نمط الحياة
تبييض البشرة .. هوس لا تحمد عقباه
13/06/2021 - 10:30
نضال الراضيرحلة البحث عن المثالية قد تنتهي بما لا تحمد عقباه، فهذه الكريمات لا تخلو من المخاطر، حيث أكد الاختصاصيون أنها تحتوي على مواد مؤذية يمكن أن تؤدي إلى أمراض جلدية خطيرة.
وتعمد بعض السيدات إلى خلط هذه الكريمات، ووضعها على الوجه مباشرة دون التأكد من سلامة مكوناتها، خاصة تلك التي تباع بالأسواق الشعبية، والتي غالبا ما تكون غير معترف بها من طرف الجهات الصحية، إذ قد تحتوي على مواد خطيرة كمادة "الكورتيكويد"، التي يعرض وضعها على الجلد مباشرة إلى مخاطر عديدة.
المخاطر
يؤكد الدكتور الحسن بوكيند، اختصاصي في الجراحة التجميلية والترميمية أنه ليس هناك دواء أو مستحضرات تبيض لون الجلد، أو تقوم بتفتيحه، كما يشاع. كما حذر، في حديثه مع SNRTnews، من مخاطر هذه المستحضرات، خاصة التي تباع في الأسواق، التي اعتبرها "مجهولة المصدر"، وتحتوي على مواد خطيرة، أبرزها مادة "الكورتيكويد" التي يؤدي استعمالها بصفة متكررة، إلى ترهل البشرة، بل قد تؤدي إلى حروق في حال استعملت بطريقة خاطئة.
"درجات لون البشرة عالميا هي من 1 إلى 5، هذه الدرجات لا يمكن تغييرها، لا يمكن لأحد الكريمات، مهما بلغ ثمنه، ومهما كان مشهورا في العالم، أن يغير لون البشرة من 4 إلى 3 مثلا"، يقول الاختصاصي.
"البحث المستمر عن كل ما هو غير متاح، يجعل بعض السيدات تستعمل مستحضرات تجميلية مجهولة المصدر، ومزج بعض المراهم والكريمات التي تباع بالصيدليات، التي يؤدي خلطها إلى حدوث ترهلات وتعفنات، خاصة أنها تحتوي على مادة "الكورتيكويد"، وغيرها من المواد. بل قد يؤدي هذا الاستهتار، إلى حروق قد يكلف ثمن معالجتها، أضعاف سعر الكريم"، يشرح بوكيند.
ويحكي المتحدث ذاته، لـSNRTnews، كيف سبق أن استقبل حالة مستعجلة، لسيدة قامت بوضع مستحضر شهير للترطيب، على يديها باستعمال القفازات، ثم قامت بإدخالها للفرن، معتقدة أن هذه العملية ستقوم بتفتيح لون يديها، ما نتجت عنه حروق على مستوى اليد، كلفتها المال والوقت لمعالجتها.
علاج التصبغات
"تعاني بعض السيدات، من التصبغات الجلدية المفرطة، التي تحاول التخلص منها بشتى الطرق. هذه التصبغات هي عبارة عن إنتاج مفرط في مادة 'الميلانين'، المسؤولة عن اللون، التي تكون ناتجة عن عدة عوامل، كالهرمونات ولون البشرة، واحتكاك البشرة، كما تكون ناتجة عن بعض الأمراض المرتبطة بالرئة والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى عوامل الوراثة"، توضح نسرين بودكة، دكتورة في الصيدلة.
وعن علاج هذه التصبغات، تقول بودكة إن العلاج يتم بعد متابعة طبية خاصة، حيث يتم وصف مراهم، تتكون من مواد يحذر من سوء استخدامها، تحتوي على الـ"Hydroquinone"، التي يتم وصفها مع تحديد الجرعات، حيث تعطى على مسؤولية الطبيب، بالإضافة إلى العلاج بمستحضرات تقشير البشرة.
كما شددت المتحدثة ذاتها على أن المستحضرات التي تعالج هذه التصبغات، يجب أن تستعمل بطريقة صحيحة، تحت إشراف طبي بهدف العلاج وليس بهدف تبييض البشرة.
وحذرت بدورها، من استعمال منتجات التفتيح، التي تباع بالأسواق والمحلات التجارية، التي تكون في الغالب مجهولة المكونات.
"أصبحت هذه المنتجات منتشرة بقوة في الأسواق المغربية، وتكمن خطورة استعمالها عندما يتم مزجها مع بعض المستحضرات التي تحتوي على 'الكورتيكويد'، وما يزيد الطين بلة أن بعض السيدات يضعن هذه الخلطات، بدون استعمال واق شمسي، ما يعرض بشراتهن للترهل والتسلخات"، تسترسل بودكة.
نصيحة الاختصاصيين
أكد الحسن بوكيند أن الحصول على بشرة صحية لا يتطلب استعمال مستحضرات التبييض أو التفتيح، بقدر ما يتطلب العناية الجيدة بالبشرة، عن طريق الترطيب وشرب الماء، وتناول الأغذية الصحية.
"على الناس أن تقتنع بشكلها ولونها، لأنه خلق جميل ومتناسق، ولا يمكن تغييره فقط لأن شخصا آخر يمتلك درجة بشرة أفتح. يجب التخلص من هذه الأفكار الخاطئة وغير الصحية"، يشدد بوكيند.
كما قدمت نسرين بودكة نصيحة للسيدات اللاتي يعانين من التصبغات الجلدية أن يقمن بزيارة الطبيب المختص في الأمراض الجلدية، الذي من شأنه أن يقوم بوصف العلاج المناسب، لكل حالة حسب درجة التصبغات لديها. وحذرت من استعمال هذا العلاج في الفترة الصباحية، والتعرض لأشعة الشمس، دون مستحضر الوقاية، لأن هذا النوع من العلاجات عادة ما ينصح استعماله في المساء، ولا ينصح تتبعه في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاع درجة الحرارة، والشمس الحارقة.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع