اقتصاد
المغرب يقود حربا "شاملة" ضد "الذبابة القرمزية"
28/01/2021 - 13:36
حليمة عامريبدل المغرب مجهودا كبيرا لوقف انتشار "الذبابة البيضاء"، التي تستهدف نبتة الصبار. وتنتشر في المناطق الجافة والشبه الجافة، حيث تعمل البحوث العلمية في مجال الزراعة على البحث عن طرق لمكافحتها، مبدئيا، على الطريقة الكيميائية، في انتظار تطوير طرق أخرى بيولوجية وزراعية والبحث على أصناف مقاومة، أو على الأقل متحملة للآفة، والتي وصلت مرحلة التجارب.
"الذبابة البيضاء" أو "الحشرة القرمزية"، إحدى أخطر الحشرات التي تسببت في الأذى لنباتات الصبار بالعديد من المناطق المغربية، إذ أنها أضعفت إنتاج "التين الشوكي"، أو ما يعرف بـ"الهندية"، وتسببت في تراجع مداخيل الكثير من التعاونيات المهتمة بإنتاج واستخراج المواد التجميلية والطبية من هذه الفاكهة.
وأوضح محمد جوادي، باحث متخصص في إنتاج النباتات بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن هذه الحشرة، التي تتميز بلون أحمر غامق، نظرا لإفرازها السائل القرمزي، تنتشر بكثرة في المناطق الجافة والمناطق شبه الجافة، مثل مناطق الأقاليم الجنوبية، وانتشرت، في السنوات الأخيرة، في مناطق أخرى من المغرب.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الباحثين المغاربة يعملون، منذ سنوات، على معرفة أسباب انتشار هذه الحشرة من منطقة لأخرى، ولم يتوصلوا بعد إلى أي نتائج، موضحا أنها دخلت المغرب عبر البذور التي يتم استيرادها من الخارج، مما جعل الفلاحين، الذين يقومون بإنتاج الصبار، يعانون من صعوبة اختيار أي أنواع البذور التي تصلح للزراعة، دون التسبب في الأذى للصبار المزروع مسبقا.
ويعمل المغرب جاهدا على الحد من انتشار هذه الحشرة، من خلال إخضاع البذور الآتية من الخارج لأبحاث علمية دقيقة، من أجل الحيلولة دون انتشارها بشكل أكبر في باقي المناطق التي مازالت تعرف إنتاجا محترما لفاكهة التين الشوكي.
وقال عمار عبد المجيد، مهندس فلاحي، إن الباحثين مازالوا لم يحددوا بعد مصدر هذه الحشرة، خصوصا وأنها انتشرت بكمية كبيرة، رغم كل المجهودات المبذولة، مبرزا: "الاختلاف الموجود حاليا، هو مصدر هذه الحشرة".
وكشف المتحدث ذاته أن البحث الزراعي توصل إلى نوع جديد من الصبار يقاوم هذه الحشرة، ولا يتأثر بها، موضحا: "وصلت هذه الأبحاث مرحلة التجارب الميدانية، التي تجرى في المحطات التابعة لمعهد الوطني للبحث الزراعي، وفي القريب لن نستمر في مواجهة هذه الحشرة عبر اجتثاث وحرق أماكن انتشارها".
وانخرطت في عملية القضاء على الحشرة القرمزية وحماية فاكهة الصبار، عدة جهات، منها معاهد البحث الزراعي، ومصالح وزارة الداخلية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وتهدف الأبحاث المغربية إلى المحافظة على هذه الزراعة، وحمايتها من كل الأمراض والآفات، إذ بمجرد اكتشاف مكان بروز هذه الحشرة، يتم حرقها بسرعة، قبل أن تنتشر في أماكن أخرى، خاصة وأن المواد الكيماوية التي استعملت في محاربتها، لم تقض عليها نهائيا، بل تسببت في أضرار كبيرة للصبار.
وأصبحت هذه الحشرة تهدد قوت العديد من المغاربة، الذين يتعاطون لزراع هذه الفاكهة، خاصة بالمناطق التي تعرف إقبالا كبيرا عليها، فضلا على أن هناك الكثير من التعاونيات الفلاحية تعمل على استخراج الزيوت ومواد التجميل من هذه الفاكهة، وتشغل يدا عاملة مهمة.
وفي هذا السياق، أوضحت مريم الزاهي، رئيسة تعاونية للصناعة التقليدية بجهة كلميم- واد نون، أن التعاونيات في المنطقة، باتت تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على السلع الكافية من هذه الفاكهة بسبب الحشرة القرمزية.
وذكرت المتحدثة ذاتها أن المنتوج الذي يشتغلون عليه حاليا يعود للموسم الفلاحي الماضي، مشددة على أنه إذا ظلت هذه الحشرة تقلص المزيد من هكتارات مزارع الصبار بالمنطقة، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى انقراض هذه النبتة.
وتعمل التعاونية على عصر واستخرج الزيوت من الصبار، حيث تنتج عددا من مواد التجميل مثل الكريمات والصابون الخاص بترطيب البشرة.
وكان عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد قال، في البرلمان، يوم الاثنين 25 يناير 2021، إن القضاء النهائي على الحشرة القرمزية مسألة وقت فقط، مشددا على أنه سيتم القضاء نهائيا على هذه الحشرة بعد الحصول على الجينات المقاومة لها، مشيرا إلى أنه سيتم الشروع في توزيع الأدوية المضادة لها، بداية من الأسبوع المقبل، بعموم مناطق المغرب.
وذكر المتحدث ذاته أن سبعة جينات مقاومة لهذه الحشرة تم اكتشافها، إذ تقضي على الحشرة نهائيا، موضحا أن المغرب لم يدخر جهدا خلال الفترة السابقة لإيجاد حل لهذه الأزمة. وقال إن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يتابع عن كثب الأمراض التي تصيب النباتات والمنتجات الفلاحية المغربية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد