فن و ثقافة
حميات.. رحلة بحث مؤذية عن الوزن المثالي
19/01/2021 - 00:00
نضال الراضي
يروج لبعض الحميات الغذائية القاسية على أنها الحل السحري لفقدان الوزن بسهولة. هذه الحميات "غير الصحية" قد تكون قاسية في بعض الأحيان، حيث تعتمد على السعرات الحرارية المنخفضة، بل قد تفتقر إلى العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الجسم، مما يجعلها أكثر محطة مؤدية في رحلة البحث عن الوزن المثالي.
ريجيم "أتكينز"، "الكيتو دايت"، ريجيم "الصيام المتقطع" وغيرها من أنواع الحميات الغذائية أصبحت "موضة" منتشرة بشكل كبير خاصة بين النساء.
وبالرغم من أن هذه الحميات قد تساعد على خسارة الوزن الزائد بسرعة، إلا أن معظمها يعتبر غير صحي وغير آمن.
آثار بالجملة
تقول اختصاصية التغذية نادية حسنين أن الحمية الغذائية القاسية هي عندما يقوم الشخص بتناول أطعمة ذات سعرات حرارية جد قليلة أو منخفضة، والمكونات الغذائية يحتاجها الجسم، وقد تقوم هذه الحمية في بعض الأحيان على الحرمان الكلي للجسم من العناصر الأساسية التي يحتاجها كالألياف، الدهون والنشويات، وذلك عندما يتم اتباع أنواع معينة من الحميات تعتمد على السوائل فقط، كشرب الماء فقط، العصير، أو أنواع معينة من الحساء، حيث يتم استهلاكها طوال اليوم.
وتوضح المتحدثة ذاتها، في تصريح لـ "SNRTnews"، أن البعض يلجأ إلى أنواع معينة من الحميات الغذائية، اعتبرتها "عشوائية" قد تنعكس سلبا على الصحة، كما تؤدي إلى مضاعفات جانبية عديدة .
وتضيف حسنين "يؤدي عدم استهلاك الكميات الكافية من بعض العناصر الغذائية المهمة، كالكربوهيدرات، المعادن، الألياف الغذائية، إضافة إلى بعض الفيتامينات والدهون إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة، كاضطراب الكتلة العضلية في الجسم، الشيء الذي يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على الوزن المفقود لمدة طويلة. فكلما كانت الكتلة العضلية كبيرة، كلما ازداد معدل حرق الدهون، ومن تم خسارة الوزن".
وتشير الخبيرة إلى خطورة النظام الغذائي الذي يعتمد على التقليل الحاد للسعرات الحرارية، كما اعتبرت أن إدخال الجسم في وضعية "تجويع" أمر غير مرغوب فيه ويتعارض مع النمط الذي تعود عليه الجسم، وهو شعوره بالرغبة أو التوقف عن تناول الطعام في الوقت الصحيح.
كما أوضحت حسنين أن حدوث نقص في العناصر الغذائية، خاصة الأساسية، يسبب الإجهاد والعياء للجسم وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
حميات على "الموضة"
انتشرت على بعض مواقع الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كـ"إنستغرام" و"فيسبوك"، أنواع معينة من الحميات الغذائية، يتم الترويج لها على أنها خاصة بالمشاهير، كـ"أتكينز"، "الكيتو"، "ريجيم الماء"، تقوم على الحرمان من تناول بعض أنواع الأغذية، التي تحتوي على عناصر غذائية أساسية.
بهذا الخصوص، تدعو اختصاصية التغذية حسنين إلى عدم السعي وراء المثالية عن طريق تقليد المشاهير ونجوم "السوشيال ميديا"، معتبرة أنه لا مجال للمغامرة بالصحة.
"تندرج هذه الأنظمة الغذائية ضمن الحميات القاسية، التي تمنع استهلاك بعض العناصر التي تشكل مصدرا أساسيا للطاقة، كالدهون والكربوهيدرات، ويمكن أن يؤدي عدم استهلاكها إلى التأثير على وظائف الجسم، فهذه الحميات جد منخفضة على مستوى السعرات الحرارية وقد تؤدي بالجسم إلى البحث عن حلول أخرى للحصول على الطاقة، مما قد ينتج عنه خسارة في الكتلة العضلية. كما أن الانتقال من حمية إلى أخرى، يجعل الجسم يقلل من معدل الحرق، ففي حالة الانتقال إلى حمية غنية، لن يتم ضبط مستوى الحرق مباشرة، هذه العملية قد تؤدي إلى تخزين الدهون، وبالتالي ارتفاع نسبة الكوليسترول، وبعض مشاكل في القلب بسبب هذه الدهون المخزنة"، توضح حسنين.
واعتبرت المتحدثة أن اعتماد الحلول المؤقتة للتخلص من زيادة الوزن تؤدي إلى إعادة اكتساب الوزن المفقود بمجرد التوقف عنها؛ إذ عادة ما يمل الأشخاص من اعتماد هذه الحميات، ويرجعون لأساليبهم الغذائية السابقة، وهذا الأمر يؤدي مرة أخرى إلى اكتساب الوزن الزائد.
بدائل صحية
تدعو اختصاصية التغذية نادية حسنين الباحثين عن طرق صحية لإنقاص الوزن، خاصة الأشخاص الذين يعانون من السمنة، إلى زيارة الاختصاصي الذي من شأنه أن يقوم بالتشخيص المناسب للحالة، وذلك عن طريق أخذ قياسات الوزن، الطول والكتلة العضلية، كما يمكنه أن يطلب من الشخص المعني إجراء بعض التحاليل التي تكشف إن كان يعاني من مشاكل هرمونية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بزيادة مفرطة في الوزن، مشددة على أن التشخيص الصحي هو الخطوة الأولى والفعالة، التي تساهم في بدء عملية إنقاص الوزن، بطريقة ستساهم حتما في الحصول على نتائج مضمونة، ولو كان ذلك على مدى طويل.
وعن الطريقة الصحية التي يمكن من خلالها تخفيف الوزن بشكل ذاتي، في حال انعدام إمكانية اللجوء إلى اختصاصي، تنصح حسنين باتباع نظام غذائي صحي يعتمد على:
- تقليل السكريات، سواء كانت السريعة أو البطيئة، والابتعاد عن الدهنيات كالمقليات، المنتجات المعلبة، والمأكولات السريعة.
- تقسيم وجبات اليوم علي 5 أو 6 وجبات، مع تفادي الأكل بين الوجبات.
- تناول البروتينات الخالية من الدسم، كالأسماك، صدر الدجاج المشوي، البيض والتونة الخالية من الزيت.
- الاعتماد على الخضروات، خاصة الخضراء، في النظام الغذائي اليومي، و"السلطات" الغنية بجميع أنواعها.
- شرب الماء بمعدل لتر ونصف على الأقل يوميا، باعتبارها أحد العوامل المهمة التي تنظف الجسم من السموم.
- عدم الإفراط في استهلاك النشويات، وتفاديها تماما بعد الساعة السادسة مساء، لأن الجسم يكون أكثر قدرة على حرقها قبل العشاء، لأنها، بعد ذلك، تتحول إلى دهون تعرقل عملية إنقاص الوزن.
- الحرص على أن تكون وجبة العشاء خفيفة، كتناول "يوغورت" منزوع الدسم، "سلطة"، عصير التفاح بالماء أو حساء الخضر.
واختتمت اختصاصية التغذية حديثها بالإشارة إلى ضرورة ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حيث تساهم بشكل مباشر في حرق الدهون، تنشيط العضلات والدورة الدموية، وشد الترهلات التي تنتج عن إنقاص الوزن، معتبرة أن الحمية الغذائية وحدها لا تكفي لإنقاص الوزن.
كما شددت على أهمية رياضة المشي، ودعت إلى اعتمادها لمدة ساعة على الأقل يوميا مع اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة