رياضة
خاليلوزيتش مدرب يلاحقه نحس المونديال
11/08/2022 - 16:54
أ.ف.ب | يونس الخراشيسبق لخاليلوزيتش، الذي أقيل من تدريب المنتخب الوطني المغربي، يوم الخميس 11 غشت 2022، أن عاش السيناريو نفسه مع منتخبي ساحل العاج واليابان اللذين قادهما إلى مونديالي 2010 و2018 تواليا، قبل أن تتم إقالته من منصبه قبل أشهر معدودة على انطلاق النهائيات.
الإقالة من تدريب الكوت ديفوار
سبق للمدرب البوسني أن قال، بخصوص إقالته من تدريب ساحل العاج، قبل بضعة أشهر من انطلاق مونديال 2010، في حديث لوكالة "فرانس برس": "لم تكن (إقالتي) مجرد قلة احترام، بل أكثر من ذلك بكثير، كان الأمر مقززا، ولم أتقبل الأمر إطلاقا".
وتابع: "لقد أرسلوا إلي (الاتحاد العاجي) رسالة عبر الفاكس، لم أقابل حتى رئيس الاتحاد أو حتى الأمين العام، كل ما قالوه لي أني لم أفز بكأس الأمم الإفريقية وقد انتهى الأمر، مع كلمات سيئة وبلا أي لياقة".
الإقالة من تدريب اليابان
لقي خاليلوزيتش المصير ذاته، وهذه المرة حين أقيل من تدريب منتخب اليابان قبل نحو شهرين من مونديال روسيا عام 2018.
وقال المدرب البوسني/ الفرسي عن إقالته من تدريب المنتخب الياباني بعد قيادته إلى كأس العالم: "لقد رموا بي في سلة المهملات. الطريقة التي تم استخدامها لإقالتي تظهر عدم احترام كامل تجاه ما أعطيته للكرة اليابانية".
واليوم جاء دور الاتحاد المغربي لفسخ العقد معه، لكن "بالتراضي" بحسب البيان الصادر عن الجامعة الملكية المغربية، الخميس 11 غشت 2022.
ولم يتمكن البوسني من الاحتفاظ بمنصبه بعد التأهل إلى المونديال سوى مرة واحدة، حين قاد الجزائر في النهائيات عام 2014 وبلغ معها الدور ثمن النهائي.
خلافه مع زياش
نجح المدرب، البالغ 69 عاما، في قيادة منتخب المغرب للتأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث يواجه "الأسود" كلا من بلجيكا وكرواتيا وكندا، غير أنه دخل في خلاف مع الاتحاد المغربي بسبب رفضه استدعاء جناح نادي تشلسي الانجليزي حكيم زياش لأسباب انضباطية.
وتضاربت التصريحات بين رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع وخاليلوزيتش حول الموضوع، فكلما خرج الأول للتأكيد على عودة نجم تشلسي يرد البوسني متشبثا بقرار الاستبعاد.
وظل رحيله موضوع شائعات متواترة في وسائل الإعلام المحلية خلال الأشهر الأخيرة، مع الإشارة إلى احتمال تعويضه بالمدرب السابق لنادي الوداد البيضاوي وليد الركراكي.
كما تعرض خليلودجيتش، الذي بدأ مساره مع المغرب صيف 2019، لانتقادات من طرف وسائل إعلام محلية بسبب خياراته التكتيكية وتشكيلة المنتخب، خصوصا بعد فشله في الذهاب بعيدا في بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي أقيمت في الكاميرون أوائل العام الماضي، حيث انتهى مشوار المنتخب عند ربع النهائي على يد مصر (1-2 بعد التمديد).
ولم تنحصر القرارات الاستبعادية للمدرب البوسني بزياش فقط، بل طالت الظهير الجديد لبايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي، لكن الأخير عاد إلى المنتخب في أواخر ماي من أجل المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023.
وكان خليلودجيتش استبعد مزراوي وزياش في المباريات الأخيرة من الدور الثاني للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر، وكذلك مباراتي الدور الحاسم ضد الكونغو الديموقراطية في نهاية مارس الماضي، لأسباب انضباطية.
وقال البوسني في أبريل الماضي إن استدعاء زياش ومزراوي "قصة وانتهت" بالنسبة إليه لأن "اللاعب الذي يرفض التدريب، يرفض اللعب، يدعي الإصابات، بالنسبة إلي قصة منتهية".
خاليلوزيتش والصرامة
في مرة، قال وحيد، وهو يقبل على قيادة باريس سان جيرمان، نهاية التسعينات: "لا أقول إنني سأنجح. ولكني أثق في قوة عملي"، ثم زاد موضحا: "هناك شيفرة داخلية؛ سلوك جماعي على الكل أن ينضبط له، وهو الانتماء إلى المجموعة، وفخر المجموعة، وقيم المجموعة".
ولم يكن الرجل يقول ذلك فقط ليظهر أنه صارم، فينضبط له الجميع. بل كان الكلام يأتي متبوعا، باستمرار، بما يؤكده. فلمرات عاقب لاعبين من العيار الثقيل بسبب تأخرهم عن التداريب. ولمرات تخلى عن آخرين في وقت الحاجة إليهم، لأن سلوكهم بدا أنانيا ولا يحترم المجموعة.
وعلى طول مساره لاعبا ومدربا، شهد كثيرون ممن عايشوه بأنه يدين بالصرامة. فهو لم يتعلم الانضباط الشديد ممن دربوه، بل كان كذلك حتى هو لاعبا. وقال لويك أميس، أحد زملائه في نانط الفرنسي، مرة، إنه جاء إلى الفريق يحمل معه عشقه للدقة في كل شيء.
المسار التدريبي
ولد خاليلوزيتش يوم 15 ماي 1952 ببلدة جابلانيكا بيوغسلافيا، وتحديدا بالجزء البوسني منها. تربى وسط أسرة عمالية، بمستوى عادي جدا. وبينما كان يحلم أن يصير تقنيا كبيرا، إذا به يقلد أخاه الذي كان يلعب لفريق صغير، ثم يصير لاعبا.
ولأنه مجبول على الانضباط، فقد كان يجلد نفسه في التداريب، ويحرص على أن يسعد مدربيه. وهكذا، فقد تألق مع فريقه الأول فليف موستار مهاجما، ثم رحل إلى نانط ليبلغ معه القمة، بحيث فاز معه بالبطولة سنة 1983. وأنهى مساره مع باريس سان جيرمان، في حدود 1987، لينطلق إلى التدريب من فريقه الأول.
فكما لو أنه عاد ليبدأ من نقطة الانطلاقة. وليرد دين فريقه الأول. ثم حمل معه تجربته الدولية الكبيرة، وحماسه التدريبي، ليفوز مع الرجاء الرياضي بلقب البطولة الإفريقية سنة 1987، وبطولة المغرب سنة 1998. ثم إلى ليل، وسطاد رين، وباريس سان جيرمان، وطرابزون سبور، واتحاد جدة أيضا.
وقبل أن يفوز خاليلوزيتش ببطولة كرواتيا مع دينامو زغرب، سنة 2011، درب منتخب كوت ديفوار وتأهل معه إلى مونديال 2010. ثم قضى أربع سنوات تقريبا مع المنتخب الجزائري، حيث تأهل معه هو الآخر إلى المونديال، بل وبلغ به الدور الثاني في دورة البرازيل 2014.
وعرج خاليلوزيتش على اليابان، ثم درب ناديه نانط الفرنسي. وإذا به يأتي هذه المرة إلى المغرب، حيث تعاقد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في غشت 2019، ليعوض زميله هيرفي رونار في قيادة أسود الأطلس نحو أفق جديد.
مقالات ذات صلة
رياضة
عالم
رياضة
رياضة