول، "خاصة عندما نوفر له ظروف الانتشار".
والسبب الرابع، يضيف حمضي، يتعلق بتراجع مناعة المواطنين الذين تلقوا جرعات اللقاح الأولى والثانية منذ أكثر من سنة، "ما يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس رغم استمرار جرعات اللقاح في توفير درجة حماية نسبية ضد الحالات الحرجة".
هل من خطر؟
حول تهديد هذا الارتفاع للمكتسبات التي حققتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا، أبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المناعة السكانية التي وصل إليها المغرب عبر تلقيح ثلثي الساكنة، أمر جيد، لكنه لا يكفي لحماية جميع أفراد المجتمع ووقف زحف الفيروس.
وأوضح، في هذا الإطار، أن المناعة السكانية بدأت تتلاشى مع مرور الوقت، ما يجعل بعض الفئات الاجتماعية، خاصة الأشخاص الذي تفوق أعمارهم 60 سنة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أكثر عرضة لخطر الإصابة ولخطر الحالات الحرجة.
ونبه حمضي إلى أن الإصابات سترتفع أكثر خلال فصل الصيف بسبب السفر والتجمعات، فيما لن تنضاف الوفيات والحالات الحرجة بنفس القوة، مشيرا إلى أن أوج الارتفاع يمكن أن يسجل خلال فصل الخريف خصوصا ما بين شهري نونبر ودجنبر، "وهي الفترة التي تستدعي الحذر خاصة في صفوف الفئات الهشة".
ماذا عن المتحورات الفرعية؟
يتوقع حمضي، كذلك، دخول المتحورات الفرعية من أوميكرون BA.4 وBA.5، التي ظهرت في جنوب إفريقيا وتنتشر في بعض الدول خاصة الأوروبية، إلى المملكة خلال فصل الصيف بسبب الإقبال على السفر، والتجمعات.
ويرى المتحدث ذاته أن هذه المتحورات الفرعية من شأنها المساهمة في ارتفاع الإصابات بشكل أسرع؛ إذ ستهيمن على المتحور السائد حاليا BA.2، مشيرا إلى أن متحور BA5 الفرعي، هو المسؤول عن الموجة السادسة التي تعيشها البرتغال، والخامسة في جنوب إفريقيا.
وفي ظل الوضعية الوبائية العالمية والوطنية، أوصى حمضي بضرورة حماية الفئات الهشة من المواطنين وضعاف المناعة، عبر التلقيح بالجرعات الثلاث والتقيد بالإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى إمكانية التفكير في الجرعة الرابعة بالنسبة لبعض الفئات المعينة خلال فصل الخريف المقبل.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع