نمط الحياة
الداخلة .. الدعم ولغة غيثة وافتراس السينما في النقاش
18/06/2022 - 21:05
عبد الرحيم السموكنيطرح مخرجون مغاربة إشكالية عدم تمكن عالمة النفس والاجتماع والأديبة والشاعرة من اللغة العربية، وهي التي تترأس لجنة الدعم الخاص بمشاريع الأفلام السينمائية، من اللغة العربية، مما يعيق الاطلاع الجيد على السيناريوهات المقدمة.
وقال المخرج المغربي عبد الإله الجواهري إنه من غير المعقول أن تقرأ السينارهويات المقدمة إلى لجنة الدعم بالفرنسية، وأن عملية ترجمتها من العربية لا تخدم المحتوى الأصلي ولا العملية الإبداعية. وأضاف الجواهري أن رهان وصول السينما المغربية إلى العالمية يبدأ من المحلية.
وأدى طرح الجواهري لهاته النقطة أمام رئيسة لجنة الدعم السينمائي طيلة ثلاث مرات، فجر النقاش في قاعة الندوات بقصر المؤتمرات بالداخلة، وانهال كتاب سيناريست كثر بملاحظات تسير في هذا الاتجاه.
يقول السيناريست المغربي الحسين الشاني إن الكاتب مجبر على تقديم ترجمتين، واحد للمتن الحكائي للفيلم، إضافة إلى ورقة تقديمية ثانية، يجب أن تترجم إلى الفرنسية.
وأضاف "إنه أمر غير مفهوم، الأمر ليس متعلقا بالعجز عن الترجمة، لكني أجد نفسي أكثر تحررا وبقدرة أكبر على التعبير بلغتي الأم، ثم إن الترجمة خائنة بطبعها".
لم تخف عالمة الاجتماع غيثة الخياط، عجزها عن إتقان اللغة العربية الفصحى، وقالت "نعم لدي مشكل قديم مع اللغة العربية الفصحى، ومازلت أصارع لكسب ودها. إنها علاقة صديق وعدو في آن، أتابع دروسا وأنا أقاتل من أجل إتقانها، لكن هناك من يعتقدون أن عجزي في الفصحى، يعني أني عاجزة في العربية ككل، إن لدي دارجة رباطية عتيقة وأصيلة، إنها دارجة مطرقة، كما نقول".
غيثة الخياط، التي كانت تتحدث بأريحية كبيرة، في لقاء ثقافي وسينمائي، حول "السينما والفنون"، قالت إنه لا يمكن أبدا أن تفترس السينما باقي الفنون، والسبب ببساطة، أن السينما تتغذى من كل هاته الفنون، كتابة وقصة وصورة وتشكيل وموسيقى.
واعتبرت الخياط أن السينما تبقى أنفع وسيلة فنية قابلة على نشر الوعي، وأنها الأكثر قابلية لتمرير الرسالة إلى الناس، وأنها أنجع من الكتب، فالسينما قادرة على مخاطبة الأميين، غير القادرين على القراءة.
وإذا كانت الأديبة والطبيبة النفسانية والباحثة الاجتماعية والناشرة لا ترى خوفا على الفنون من السينما، فإنها بالمقابل، ترى أن التحدي الحقيقي المطروح على الفن السابع المغربي هو محاربة الوصول إلى التميز، وقالت مثلا "فيلم 'بارازيت' لا يمكن لأحد أن يتجرأ على وصفه بالعمل السينمائي المتوسط". وتوضح الخياط أن الحل الوحيد للوصول إلى l’excellence عوض La médiocrité هو التخلص من الرقابة والرقابة الذاتية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
سياسة
نمط الحياة