مجتمع
"كورونا".. خصائص تجعل لقاح "سينوفارم" مثالياً للمغرب
27/11/2020 - 15:12
مهدي حبشينقلت وسائل إعلام أجنبية عن المختبر الصيني "سينوفارم" أن مليوناً من مواطني تلك الدولة تلقوا جرعات من أحد اللقاحين اللذين طورهما، مشدداً على أنه "لم تلاحظ أي أعراض جانبية غير حميدة لدى الأشخاص الذين حُقنوا باللقاح، كما أن أياً منهم لم يصب بعد ذلك بالفيروس".
معروف علمياً وسهل الحِفظ
وأكد أستاذ الأمراض التعفنية بكلية الطب بالدار البيضاء، عبد الفتاح شكيب، على أن اللقاح الصيني يتميز عن منافسيه بتقنية إنتاجه المعروفة في الأوساط العلمية، والتي لا تطرح إشكالاً بين العلماء، موضحاً أنها التقنية التقليدية التي اعتيد على إنتاج اللقاحات بواسطتها.
وتقوم التقنية المذكورة على التحصين بواسطة المستضد الذي يولِّد الاستجابة المناعية ضد الفيروس؛ إذ تتم إزاحة المركبات الفيروسية التي تسبب المرض، ثم حقن جسم الإنسان بالفيروس هامداً، مما يولد استجابة مناعية ضده.
وأشار شكيب في تصريح لـ"SNRTnews"، إلى أن لقاح "سينوفارم" يتميز بذلك عن اللقاحات الأخرى التي طورت استناداً لتقنيات جد متطورة وغير معروفة، بعضها يُجرَّبُ لأول مرة على الإطلاق، "مما يصعب التنبؤ بنتائج تلك اللقاحات".
ومن الأسباب التي دعت المغرب للرهان على اللقاح الصيني كذلك، سهولة تخزينه وحفظه، يؤكد الخبير، قائلاً إن ظروف تخزين وحفظ لقاح "سينوفارم" بسيطة للغاية، إذ يمكن حفظه في الثلاجة في 6 درجات حرارية.
توجس مبني على أحكام مسبقة ومغلوطة
وأعرب شكيب عن استعداده الشخصي لأخذ لقاح "سينوفارم"، قائلاً إن سر توجس بعض المغاربة منه راجع لحكم مسبق ومغلوط عن جودة السلع المستوردة من الصين الشعبية.
"يعتقد المغاربة أن كل ما تنتجه الصين من سلع ضعيف الجودة وسريع الفساد، وهذا تصور خاطئ، لأن تلك الدولة تتميز بإنتاجات تتراوح بين ما هو ضعيف وعالي الجودة، وتبقى للمستهلك حرية الاختيار وفقاً لقدرته الشرائية" يشدد المتحدث مضيفاً: "بخلاف ما يعتقده بعض الناس فإن الصين متقدمة طبياً وعلمياً على الكثير من دول العالم، خاصة الأوروبية منها، فالمجتمع العلمي حتى في أوروبا واعٍ بذلك ويعترف به، وعدم الاعتراف بذلك على مستويات سياسية راجع فقط للسعي للحفاظ على المصالح والتنافس الاقتصادي".
وبخصوص أمد الفعالية، يتوقع مختبر "سينوفارم" أن يحصن لقاحه ضد مرض "كوفيد-19"، مدة تتراوح بين عام وثلاثة سنوات، إلا أن الخبير المغربي شكيب، يذهب لكون هذا المعطى مازال غامضاً؛ "المؤكد هو أن اللقاح سيمنحنا مدة 6 أو 7 أشهر على الأقل لالتقاط الأنفاس، لأن الأمر لم يعد يتعلق بإنقاذ الاقتصاد فحسب، بل إنقاذ المواطنين الذين سجل في صفوفهم ارتفاع كبير في الإصابات بالاكتئاب وبمرض الذهان بسبب الجائحة".
وكانت الصين أطلقت، منذ يوليوز الماضي، برنامجاً مستعجلاً لتلقيح عمال ضروريين للاقتصاد، في طليعتهم مهنيو الصحة وموظفو المطارات والدبلوماسيين، استخدم في هذه الحملة نوعان من لقاح "سينوفارم" وآخر للقاح "سينوفاك".
وأعلنت شركة "سينوفارم"، أول أمس الأربعاء، تقدمها رسمياً بطلب للسلطات الصينية بالسماح لها في الشروع في تسويق لقاح فيروس "كورونا".
وتجدر الإشارة إلى أن لقاح "سينوفارم" أجرى تجاربه على نحو 60 ألف متطوع موزعين على 10 دول، وهو ما يفوق العدد الذي أخضع لتجارب لقاحات أخرى من قبيل "فايزر" الذي جرب على 44 ألف متطوع، فيما جرب لقاح "موديرنا" على 30 ألفاً.
مقالات ذات صلة
واش بصح
عالم