رياضة
من مارادونا إلى ميسي.. 5 صفقات تاريخية لن تنسى
20/08/2021 - 10:03
صلاح الكومرييشهد التاريخ الكروي، كل موسم، الكثير من الصفقات البارزة لانتقالات اللاعبين، لكن بعض الصفقات "المدوية"، و"المثيرة للجدل"، والتي تشد إليها انتباه العالم، وتصبح حديث الصباح والمساء في وسائل الإعلام، لا تحدث إلا ناذرا، مرة كل 5 أو 10 سنوات، على غرار صفقة انتقال الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وقبلها صفقة انتقال البرتغالي لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد سنة 2000.
في هذا السياق، يستعرض موقع SNRTnews أبرز 5 صفقات تاريخية، شكلت طفرة حقيقية في كرة القدم العالمية، منذ صفقة انتقال الراحل مارادونا من برشلونة إلى نابولي، إلى غاية صفقة انتقال ميسي من الفريق ذاته إلى باريس سان جيرمان.
مارادونا .. "صفقة القرن"
لم يكن انتقال الراحل مارادونا من برشلونة إلى نابولي صفقة مثيرة للجدل فقط، بل كان صفقة مفاجئة وغير متوقعة وصادمة للكثيرين، ليس في الرياضة فقط، فقد امتد صداها وتأثيرها إلى مجالات السياسة والاقتصاد أيضا.
سنة 1984، كان نابولي من أفقر الفرق في إيطاليا وأوروبا، لم يسبق له أن فاز، قبل ذلك، بالدوري المحلي، كل ما كان يملك، كأسين يتيمن فاز بهما سنتي 1962 و1976، وحين قرر رئيس النادي كورادو فيرلاينو، التعاقد مع فتى الأرجنتين المدلل، وقتها، كان الأمر أشبه بمعجزة، خاصة وأن أبرز اللاعبين في العالم، وقتذاك، كانوا يفضلون اللعب لجوفنتوس أو ميلان.
في 6 يوليوز 1984، عاشت مدينة نابولي وإيطاليا كلها، حدثا تاريخيا لم يتكرر مثيلة إلى غاية اليوم، فقد حضر مارادونا إلى المدينة ليمضي عقد توقيعه للنادي، مقابل أزيد من 10 ملايين أورو، وهذا مبلغ، اعتبر، وقتذاك، خياليا، طرحت بخصوصه الكثير من علامات الاستفهام حول مصدره، حتى إن بعض المنابر الإعلامية الإيطالية، لم تخجل من الادعاء بأن مصدره عصابة مافيا "لاكامورا".
فيغو .. انتقال "الخيانة"
في صيف 2000، عاش نادي ريال مدريد طفرة حقيقية بصعود الرئيس فلورونتينو بيريز لرئاسة النادي، إذ فاز بالمنصب بعدما تعهد بجلب أغلب نجوم العالم إلى النادي، وأولهم البرتغالي ليوس فيغو، الذي كان يعتبر، قبل ذلك، معشوق جماهير برشلونة منذ الفريق إلى النادي سنة 1995.
قبل صعود فلورونتينو بيريز للرئاسة، ترددت أنباء، من الصحافة الكتالونية، عن إمكانية انتقال فيغو إلى الريال، لكن النجم البرتغالي خرج لينفي ذلك، مدعيا أنها مجرد إشاعات، وأنه يركز على الاستعداد للموسم المقبل، فاطمأنت جماهير "البارصا" على ناديها، لكن حين ظهر اللاعب في حفل تقديمه في ريال مدريد، وعلى يمينه فلورونتينو بيريز، وعلى يساره ألفيردو ديستيفانو، الهداف التاريخي للريال، وقتها، أحست جماهير برشلونة بـ"الخيانة" و"الغدر" و"طعنة من الخلف".
منذ صيف 2000، وإلى غاية اليوم، يعتبر فيغو منبوذ جماهير برشلونة، إذ أنها لم تغفر له صنيعه بالنادي، وتعتبره "خان برشلونة من أجل حفنة من الدولارات المدريدية."
لم تكن صفقة انتقال فيغو للريال مفاجئة للعالم فقط، بل كانت صادمة أيضا ومثيرة للجدل، خاصة وأن قيمة انتقاله بلغت 62 مليون أورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة، وكانت هذه الصفقة، أعلى قيمة، حينذاك، في تاريخ كرة القدم العالمية.
زيدان .. صفقة في حفلة
شهر غشت من سنة 2000، أقام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حفلا بمناسبة نهائي كأس "السوبر" الأوروبي بين ريال مدريد وغلطة سراي التركي، في "مونت كارو" بإمارة موناكو، وكان الحفل، مناسبة لتكريم بعض لاعبي المنتخب الفرنسي، المتوجين ببطولة أوروبا، من بينهم زين الدين زيدان.
استغل فلورونتينو بيريز، رئيس الريال، مناسبة حفل العشاء ليدغدغ مشاعر زيدان، كانا يجلسان متباعدين، فقرر بيريز أن يبعث، عبر أحد مرافقيه، هدية للنجم الفرنسي، عبارة عن منديل، كتب عليه: "هل تريد أن تأتي لتلعب في الريال"، فرد اللاعب الفرنسي، مباشرة، في منديل آخر: "نعم بكل تأكيد، هذا سيكون أسعد أيام حياتي".
في 8 يوليوز 2001، أوفى فلورونتينو بيريز بوعده لزين الدين زيدان، وضمه إلى ريال مدريد مقابل صفقة بلغت 77,5 مليون أورو، قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع جوفنتوس.
كانت الصفقة مفاجئة كثيرا لجمهور جوفنتوس، الذي لم يكن يعتقد أن زيدان سيخلي بوعده لهم بالاستمرار مع النادي إلى غاية نهاية مسيرته.
في هذا السياق، يكشف لوشيانو موجي، المدير العام السابق لجوفنتوس، بعضا من تفاصيل صفقة انتقال زيدان إلى الريال، قائلا: "بعد إحدى المباريات في الدوري، احتجزت زيدان في غرف الملابس، قلت له أن يخبر فلورنتينو بأنني لن أسمح بالصفقة"، مضيفا: "زيدان كان يضغط بقوة للانتقال إلى صفوف ريال مدريد، بعد ذلك الموقف، بيريز فهم أنه يجب أن يرضخ لطلباتي ويدفع المبلغ الذي لم يفكر في دفعه أبدا".
ينمار يكرر "فعلة" فيغو
في 30 يوليوز من سنة 2017، شارك نيمار مع فريقه برشلونة في فترة الاعداد في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت كل الأمور تبدو طبيعية وعادية، واللاعب يعبر عن رغبته في الاستمرار مع النادي وتحقيق الألقاب، لكن بعد يومين، وبالضبط في 2 غشت، تغير الوضع كليا، وعاش العالم مفاجأة غير متوقعة بإعلان "البارصا" انتقال نجمها البرازيلي إلى باريس سان جيرمان، بعدما دفع الأخير مبلغ 222 مليون أورو، قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب، وهي أعلى قيمة انتقال في تاريخ كرة القدم.
كانت صفقة مدوية فعلا، فقيمة انتقال النجم البرازيلي، حسب كثير من المنابر الإعلامية، "خيالية ولا يمكن تصديقها"، ولا يمكن لأي فريق في العالم أن يدفعها، إلا إذا كان يلقى دعما ماليا غير منقطع من مالكيه، على غرار باريس سان جيرمان، المملوك لشركة "قطر للاستثمارات الرياضية"، ورئيسها ناصر غانم الخليفي، الرئيس ذاته للفريق الباريسي.
رغم أن جمهور برشلونة وصف اللاعب بـ"الخائن" الذي يجري وراء الأموال القطرية، إلا أنه لم يحزن لرحيله، لأنه في اعتقاده، النادي لديه أفضل لاعب في التاريخ، الأرجنتيني ليونيل ميسي.
ميسي .. برشلونة حزينة
لم تحزن برشلونة على رحيل مارادونا، ولا حتى على رحيل النجوم الذين جاؤوا بعده، رومارو، ستويشكويف، فيغو، ريفالدو، رنالدينهو، لكنها بكت ألما خلال ظهور "ابنها" ميسي في مؤتمر صحفي لإعلان رحيله وتوديع النادي.
انتهى عقد ميسي مع برشلونة في 30 يونيو 2021، ذهب إلى البرازيل، حيث قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس "كوبا أميركا"، ثم راح مستمتعا بعطلته، واثقا من عودته إلى برشلونة لتجديد عقده مع النادي، لكنه لم يكن يعلم أبدا أن الإدارة الحالية، برئاسة خوان لابورتا، عاجزة تماما عن الاحتفاظ به لمواسم أخرى.
حين عاد ميسي إلى برشلونة لتجديد عقده، صُدم حين أخبره لابورتا أن التجديد غير ممكن، بل مستحيل، بسبب الأجور المرتفعة في النادي، لم يكن النجم الأرجنتيني يعتقد أنه سينزع، أخيرا، خاتم ارتباطه بالنادي بعدما حمله لـ21 سنة، منذ أن جاء إلى المدينة وعمره لا يتعدى 13 سنة.
أعلن برشلونة، في بلاغ له، أنه لا يمكن تجديد عقد ميسي، وفي اليوم الموالي، عقد الأخير مؤتمرا، بكى فيه ألما، وبكى معه الآلاف من محبيه عبر العالم، فلا أحد كان ينتظر أن علاقة دامت 21 سنة، ستنتهي فجأة. خيم الحزن على المحبين، وتأكد أبناء برشلونة، أن كل شيء سيتغير، فلا المدينة ستبقى كما كانت، ولا النادي سيبقى كما كان، وحدها الذكريات من ستبقى راسخة أذهانهم وموثقة.
رحل ميسي من المدينة التي احتضنته وربته وتدرج في جميع فئاتها، نحو باريس سان جيرمان، أخذ معه قلوب محبيه، الذين سيحتاجون لشهور بل سنوات للتخلص من ألم فراقه، إذ أنهم، إلى غاية الآن، مازالوا غير مدركين أن أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم رحل ولن يرجع، وأنه يحمل قميصا آخر غير قميص "البارصا".
مقالات ذات صلة
رياضة
نمط الحياة
رياضة