رياضة
الأسود .. وتستمر روح التحدي
10/12/2022 - 14:46
يونس الخراشيوبالنظر إلى أشياء كثيرة إيجابية، ضمنها على الخصوص "النية" (نية وثقة) التي يستشعرها المدرب وليد الركراكي، وطاقمه، واللاعبون، والطاقم المحيط بالمنتخب الوطني، فضلا عن عائلاتهم، والجماهير المغربية بالمملكة، وفي بقاع العالم، وبقية الجماهير العربية ولإفريقية، وغيرها، فضلا عن سقف الأداء العالي للمنتخب طيلة المباريات السابقة، ومشهد الخشية لدى البرتغاليين من منافس عنيد، فإن مباراة ربع النهائي تبدو واعدة جدا.
تقنيون مغاربة، ومن دول كثيرة، أكدوا، على صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، وفي قنوات فضائية، وجرائد، أن المباراة تلوح صعبة، وأنها ستكون عصية على الطرفين، بحيث ستحسمها، إن تسنى ذلك في الوقت القانوني، بجزئيات بسيطة. وزاد التأكيد على ذلك بعدما لوحظ من ندية في مباريات سابقة، آخرها تلك التي جرت بين البرازيل وكرواتيا (تعادلت مع المغرب في الدور الأول)، وبين الأرجنتين (خسرت مع السعودية في الدور الأول) وهولندا.
ومع أن البعض يرى في البرتغال، بنجومها الكبار، يتقدمهم كريستيانو رونالدو، الذي قد لا يلعب المباراة، الأوقى والأكثر قربا من المربع الذهبي، فإن طبيعة المباراة، والانضباط الكبير الذي أبانه اللاعبون المغاربة طيلة المباريات السابقة، ومثاليتهم في الدفاع عن المرمى، يسقط التخمين القائل بأن البرتغال مرشح قوي، لفائدة التخمين الذي يقول إنها مباراة متكافئة، وربما فيها امتياز لفائدة أسود الأطلس، يتمثل في التحدي الذي يزيد اللاعبين حماسا، ويشعرهم بطاقة إيجابية أكبر من البرتغاليين.
إن أي مباراة رياضية، ولاسيما في كرة القدم، لا تنتهي إلا بصافرة النهاية. وحدث أن فرح البرازيليون لبعض الوقت، لكنهم خسروا، وخرجوا من مونديال قطر. وحدث أن فرح الأرجنتينيون لبعض الوقت، ثم تصلبت شرايينهم من فرط الخوف، بعد أن أدرك الهولنديون التعادل، لولا أن ضربات الترجيح رطبت قلوبهم، وأعادت إليها نبضها عاليا خفاقا كما كان وأكثر، من شدة الفرح بالعبور إلى نصف النهائي، بفعل الحظ.
هناك خصم عنيد أكبر من المنتخب البرتغالي، هو التعب والإصابات. ومن حسن الحظ أن هناك طاقما طبيا عالي الجودة والجدية لدى الأسود، يقوم على رأسه الدكتور عبدالرزاق الهيفتي، الذي سبق أن تلقى الإشادات من الجهاز الطبي للاتحاد الدولي لكرة القدم، في مونديال روسيا 2018. ولعل الذين تابعوا المباريات السابقة كانوا يتوقعون، مثلا، غياب حكيمي أو أمرابط في مباراة الثمن، غير أنهما حضرا وبقوة، بفضل عزيمتهما، و"النية"، ورغبة المدرب وليد الركراكي في أن يحافظ على المجموعة التي تربح، فضلا عن أن الطاقم الطبي (طبيب ومعالج ومدلك وغيرهم) كانوا بأداء في المستوى الرفيع.
ومثلما أن الجماهير المغربية، وضمنها على الخصوص عائلات اللاعبين والمدرب، وبقية المحيط في المنتخب، كان لها دور كبير في الفوز في المباريات السابقة، بفعل الطاقة الإيجابية التي تمنحها للأسود وهم في الملعب، بل وحتى في التداريب، وفي الفندق، ولاسيما حين يركبون أمواج السوشل ميديا، فيجدون الإشادات من كل حدث وصوب، فبالقطع سيكون لها دورها في المزيد من النتائج الطيبة، والمزيد من الفرح، ومشاعر المحبة للوطن، والافتخار بحس الانتماء إلى بلد "منبت الأحرار، مشرق الأنوار".
إن ما تحقق، حتى الآن، يعد إنجازا كبيرا يستحق الإشادة به، والبناء عليه في المزيد من الفرح، ورفع التحديات، من أجل كسب الرهانات الرياضية، والتنموية، على اعتبار أن الرياضة، في حد ذاتها، رافعة تنمية ذات أهمية شديدة لكل أبناء الوطن، يستمدون منها صحتهم، ونشاطهم، واندماجهم، وروح الثقة في المستقبل، ويتقوى لديهم حس الانتماء للوطن، والافتخار به، وبما يمثله على المستوى العالمي، من إشعاع حضاري كبير ومتجذر.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة