ياسمين "غراس" الفرنسية: سحر عطر "شانيل 5"

 بلغ موسم قطف الياسمين أوجه في فرنسا، بين منطقتي الألب والبحر المتوسط، لإعداد عطر "شانيل" الشهير "N5" الأكثر مبيعا في العالم والذي يحتفى هذه السنة بالذكرى 100 لإطلاقه سنة 1921 والذي كان رائدا بمجموعة الروائح المنصهرة فيه والمستخرجة من 80 مكوّنا والتي لا تطغى عليها أي زهرة بالتحديد المنتج الأكثر مبيعا لـ "شانيل"، إلى جانب عطرين أحدث عهدا هما "كوكو مادوموازيل" و"شانس".

ولم تعد هذه الزهور البيضاء الصغيرة للنبتة المعروفة علميا باسم "ياسمينوس غرانديفلوروم"، تزرع سوى في نحو 10مزارع في محيط مدينة "غراس" الفرنسية، مهد صناعة العطور.

وتتفتح هذه الزهرة في الليل وتقطف في النهار، ويعتبر قطفها من شجيرات القانة مهمة شاقة تنجزها نساء بنسبة 90 % يدويا في حركة تتكرر آلاف وآلاف المرات، إذ يتطلب الأمر جمع 8 إلى 10 آلاف زهرة لتشكيل كيلوغرام واحد.  ويسمح نظام جوفي للري بالتقطير بتوفير المياه بنسبة 20 %.

ويستمر موسم قطف الياسمين من يوليوز إلى أكتوبر، ويأتي الجزء الأساسي من العمال الموسميين الذين يتراوح عددهم بين 40 و50 شخصا سنويا، بمساعدة في أسر بلغارية تجتذبها الرواتب المقدمة في فرنسا حيث يساوي الحد الأدنى للأجور 4 مرات ذاك المقدم في بلدها، فضلا عن العلاوات على المحاصيل.

ولا شك في أن ياسمين "غراس" يبقى "أهم مكونات عطر شانيل "N5"، حسب ما يقول أوليفييه بولج خبير العطور في الدار العريقة. ويكشف العطّار أن هذا الياسمين "أتعبنا كثيرا لأنه كان في خطر بعض الشيء". ويقتصر استخدامه على مستخلصات العطر، "أي الصيغة الأكثر تركزا والأرفع مستوى التي تشكّل جوهر العطر نوميرو سانك" وهو لا يستعمل في المياه العطرية. مضيفا أن "فكرة غابرييل شانيل كانت تقوم على أن العطر قد يكون وسيلة للتعبير عن الأسلوب".

وتوفر مصر والهند اللتان  95 % من الإنتاج العالمي لـ "شانيل"،  حسب صوفي فيرجيه مديرة المكتب الإعلامي في "شانيل" التي تعمد إلى اصطحاب صحافيين من العالم أجمع وبعض المؤثرين أحيانا في جولة على هذه المنشآت الريفية التي تتركز فيها سلسلة الإنتاج من البداية إلى النهاية، أي من زرع النبتة إلى إعداد قارورة العطر.