رياضة
"كورونا" يدخل الفرق المغربية إلى "الملعب الرقمي"
12/11/2020 - 11:25
صلاح الكومريومنذ انتشار "فيروس كورونا" في المغرب، وبعد تعليق المنافسات الوطنية والقارية لأزيد من 3 أشهر، وعودتها للتباري أمام مدرجات فارغة، اضطرت بعض الأندية المغربية، وعلى رأسها الرجاء الرياضي، والفتح الرياضي، وحسنية أكادير، واتحاد طنجة، والمغرب التطواني، إلى تغيير شكل تواصلها مع جماهيرها، وذلك من خلال الرفع من أنشطتها في وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع "فايسبوك"، بهدف الحفاظ على ارتباطها بجماهيرها وتواصلها معها، إذ تقدم لها مستجداتها على شكل محتويات رقمية بصيغة شبابي، ومضمون يحرص أن يكون إيجابيا.
ويبقى فريق الرجاء الرياضي، أكثر الأندية المغربية نشاطا ومتابعة في حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، إنستغرام)، إذ يملك أزيد من 6 ملايين متابع، محتلا المركز الثالث على الصعيد القاري، خلف كل من الأهلي المصري (أزيد من 27 مليون متابع) والزمالك (أزيد من 12 مليون)، حسب التصنيف الصادر شهر ماي الأخير من الموقع المتخصص "resultsports".
وحسب المصدر ذاته، يأتي الوداد الرياضي، ثاني أكثر الأندية المغربية متابعة في مواقع التواصل الاجتماعي، بأزيد من 2 مليون متابع، مع العلم أن الفريق الأحمر ليس نشطا في مواقع التواصل، إذ لا يعتمدها يوميا، بل فقط في بعض المناسبات.
وخلال فترة الأشهر الأخيرة، وفي ظل الحرص على التباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات وإتباع البروتوكولات الصحية، كانت الفرصة مناسبة أمام مجموعة من الأندية، على غرار مولودية وجدة، والمغرب الفاسي، والمغرب التطواني، لمواكبة الثورة الرقمية في مجال الاتصالات، من خلال عقد ندوات صحفية عبر تقنية المباشر في صفحاتها الرسمية على موقع "الفايسبوك"، سواء من أجل تقديم لاعبيها ومدربيها، أو من أجل توضيح ونفي بعض التقارير المتداولة بشأنها في "السوشل ميديا".
وعلى النهج ذاته، سارت الجامعة الملكية المغربية، وأضحت تقعد الندوات الصحفية الخاصة بالناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش عبر تقنية "المباشر"، وقد أثبت هذا الاختيار جودته وفاعليته حسب ما تظهره الأرقام والمؤشرات الخاصة بالمتابعة.
يقول علاء الأمراني، متخصص في التسويق والاقتصاد الرياضي والتواصل، إن تقنيات التواصل الحديثة، خاصة الشبكات الاجتماعية (فايسبوك، تويتر، إنستغرام)، لا يجب أن يقتصر دورها، عند الأندية، في التواصل مع الجمهور وإطلاعه على آخر مستجداتها، بل يجب أن تستغلها الأندية في تسويق علامتها التجارية على الصعيد الدولي، كما هو الشأن بالنسبة إلى أندية عالمية كبيرة، على غرار ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، استطاعت، في السنوات العشر الأخيرة كسب الملايين من المشجعين عبر العالم من خلال تواصلها معهم بلغتهم، إضافة إلى كسبها ملايين الدولارات من وراء الإعلانات.
يضيف المتحدث ذاته، في تصريح لموقع "snrtnews"، إنه باستثناء فريق الرجاء الرياضي، فإن الفرق المغربية مازالت تجهل قيمة شبكات التواصل الاجتماعي في كسب مشاريع رياضية عملاقة وتسويق علامتها التجارية، مبرزا أن الأمر يحتاج استراتيجية تواصلية رقمية تخاطب مباشرة احتياجات جماهير كرة القدم، سواء داخل المغرب أو خارجه، مشيرا إلى أن نتائج هذه الإستراتيجية، غالبا، ما تظهر إيجابياتها على المدى البعيد.
اعتماد شبكات التواصل الاجتماعي في التواصل مع الجماهير، قد يكون حديثا لدى بعض الفرق المغربية، مع العلم أنها أنشأت حساباتها في هذه المواقع منذ سنوات خلت، لكنها كانت في حالة سبات.
في المقابل فإن كثيرا من الفرق العربية والأوروبية، المحترفة، أنشأت حساباتها في مواقع التواصل قبل أزيد من 10 سنوات، وكانت، منذ لحظة إنشائها، وما زالت، نشطة بشكل يومي، ووسيلة التواصل الأولى مع جماهيرها والمهتمين بأخبارها وتسويق علاماتها التجارية.
وعلى سبيل المثال، فريق ريال مدريد الإسباني، الذي أنشأ حسابه في "فايسبوك" في 12 نونبر 2007، لديه أزيد من 262 مليون متابع في جميع حساباته في الشبكات الاجتماعية، (91.2 مليون في إنستغرام، و111 مليون في فايسبوك، وأزيد من 56 مليون في تويتر)، ويحتل المركز الأول على الصعيد العالمي لأكثر الأندية متابعة في وسائل التواصل الاجتماعي، متبوعا بجاره إفسي برشلونة بـ259.8 مليون متابع (68.6 في إنستغرام، و103 في الفايسبوك، وأزيد من 60 مليون في تويتر)، ثم مانشستر يونايتد ثالثا بـ135.7 مليون متابع (36.9 في إنستغرام، و73.2 في الفايسبوك، وأزيد من 25 مليون في تويتر).
مقالات ذات صلة
رياضة