مجتمع
التراث اللامادي المغربي .. تكثيف الجهود لحمايته والنهوض به
29/11/2022 - 18:36
وئام فراجتعمل المملكة جاهدة على حماية تراثها الثقافي اللامادي، والذي يكون "عرضة للاستيلاء من طرف بلدان أخرى، أو التقليد من قبل ثقافات أخرى"، مثلما جاء على لسان جلالة الملك محمد السادس، خلال لقائه بالمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أودري أزولاي، يوم الاثنين 28 نونبر بالرباط.
النهوض بالتراث اللامادي
وفي هذا الإطار، أشاد جلالة الملك بجودة الشراكة بين اليونسكو والمغرب، مشيرا جلالته إلى التعاون المتميز القائم بين المنظمة الأممية والمملكة من أجل المحافظة على التراث الثقافي غير المادي وصون الثقافة والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى آخر.
بدورها أشادت أودري أزولاي بالتزام جلالة الملك لفائدة النهوض بالتراث غير المادي وحمايته بالمغرب، مذكرة بأن المملكة صادقت على جميع اتفاقيات اليونسكو المرتبطة بالتراث. كما أشادت أزولاي بالطابع المحوري والاستراتيجي للعلاقات التي تجمع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والمغرب.
وسبق أن طرح مشكل الاستيلاء على التراث اللامادي المغربي حينما قامت شركة "أديداس" الألمانية بتصميم قمصان للمنتخب الجزائري لكرة القدم، مستوحاة من جمالية نمط فسيفساء الزليج المغربي، وذلك قبل أن تعود لتقدم اعتذارها للشعب المغربي والصناع التقليديين المغاربة.
وأعلنت شركة "أديداس" توصلها إلى تسوية ودية مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، بعد مناقشات وصفتها بـ"المثمرة"، بخصوص استعمالها، "بدون نية الإساءة"، تصميما مستوحى من الزليج المغربي، في قمصان المنتخب الجزائري لكرة القدم، مشيرة إلى أنها "تعارض أي عمل من شأنه المساس بالموروث الثقافي وسرقة الإرث التاريخي للشعوب عبر العالم".
وثمنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، هذا الاعتذار، مبرزة أن هذا الأمر يعد اعترافا بالخطأ الذي اقترفته بعد نسبها تراثا مغربيا لدولة أخرى، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف جاء بعد الخطوات القانونية التي عمدت إليها الوزارة والتي تخللتها مشاورات طويلة مع الشركة الألمانية.
رقمنة التراث الثقافي لحمايته
تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحفاظ على التراث المادي وغير المادي، والطبيعي لعاصمة المملكة، بحيث تم إدراج جزء من المدينة منذ سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان : "الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية : تراث مشترك".
وتطور المؤسسة، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، برامج ترتكز على ثلاثة محاور أساسية وهي التربية والتحسيس وتظافر الجهود.
كما تقوم المؤسسة بأنشطة بشكل منتظم لاكتشاف التراث لفائدة ساكنة الرباط، وخاصة الشباب منهم، من أجل خلق شعور بالارتباط يضمن احترام وصون ذاكرتهم؛ إذ تستهدف برامج المؤسسة مختلف فئات المجتمع، والمهنيين والمؤسسات، وخاصة الشباب.
وتقوم المؤسسة بإعداد، في إطار برامجها التربوية، أدوات بيداغوجية، ومنصات مرقمنة للوساطة للتراث الثقافي من خلال برنامج "رقمنة التراث".
وتعمل المؤسسة، في هذا الإطار، على رقمنة التراث الثقافي وفق مقاربة من ثلاثة مستويات، أولها تشجيع رقمنة الممتلكات الثقافية؛ إذ تقوم المؤسسة بالحرص على تظافر جهود الأطراف المعنية وتشجيعها على رقمنة الممتلكات الثقافية في إطار شراكات متعددة الأطراف مع مختلف المؤسسات المتخصصة في تكنولوجيا الرقمنة والمحافظة على التراث الثقافي.
ويكمن المستوى الثاني في تشجيع إحداث منصات رقمية مفتوحة؛ إذ تحرص المؤسسة على تحسين الوصول إلى الثقافة عبر إحداث منصات رقمية تضع التراث رهن إشارة الجمهور العريض والمؤسسات والأوساط الجامعية والأكاديمية لأغراض ترفيهية أو مهنية أو بحثية.
فيما يتجلى المستوى الثالث في توفير أدوات تربوية للوساطة الثقافية، بحيث تقوم المؤسسة بتطوير أدوات تربوية متنوعة (زيارات افتراضية، فيديوهات تعريفية، الواقع المعزز) من أجل النهوض بالوساطة الثقافية والمحافظة على الذاكرة الجماعية.
وتشارك مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط في أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، من خلال تنظيمها، لمعرض حول فن "الزربية الرباطية"، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودار الصانع، سيستمر إلى غاية 3 دجنبر المقبل.
مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
واستمرارا في العمل على حماية التراث اللامادي المغربي والإفريقي، تم اليوم الثلاثاء 29 نونبر بالرباط، التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، تهم وضع الخبرة المغربية في مجال حماية التراث العالمي رهن إشارة دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وبموجب هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، والمديرة العامة لمنظمة (يونيسكو)، أودري أزولاي، على هامش الدورة الدورة الـ17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقدة حاليا بالرباط، يعمل الطرفان على تقديم خبرتهما في الأنشطة الخاصة بتعزيز القدرات في مجال حماية التراث العالمي وتعزيز قدرات الفاعلين في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وتتواصل الدورة الـ17 اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، التي انطلقت أشغالها الاثنين 28 نونبر 2022 بالرباط، إلى غاية 3 دجنبر 2022.
مقالات ذات صلة
الأنشطة الأميرية
الأنشطة الملكية
مجتمع
مجتمع