نمط الحياة
القديد.. ثلاجة أيام زمان
11/07/2022 - 20:03
يونس الخراشيلم يكن هينا المحافظة على الطعام في القرون الماضية. وبالنسبة إلى المغاربة كان الأمر مؤثرا للغاية في تعاطيهم مع المأكل والمشرب، لا سيما أن بعض المواد لا يمكن تخزينها.
في حديثه عن عادات المغاربة في المأكل والمشرب على عهد المولى إسماعيل، بين القرنين 17 و18، يوضح الأستاذ عبد الإله الدحاني، نقلا عن عدد من المصادر الأوروبية، بأن المغاربة كانوا يتميزون بقدرة عجيبة على احتمال الجوع، ويزيد:"ذكر الأب بوسنو بأن المغاربة يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الجوع والعطش، وقد يأكلون التراب إذا لم يتوفر لهم الخبز". وفي وثيقة أخرى نقرأ أن المغاربة كانوا يكتفون بتسخين العجين ليسهل تقطيعه، دون أن ينتظروا تحوله إلى خبز ناضج، أما إذا استحال عليهم التوفر على القمح، كما هو الحال في توات، فإنهم كانوا يدخلون في عاداتهم الغذائية اللحوم، وخاصة لحوم الجمال، والتمر، ويعوضون الماء، في الغالب، باللبن".
ويقول الباحث، في مقالة بعنوان "معطيات حول عادات المغاربة في الأكل والشرب على عهد المولى إسماعيل (1672 / 1727)، نشرت في مجلة أمل، بتاريخ 1999، إن المغاربة كانوا يتبعون طرقا مختلفة للمحافظة على جودة المواد الغذائية، ثم يوضح:"يقدم لنا بيلو إحداها، فيقول:"زودنا (القائد المنصور) لمدة ثلاثة أيام بالمؤونة، فكان يرسل إلى الجنود، كل يوم، ضعف ما يحتاجونه، وهكذا قمنا بقطع ما فضل من اللحم إلى أجزاء، وتمليحها، ثم علقناها على السروج لتجف، تحت وطأة البرد والشمس، ونحن نقطع المسافات الطويلة، وبهذه الطريقة يمكن الحفاظ على اللحم لمدة سنة كاملة".
في المقالة نفسها، يتحدث الباحث عبد الإله الدحاني عن مظاهر الأكل عند المغاربة حينها، ويقول:"وصف بريتوايت عادات المغاربة في الأكل، فذكر أنهم يأكلون الأرز والكسكس ولحم البقر والغنم والدواجن، وأن شرابهم يتكون من الماء والعسل، لأن الدين يحرم شرب الخمر، وعندما تكون الأكلات سائلة يستعملون ملعقات من خشب، ولا يشربون إلا بعد الانتهاء من الأكل، ويستعملون أواني من النحاس والطين فقط، لأن استعمال الذهب والفضة تحرمه الشريعة"، أما مويت فقد ذكر بعض أنواع الخضر والفواكه المنتجة بالمغرب، واستغرب للطريقة التي يتبعها المغاربة في تناولها، فالخس يؤكل مع قطعة من الخبز بعد أن ينظف بشكل جيد، وتضاف إليه كمية من الملح، أما الفواكه، وباستثناء الحوامض، فإنها تستهلك خلال الوجبات، لأن الحفاظ عليها صالحة للأكل بعد ذلك أمر مستحيل بفعل الحرارة المرتفعة، لذلك فإنها لا تبقى صالحة للأكل سوى يومين أو ثلاثة أيام بعد قطفها".
وفي سياق الحديث عن حفظ الطعام، يعود الباحث للموضوع، فيقول:"وقد كانت ظروف السفر تفرض تغييرا في العادات الغذائية، خاصة لدى الرقاصين الذين كانوا يستخدمون لنقل الرسائل والأخبار، إذ كانوا يكتفون بتناول كمية من الدقيق والعنب أو التين الذي يضعونه في جلد الماعز".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
واش بصح
مجتمع