مجتمع
في يومه العالمي.. ما وضعية "السيدا" في زمن "كوفيد-19"
01/12/2020 - 16:56
نضال الراضيعلى الرغم من التقدم المحرز الذي تحقق في محاربة السيدا، إلا أن المعركة مازالت قائمة، وتواجه مجموعة من العراقيل، ازدادت مع تفشي جائحة "كورونا".
الوضعية الوبائية عالميا
مازال فيروس نقص المناعة يستمر في الانتشار وحصد الأرواح عالميا، فقد جاء في بيان، أصدرته الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة "الإيدز"، أن الداء يصيب 1,7 مليون شخص كل عام ويقتل نحو 690 ألف شخص.
وذكرت المنظمة أن الأشخاص الأقل قدرة على الدفاع عن حقوقهم لا يزالون هم الأشد تضررا من الفيروس. حيث اعتبرت أن جائحة "كوفيد-19" بمثابة جرس إنذار بأن أوجه عدم المساواة في الصحة تؤثر على العالم.
وأكدت أنه يمكن الاستفادة من توفر تجارب التصدي لفيروس نقص المناعة البشرية لمكافحة "كورونا".
وشددت الأمم المتحدة على ضرورة ألا تكون الثروة هي العامل الذي يحدد حصول الناس على الرعاية الصحية. في إشارة إلى عدم تهميش الفئة الهشة والتي تشكل الأغلبية، والتي تصاب بـ"الإيدز".
ففي سنة 2019، بلغ عدد الإصابات بالسيدا حول العالم 38 مليون مصابا، أغلبهم بين الفئات السكانية الأكثر هشاشة، منها 1,7 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة.
فيما أصيب 1,7 مليون شخص حديثا، من بينهم 170.000 من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة.
وبلغ عدد الوفيات بداء فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز"، 690.000 بينهم 34.000 من الشباب.
بينما لا يعلم 1,7 مليون شخص حول العالم أنهم حاملون لفيروس السيدا.
الوضعية الوبائية للسيدا في المغرب في ظل "كوفيد-19"
حسب إحصائيات الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، (ALCS)، فقد عرفت الوضعية الوبائية لفيروس السيدا وطنيا انخفاضا في معدل الانتشار بنسبة 0,8%، فيما بلغ العدد المقدر للإصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة، 21.500، 27% منهم غير مدركين أنهم حاملين للفيروس.
فيما بلغ عدد الإصابات الجديدة، 850 إصابة، 34% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة.
وبخصوص الوفيات بسبب داء فقدان المناعة المكتسبة، فقد بلغت بالمغرب 300 وفاة.
ومثلث 3 مناطق بالمغرب 65% من الإصابات، وهي الدار البيضاء ومراكش وأكادير.
يقول الدكتور طه ابراهمي، مسؤول عن الترافع في جمعية محاربة السيدا، أن جائحة "كوفيد-19"، قد أثرت سلبا على خدمات برنامج الوقاية بالنسبة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسيدا، وتبين ذلك بشكل رئيسي خلال فترة الحجر الصحي، تزامنا مع الإعلان عن تقييد حركة التنقل.
كما سجلت الوضعية الجديدة تراجعا مهما، في إجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن السيدا، ما يشكل خطرا حقيقا في انتشار الفيروس خاصة أن 27% يجهلون أنهم حاملين للفيروس.
وأكد ابراهمي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الولوج إلى العلاج بالمستشفيات عرف بدوره تراجعا ملموسا، بسبب تخوف المتعايشين مع فيروس السيدا، من الإصابة بـ"كوفيد-19".
"ساهم وجود وتعبئة الفرق الميدانية لجمعية محاربة السيدا، في تجاوز صعوبة الحصول على الدواء الثلاثي، وكذلك وسائل الوقاية. واضطرت الجمعية، أمام الحاجة الكبيرة للمساعدة، أن تنظم مساعدة غذائية للمحتاجين، كما حرصنا على تلبية الاحتياجات الجديدة المرتبطة بالحجر الصحي، وحالة الطوارئ، من قبيل الكمامات ومواد النظافة والتعقيم لضمان الحماية من تجليات انتشار 'كورونا'، وذلك بتوفير هذه المواد، للفئات الأكثر هشاشة، وقمنا بدعم تعليم الأطفال، لتفادي انقطاعهم عن الدراسة"، يقول طه ابراهمي.
وأكد المتحدث ذاته أن الجمعية جندت فرقها الميدانية والمتطوعين الذين سهروا على التواجد في الصفوف الامامية، من أجل تعزيز تنفيذ مخططاتها في ظل الجائحة، كتفادي تنقل المصابين بالسيدا إلى مراكز الاستشفاء، التي خصصت لعلاج مرضى "كوفيد-19"، حيث حرصت الجمعية على توصيل الدواء الثلاثي للمصابين، لمنازلهم عن طريق الوسطاء العلاجيين بشراكة مع وزارة الصحة.
ويكشف ابراهمي أنه "بالرغم من المجهودات المبذولة لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة، إلا أننا نواجه مجموعة من الصعوبات، أبرزها التمييز وعدم المساواة التي يعاني منها المتعايشون، والفئات الأكثر عرضة للإصابة، ما يساهم في تخليهم عن العلاج خوفا من الوصم والتمييز، وكذلك نقص الموارد المالية لدعم حملات الوقاية، والكشف والدعم النفسي والطبي والاجتماعي".
حملة "Sidaction"
أكد طه ابراهمي أن حملة "Sidaction" ستقام، هذه السنة، بالرغم من الظروف الصحية التي تعيشها البلاد. وستمتد هذه الحملة من 1 إلى 31 دجنبر.
الهدف من الحملة توعية العموم خاصة الشباب، الذين يشكلون 34% من 850 إصابة في هذه السنة، بالإضافة إلى جمع التبرعات لكي تستطيع الجمعية الاستمرار في تقديم خدماتها ومساعداتها للمتعايشين مع الفيروس.
وتراهن الجمعية على الدعم الذي تحققه سنويا عبر حملة "Sidaction" لتتابع أنشطتها الوقائية للحد من انتشار السيدا.
كما تأمل "ALCS" أن يصل المغرب إلى أهدافه المسطرة، وهي تخفيض الإصابات الجديدة بفيروس فقدان المناعة البشري بنسبة 75% مع نهاية 2021، وتقليص معدل الوفيات المرتبطة بالفيروس بنسبة 60%.
"يجب القضاء على جميع أشكال التمييز والوصم المرتبطة بفيروس السيدا، التي تتعرض لها الفئة الأكثر عرضة للإصابة به، لما يشكل من عراقيل للحد من انتشار الفيروس. ونعمل من أجل استمرارنا في التوعية من أجل الوقاية وإجراء التحاليل، والتكفل بالأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا"، يقول ابراهمي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع