عالم
هل يصوت الأمريكيون مباشرة على رئيسهم يوم الثلاثاء؟
02/11/2020 - 11:44
موسى متروفعلى عكس ما يُعتقد، سيصوت الشعب الأمريكي غدا على "ناخبين كبار"، سيصوتون في ما بعد على أحد المرشحين، الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي، نائب الرئيس السابق، جو بايدن.
انتخاب الرئيس غير مباشر
لابد من التأكيد على أن هؤلاء الناخبين ملتزمون إلى جانب أحد المرشحين، وبالتالي هم ملتزمون "أخلاقيا" بالتصويت لصالحه.
ويعادل عدد "الناخبين الكبار" عدد المنتخبين في الولاية أو المجلس التشريعي الفيدرالي (الكونغرس).
وعلى المرشح الرئاسي للفوز بالانتخابات الرئاسية، ودخول البيت الأبيض "دخول الفاتحين" واقتعاد كرسي المكتب البيضاوي، واتخاذ القرارات في مصير العالم، أن يحصل على الأغلبية المطلقة من بين الـ538 صوتا للناخبين الكبار للولايات الخمسين، والذي يضم 3 أصوات للعاصمة واشنطن (التابعة لمقاطعة كولومبيا التي لا ترقى إلى درجة ولاية والتي لا تمثيلية لها في الكونغرس).
كما تجدر الإشارة إلى أن قاعدة الأغلبية المطلقة هذه من الصعب على مرشح لا ينتمي لأحد الحزبين الكبيرين (الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي) الحصول عليها. ويجد ذلك تبريره في النظام الانتخابي، الذي يفرض قاعدة "كل شي أو لاشيء"؛ إذ أن المرشح إذا حصل على الأغلبية النسبية في ولاية ما، مهما كانت قليلة، يفوز بكل أصوات الناخبين الكبار في الولاية، باستثناء ولايتين وهما "ماين" و"نبراسكا" اللتين يفوز فيهما الناخب الكبير في التصويت الشعبي على صوتين للناخبين الكبار والفائز في كل دائرة يحصل على صوت واحد...
من هذا المنطلق يتبين أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة معقّد أكثر من ما يعتقد أغلبية سكان بقية العالم.
صراع الحمار والفيل
منذ سنة 1800، تأسست الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية، ضدا في رغبة الآباء المؤسسين للجمهورية والنظام الفيدرالي، لتداول السلطة التنفيذية.
والجدير بالذكر أنهم وحدهم المُلاّك من الذكور الذين كان لهم حق التصويت، ليتطور الأمر في القرن التاسع عشر مع موجات الهجرة والتنمية الحضرية وتنافي القوى الديمقراطية وتمدد البلاد نحو الغرب.
ومنذ ستينات القرن التاسع عشر يهيمن الحزب الديمقراطي، بشعاره "الحمار" والحزب الجمهوري بشعاره "الفيل" على الانتخابات الرئاسية وعموم الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت قصة الحمار مع الديمقراطيين سنة 1828 عندما اختار المرشح الرئاسي الديمقراطي أندرو جاكسون شعار "لنترك الشعب يحكم"، وسخر منافسه الجمهوري كثيرا من هذا الشعار ووصفه بأنه "شعبوي"، فاختار حمارا رماديا ألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية وجال به عبر البلاد ضد منافسه الذي بدا نخبويا.
بعد ذلك سيتحول الحمار إلى رمز للحزب الديمقراطي سنة 1870، عندما اختار رسام الكاريكاتير توماس ناست حمارا أسودا عنيدا كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور! لكن ما قصة هذا الفيل الجمهوري المذعور!؟
ظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية مساندة لأبراهام لينكولن في هذه انتخابات سنة 1860 التي فاز بها فعلا، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار للجمهوريين إلا في عام 1870، عندما عبّر رسام الكاريكاتوريست ذاته توماس ناست عن تذمره من خروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية برسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور كتب على جسده الضخم عبارة "الصوت الجمهوري"!
فهل ينتصر هذا العام فيل ترامب المذعور على الحمار العنيد لـ"الشيخ" بايدن؟
مقالات ذات صلة
عالم
عالم