مجتمع
ماذا عن ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم العالمي؟
03/12/2020 - 16:49
نضال الراضييحتفل العالم اليوم، الخميس 3 دجنبر 2020، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو اليوم الذي خصص لدعم الأشخاص في وضعية إعاقة من طرف الأمم المتحدة، منذ عام 1992 بهدف دعم قضايا هذه الفئة، وزيادة الفهم والوعي لقضايا الإعاقة، من أجل ضمان حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
يشترك في الاحتفال بهذا اليوم العديد من الهيئات والجمعيات المهتمة بشؤون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تعمل على انخراطهم في المجتمع، خاصة في سوق الشغل، وتطالب بتحقيق المساواة لهم مع باقي الأفراد، دون أي تمييز قد يحدث ضدهم، وذلك في إطار الجهود الدولية للاهتمام بالأشخاص في وضعية إعاقة.
تهييئ خاص من أجل الاندماج
يقول جمال المريني، مدير الجمعية الوطنية لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة (Anaïs )، إن الجمعية تنشط في الدفاع عن حقوق هاته الشريحة من الأشخاص، منذ عام 1991، وتتكفل بمسؤولية تكوينهم وتوجيههم بهدف اندماجهم الاجتماعي والمهني، وذلك من خلال توفير الخدمات الطبية والشبه الطبية، بهدف المراقبة الصحية المتواصلة، بالإضافة إلى التكوين المدرسي، بحكم أن أغلبية الأطفال في وضعية إعاقة، لا يستطيعون إكمال تعليمهم في ظروف عادية.
وأكد المريني، في تصريح لـ "SNRTnews "، أن الجمعية تخصص بروتوكولا تربويا تعليميا، ووسائل منهجية خاصة بهذه الفئة خاصة الأطفال.
وجوابا عن سؤال التكوين المهني الخاص بهذه الفئة، أكد جمال المريني أن الجمعية تتوفر على فرق متعددة الاختصاصات، تسهر على تكوين وتأطير ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال ورشات خاصة بتعلم الطبخ وصناعة الحلويات والخياطة والعناية بالحدائق، كما يتم تكوينهم في مجال المعلوميات، وكذلك مشاركتهم في ورشات فنية.
إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق الشغل
"يمكن للأشخاص في وضعية إعاقة، أن يندمجوا في السوق الشغل، إذا تم تكوينهم وتأطيرهم بشكل جيد لهذا الغرض، عن طريق مجموعة من الورشات العملية، بالإضافة إلى الدعم النفسي، والمرافقة والتأهيل. وعلى المقاولات أيضا أن تساهم في تشغيل هذه الفئة، عن طريق توفير مناصب شغل تلائم وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة. فهذه الفئة يمكنها أن تقدم الكثير لسوق الشغل"، تصرح صباح زمامة، رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بالمغرب.
وطالبت المتحدثة ذاتها، من خلال حديثها مع "SNRTnews"، الدولة بالمساهمة والمساعدة في إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة، عن طريق المشاركة في خلق فرص لتشغيل هذه الفئة، بتنسيق مع المقاولات.
كما دعت المجتمع المدني إلى بدل المزيد من الجهود، سواء من خلال الحملات التوعوية والتحسيسية المطالبة بتحقيق المساواة، وانخراط ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع، أو من خلال المجهودات الهادفة لدعم حقوق هذه الفئة.
وعن تخصيص بعض الفضاءات الخاصة، لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق الشغل، أكدت زمامة أنه بالرغم من أهمية هذه الفضاءات في تكوين ومساعدة هذه الفئة للانخراط في العمل، إلا أنه من الأفضل أن يتم دمجهم في مناصب شغل عادية، مع باقي أفراد المجتمع، لكي يشعروا بأنهم طبيعيين، بعيدا عن التهميش الذي يعانون منه في الأصل في المحيط العادي.
كما شددت المتحدثة ذاتها على ضرورة تكوين الأشخاص في وضعية إعاقة في الأعمال التي تناسب وضعهم الصحي.
تأثير "كوفيد-19"
أكد جمال المريني أن جائحة "كوفيد-19" أثرت سلبا على نفسية ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، حيث حرموا من الأنشطة التي تقدمها لهم الجمعية، خاصة أنهم جد حساسين ويتأثرون لأبسط الأشياء.
"قررنا بعد رفع قيود الحجر الصحي أن تسترجع الجمعية نشاطها في أسرع وقت، لكي نعوض المنخرطين عن العزلة التي فرضتها عليهم الظروف الصحية التي تعيشها البلاد. حاولنا تكوينهم بشكل جيد، وأكثر فعالية لكي يندمجوا بسرعة في الحياة الاجتماعية بعيدا عن الضغوطات، وفقا للشروط الصحية المتعارف بها لمواجهة "كورنا"، مع احترام جميع التدابير الوقائية، بما فيها التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة والتعقيم، لحماية هذه الفئة من الوباء"، يقول المريني.
كما أوضح المتحدث ذاته أن الجمعية قررت أن تنوع خدماتها عن طريق افتتاح مطعم "Le Coin Anaïs"، الذي يهدف إلى تشغيل الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين سبق أن استفادوا من خدمات التكوين المهني التي تقدمها الجمعية، وسيقدم من خلاله المنخرطين وجبات سريعة للزبائن، بالإضافة إلى تحضير الحلويات، مشيرا إلى أن التدرب على الاشتغال بالمحل، سيمكن الجمعية من تقديم الأشخاص في وضعية إعاقة لسوق الشغل، بعد أن كانوا يقدمون خدماتهم للمواطنين بشكل غير منتظم ودائم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع