عالم
عطلة عيد الربيع بالصين .. دعوة لليقظة بسبب كورونا
16/01/2023 - 12:43
وكالة المغرب العربي للأنباءيخيم شعور من القلق في الصين من استمرار تفشي الوباء، وذلك بمناسبة عطلة عيد الربيع التي تعرف إقبالا كبيرا على السفر، في وقت مازال فيه عدد الإصابات بكوفيد -19 في ارتفاع متزايد منذ رفع القيود الاحترازية التي كانت معتمدة في إطار استراتيجية "صفر كوفيد".
ولا يخفي خبراء القطاع الصحي مخاوفهم، ويدعون إلى مزيد من اليقظة لتجنيب البلد تدهور الوضع الصحي، الذي يمر أصلا بأصعب مراحله.
2,1 مليار رحلة
وستعرف الصين إقبالا كبيرا على السفر خلال عيد الربيع، وهو موسم احتفالي يستمر إلى غاية 15 فبراير. وخلال هذه العطلة، المعروفة باسم "السنة الصينية الجديدة"، من المتوقع أن يقوم الصينيون بحوالي 2,1 مليار رحلة.
ويأتي هذا التنقل الأكبر في العالم في وقت حرج بالنسبة للصين، وذلك بعد أن أعلن البلد مؤخرا عن رفع آخر الإجراءات المعتمدة في إطار سياسة "صفر كوفيد"، وهو ما أدى لارتفاع استثنائي لعدد الوفيات المرتبطة بالفيروس.
وبحسب الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها خلال نهاية الأسبوع، سجل البلد 59 ألفا و938 حالة وفاة مرتبطة بكوفيد-19 من 8 دجنبر 2022 إلى 12 يناير الجاري.
وتلقى الصينيون رفع الإجراءات الاحترازية بمشاعر الفرح، وسارع الملايين منهم لتنظيم رحلاتهم، لاسيما داخل البلد.
وبحسب خبراء الصحة فإنه يجب اعتبار المناطق القروية والمدن الصغيرة بالبلد كمناطق يتعين مراقبتها خلال هذه العطل، حيث يكون خطر تفشي العدوى حقيقيا هناك.
وأشاروا إلى أن نقص الموارد الطبية وانخفاض معدل التلقيح في هذه المناطق من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مخاطر زيادة الإصابات في هذه المناطق خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت جياو ياهوي، مسؤولة مكتب الإدارة الطبية في اللجنة الوطنية للصحة، إن المدن الصغيرة والمتوسطة بالبلاد وكذا المناطق القروية " بلغت أعلى معدل للإصابات، محذرة أن هذه المناطق يتعين أن تعرف ذروة أخرى خلال عطلة رأس السنة الصينية، ويتعلق الأمر بذروة الحالات الشديدة.
وأضافت أن تقييم الهيئة الرسمية يستند للتحليل العلمي لاتجاهات الفيروس، داعية السلطات الصحية في المناطق القروية للاستعداد.
وأفادت وسائل الاعلام نقلا عن المسؤولة "طلبنا من السلطات المحلية إعداد اللوجيستيك الضروري لمساعدة السكان في حالة ارتفاع الإصابات".
وأبرزت أنه تم إقامة تنسيق بين المستشفيات الحضرية والمراكز الصحية القروية من أجل المشاركة المثلى والفعالة للموارد الطبية.
مخطط لتعزيز الخدمات الصحية
وفي هذا السياق، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في دجنبر الماضي عن مخطط لتعزيز الخدمات الصحية في المناطق القروية استعدادا للارتفاع المتوقع في الحالات.
وينص المخطط خصوصا على مراقبة الحالة الصحية للأشخاص المسنين وتعزيز إمداد المناطق القروية بالمنتجات والمعدات الصحية. كما تم اعتماد عيادات مؤقتة في القرى والمدن الصغيرة.
وفضلا عن ذلك، ونظرا لتطور الوضع الوبائي، تعمل السلطات الصينية باستمرار على تكييف نظام مكافحة الفيروس من أجل تجنب تدهور الوضع.
وأجرى البلد، يوم الجمعة الماضي، مراجعة جديدة لتوجيهات علاج مرضى كوفيد، والتي بموجبها تعتبر الحالة الصحية لأي مريض فوق سن 65 سنة، غير ملقح ويعاني من حالات مرضية، حرجة.
ويتعلق الأمر بالمراجعة الرابعة للتوجيهات الصحية منذ رفع الإجراءات التي كانت معتمدة في إطار استراتيجية "صفر كوفيد" منذ تفشي الوباء قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأوضحت السلطات أن التوجيهات الصحية يتم تحديثها بانتظام أخذا بعين الاعتبار وضع حياة الناس على رأس الأولويات.
وتستمر الحكومة وخبرائها الصحيون في التأكيد على أن رفع القيود، المطبق منذ سنة 2020 بتدابيره الصارمة، ومن بينها الاختبارات الجماعية، والحجر الصحي، جاء عقب ضعف متحورات الفيروس واتساع نطاق التلقيح، خاصة وسط المسنين.
وفي ظل التفشي المستمر للعدوى في البلد، يتم إعطاء أهمية خاصة لحماية هؤلاء الأشخاص، وهي فئة أكثر ضعفا تمثل حوالي 14 في المائة من عدد سكان يزيد عن 1,4 مليار نسمة.
وأشادت وسائل الإعلام الرسمية بالتركيز على حماية هذه الفئة التي يقدر عددها بحوالي 200 مليون نسمة.
وفي بداية شهر يناير، أشارت الحكومة إلى أن الأشخاص غير الملقحين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة يعتبرون فئة تواجه خطرا كبيرا للإصابة بالعدوى في السياق الحالي للارتفاع الكبير في عدد الحالات.
عبد الغني اعويفية
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم