مجتمع
"كورونا".. "يا ورد مين يشتريك؟"
14/11/2020 - 14:30
حليمة عامريشتكي "عبد الواحد"، بائع بسوق الورود بالدارالبيضاء، من انصراف الناس عن وروده. ويقول "وضعنا جد متأزم. نفقتد المناسبات أو الأفراح، التي كانت تساهم في الرواج التجاري، كما أن غالبية الفنادق لم تستأنف عملها بعد، وبالتالي لم نعد نجد من يشتري منا الورد".
ورود مهجورة
قبل هذه الأزمة، كان يقف عدد لابأس به من الزبائن أمام محل "عبد الواحد" في شارع الزرقطوني بالعاصمة الاقتصادية، ينتظرون دورهم لشراء باقة ورود، يختار لهم بعناية أشكالا وألوانا تستجيب لانتظاراتهم.
ويتأسف البائع، البالغ من العمر 56 عاما، على هذا الركود الاقتصادي، الذي لم يشهد مثيلا له منذ أكثر من 30 سنة، التي أشرف فيها في تشييد محل والده بالشارع الواقع بوسط الدار البيضاء، قائلا الله يحد الباس، هذه الأزمة أوقفت كل شيء وكبدت التجار خسائر مهولة".
ورث "عبد الواحد" هذه المهنة عن والده، الذي كان من أوائل مؤسسي "مارشي النوار"، كما يسميهاالبيضاويون. فقد كان والده يأتي من "ولاد حدو" لبيع الورد، الذي جمعه من جنبات الطريق إلى الفرنسيين، ليتطور وضعه من بائع ورد متجول إلى صاحب "براكة"، ثم إلى صاحب متجر ورد متواضع بالزرقطوني.
يحب عبد الواحد عمله، ويعتبر نفسه محظوضا، مادامت الورود التي يبيعها تساهم في نشر السعادة بين زبنائه، الذين يشترون الورود للاحتفال بالمناسبات السارة، سواء كانت زواجا أو تخرجا او عيد ميلاد أو ذكرى زواج أو عيد الحب أو عيد الأم.. كلها مناسبات فرح وهذا الذي يجعله سعيدا، حيث يكون أكثر سعادة عندما يسلم الورود بيده ويرى سعادة الآخر بها.
عودة بدون زبائن
ويختصر "عبد الواحد "حبه لعمله، في تشكيلات الورود والزهور التي صففها بعناية، لتنثر عطرها داخل أعماق من يراها. فوردة واحدة كافية بأن تعكس الكثير من مشاعره، وهو اليوم حزين بسبب تلك الورود التي تقاوم الذبول، مادام السؤال عنها تراجع.
توقف بائعو الورد عن مزاولة أنشطتهم التجارية، خلال المرحلة الأولى من الحجر الصحي، لمدة شهر واحد، ليتم الترخيص لهم بالعودة إلى نشاطهم بالتدريج، لكن ذلك لم ينعش المبيعات، فـ"كورونا" ألقت بظلالها على القطاع وكبدت بائعي الورد خسائر كبيرة، بسبب تراجع الطلب على الورود، مما أدى إلى تدهور وضعهم المالي.
ويشتري عبد الواحد الورود الطبيعية من مشاتل بني ملال ومراكش وأكادير، حيث تحافظ بعض الورود على رونقها لمدة أسبوع واحد، إذا كانت ظروف التخزين صحيحة، بتوفير المكان البارد، مع رشها بالقليل من الماء مرتين في اليوم، في حين يتزود بباقي الأنواع الاخرى من مشاتل الدارالبيضاء، وأيت ملول.
وفي حديثه عن حجم الخسائر التي كبدتها هذه الأزمة، يقول "كل يوم ورزقه، لأنه يمكن أن نربح اليوم جيدا، ويمكن أن لا نبيع أي شيء ليومين متتالين، وهذا ما يجعل الورود تذبل بسرعة". يتحدث بنبرة ملؤها الحزن. حزن يذكيه الذبول الذي يتربص بوروده.
مقالات ذات صلة
مجتمع
رياضة