مجتمع
المشاريع الأكثر تقدماً لتطوير لقاح فيروس كوفيد19
12/08/2020 - 16:52
مهدي حبشيووفقاً لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، فإن الأشغال تجري على قدم وساق حالياً لتطوير نحو 200 مشروع مصل على مستوى العالم. بلغت مراحل متباينة من التقدم، إذ يكون على أي لقاح المرور بأربعة مراحل، قبل طرحه في الأسواق :
تتعلق المرحلة قبل الأولى، أو ما يصطلح عليها بمسمى "المرحلة قبل السريرية"، بإخضاع اللقاح للتجربة على الحيوانات قبل توجيهه للإنسان. قبل الانتقال للمرحلة "البشرية" الأولى، وهي مرحلة حاسمة تسمح بتقييم الأعراض الجانبية المحتملة للمصل.
وفي المرحلة الثانية يتحقق العلماء من أن الخلايا الحية تتفاعل مناعياً مع اللقاح بالفعل. تعقبها المرحلة الثالثة التي يجري خلالها الجزم في مقدرة اللقاح على تحصين جسم الإنسان ضد المرض المعني بالأبحاث. وختاماً المرحلة النهائية؛ وتتعلق بطلب ترخيص الجهات الصحية المُختصة لتسويق اللقاح.. مرحلة لم يبلغها أي مشروع لحد الآن.
وبالرغم من أن 90 % من الأمصال تفشل عادة عند إحدى المراحل الثلاثة الأولى، فإن خمسة مشاريع وصلت بالفعل إلى المرحلة ما قبل الأخيرة، مقابل 12 مشروعاً في المرحلة الثانية و9 مشاريع في المرحلة الأولى. بينما تقبع الأغلبية (139 مشروعاً) في المرحلة قبل السريرية.
ونتيجة الوضع الوبائي المقلق، تسارع المختبرات الوقت لإنتاج اللقاح في زمن قياسي. إذ يفترض في العادة أن يتطلب إنتاج مصلٍ 10 سنوات كاملة، ولهذا تقوم المختبرات بإنجاز عدة مراحل دفعة واحدة قصد تقليص المدة الزمنية إلى ما أقصاه 18 شهراً. مثال على ذلك لقاح "أسترا زينيكا" الهندي، الذي شُرع في تصنيعه بالفعل حتى قبل التحقق من فعاليته.
إلا أن هذا التوجه قد يطرح مشاكل محتملة، إذ من غير المستبعد أن يكون اللقاح فعالاً في التحصين ضد المرض دون منع انتقال العدوى مثلاً، أو أن يكون فعالاً لدى شريحة معينة من الناس دون أخرى...
مجموعة من اللقاحات قد تعترضها كذلك مشكلة الترخيص لها من طرف دولة واحدة أو عدة دول دون أخرى، ويبقى أكبر مثال على ذلك لقاح "كانسينو بيو"، الذي رخصت السلطات الصينية بالفعل لاستخدامه على عسكرييها دون غيرهم.
ويعد مشروع "بيو إن تيك" و "بفايزر" المشترك بين المختبرين الأمريكي والألماني، أحدَ المشاريع الطموحة التي بلغت المرحلة قبل النهائية، علاوة على مشروعي "سينوفاك" و"مؤسسة ووهان للإنتاج البيولوجي" الصينيين، بالإضافة إلى كل من مشروعي جامعة أوكسفورد الأوروبي، و"موديرنا" الأمريكي.
بينما تتراوح مشاريع أخرى هندية وكندية وصينية وأسترالية... بين المرحلة قبل السريرية والمرحلتين الأولى والثانية.
ولا تراهن المختبرات جميعاً على نوع واحد من اللقاح، بل تشتغل على أربعة أنواع تختلف عن بعضها وفقاً للكيفية التي يتعامل بواسطتها اللقاح مع المرض.
يتعلق النوع الأول بـ"التلقيح بالفيروس الهامد"، وهو النوع الأكثر شيوعاً. بحيث يجري تعقيم الفيروس قصد حرمانه من قدرته على التناسل داخل الجسم، ثم حقن الجسم به لتمتيع الجهاز المناعي بالقدرة على التعرف عليه وتعطيله.
أما النوع الثاني فهو "التلقيح بوحدات البروتين الفرعية". إذ يُحقن الإنسان بأجزاء مُعينة غير قاتلة من الفيروس، لتمكين الجسم من التعرف على الأخير.
النوع الثالث: التلقيح بالنواقل الفيروسية. وهو لقاح شبيه بالنوع الثاني إلى حد ما، سوى أن الحقن يكون بفيروس آخر من نفس النوع، بعدما يتم تخصيبه بخصائص فيروسية لكورونا.
النوع الرابع والأخير: لقاح الحمض النووي. وهو نوع نادر وحديث العقد، يجري عبره حقن الجسم بالجينوم أو "الشريط الوراثي" لإحدى خصائص الفيروس المعني بالأمر، لتحفيز الجسم بنفسه على إنتاج البروتينات المضادة له.