رياضة
وليد الركراكي .. النجاح في كلمتين
01/12/2022 - 17:59
يونس الخراشيوبالرجوع إلى مسار هذا المدرب، الذي لا يضيره في شيء أن يصف نفسه بـ"رأس لافوكا"، يتضح بأن نجاحه يشكل جزءا من جيناته، التي ولد بها يوم 23 شتنبر 1975، في مدينة كورباي إيسون بفرنسا، وقادته إلى عالم كرة القدم، ليصبح واحدا من أشهر المدربين، والدليل أن موقع فيفا العالمي ينشر صورته مع فاكهة "لافوكا" في صفحاته الرسمية على مواقع السوشل ميديا، متنبها إلى نباهته وروحه المرحة.
لم يكن وليد الركراكي نجما وهو يلعب كرة القدم، في كل الأندية التي لعب لها، من راسينغ باريس وتولوز وأجاكسيو وسانتاندير وديجون وغرونوبل، وحتى في المنتخب الوطني، الذي بلغ معه وصافة بطل إفريقيا، في نهائيات كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، تحت قيادة الزاكي بادو. غير أنه كان مدافعا جيدا جدا، يحسن إغلاق الرواق الذي يتحمل مسؤوليته، فضلا عن أنه يجيد المساندة ورفع العدد كلما تعلق الأمر بالدعم الهجومي.
شيء آخر ميز وليد الركراكي، ذو الأصول التطوانية، وهو أنه عرف كيف يكسب الخبرات من التجارب التي مر منها، وهي كثيرة، وفي زمن قياسي. أكثر من ذلك، فقد عرف، بفضل عشه المجنون للكرة منذ صغره، ورغبته في التفوق والتميز، وإلحاحاه في طلب مستقبل كبير، أن يحول ما تعلمه إلى استراتيجيات وتكيتيكات ليصبح مدربا ناجحا.
ومع أن كثيرين يعتقدون بأن وليد الركراكي لم يعد اختراع العجلة. لأنه يستعمل الأسلحة نفسها التي يستعملها مدربون آخرون غيره، من قبيل "سد البيبان"، واستثمار الهجمات المضادة، وإغلاق المنافذ، معتمدا في ذلك على لاعبين أقوياء في الدفاع، وآخرين يملكون السرعة في الهجوم، فإنه لا يتهمهم بالخطأ، بل يزيد شيئا آخر على ذلك، وهو "رضى الوالدين والنية". فهو يكرر، باستمرار، بأن هذين عنصرين مهمين لكل نجاح من نجاحاته، بل ويدعو غيره إلى التحلي بهما، لغرض الفوز، والذهاب إلى أبعد حد في طموحاتهم.
نجح وليد الركراكي، الذي قالت أمه إنه يعتبر اللاعبين أولاده، مع الفتح الرباطي. ونجح أكثر مع الوداد الرياضي. وصل إلى القمة، بحيث فاز بلقبي البطولة الوطنية، وعصبة الأبطال الإفريقية، على حساب الأهلي المصري، وما أدراك ما الأهلي المصري. وتحقق له ذلك كله بفضل الجدية في التداريب، والحرص على استعمال اللاعب المناسب في المكان المناسب، والأساليب الصحيحة حيث ينبغي، ودون أي عواطف قد تقضي على كل شيء، مع هبة ريح مفاجئة.
من بين نقط القوة التي يتميز بها وليد الركراكي، الذي كسب قلوب عشاق كرة القدم المغربية بفضل تصريحاته الساخرة والمضحكة، بحيث غزا أغلبها مواقع السوشل ميديا بأنواعها، كونه عاشق للتحديات. فهو لا يتوقف أبدا، ولا يتعب مطلقا. والدليل على ذلك أنه ما أن وصل القمة مع الوداد، حتى قبل بعرض قيادة المنتخب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس العالم بقطر، تحت وطأة وضع صعب للغاية.
كان واضحا جدا بأن الرهان سيكون مكلفا من حيث التضحية بالوقت والجهد والفكر، غير أنه قبل ركوب المخاطر، وقال، في الندوة الصحفية الأولى لتقديمه ناخبا وطنيا مكان وحيد خاليلوزيتش، إنه لا معنى لأي عطلة حين يتعين على الشخص أن يلبي نداء الوطن. ثم راح يتصل باللاعبين، ويناقشهم، ويتحدث معهم، ويصالح بعضهم مع منتخب بلاده، أملا في أن يذهب إلى قطر، حيث المونديال، بمنتخب يصح أن يسمى أسود الأطلس بالفعل.
بكلمات. لكل نجاح أسراره. غير أن وليد الركراكي فضح نفسه، وأعلن للجميع كل تلك الأسرار التي جعلته ينجح، وعلى الخصوص العمل الجاد، والنية، ورضى الوالدين، واختيار العناصر الضرورية والمناسبة، والإلحاح في طلب العلا، وقبول التحديات. وهناك ما هو بالدرجة نفسها من الأهمية، القيادة الملهمة، التي أكسبته القلوب، إذ أنه رجل محبوب، يعرف كيف ينثر الحب من حوله، ويتودد إلى الناس، فيعطونه أكثر مما يطيقون، حبا وكرامة.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة