رياضة
شغب الملاعب .. عنف يلطخ سمعة الرياضة
25/09/2022 - 10:06
يونس أباعليقانون غير مفعل..
في نظر منصف اليازغي، الباحث والمتخصص في الشأن الرياضي، غياب تفعيل القانون أول العوامل التي تنطلق منها هذه الأحداث المسيئة.
كيف ذلك؟ يشرح، ضمن تصريحه لـSNRTnews، أنه في الوقت الذي اعتمدت دول أوروبية سياسات طويلة الأمد، لتستطيع القضاء على الظاهرة، فلا وجود لأي استراتيجية وطنية واضحة، على الأقل للتقليل من الشغب، كما أن القانون 09.09 المكمل لمدونة القانون الجنائي والمتعلق بالعنف الرياضي، "لا يُطبق بشكل كامل، أو فيه فراغات".
يُفصّل اليازغي في الأمر قائلا إن هناك نصا تنظيميا خاصا بإحداث لجان محلية وفق القانون السالف الذكر. ففي فبراير 2016، دفعت أعمال شغب عنيفة إلى عقد اجتماع عاجل، ضمّ وزارتي الشباب والرياضة والعدل والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية وممثلي مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية.
وقد خرج الاجتماع بضرورة الإسراع بإخراج هذا النص "حتى تتمكن هذه اللجان من أداء الدور المنوط بها. وتم الاتفاق على أن تشرف على كل الترتيبات المتعلقة بالمباريات الرياضية". وتساءل الباحث نفسه "أين هو هذا النص، وأين تلك اللجان؟".
القاصرون.. وقود الشغب
رغم أن الاجتماع المذكور أوصى بوجوب إغناء القانون رقم 09-09 بمقتضيات "تمنع القاصرين غير المرافقين من الولوج إلى الملاعب الرياضية، وتحديد مسؤولية أولياء الأمور تجاه تصرفاتهم، مع منع التنقل الجماعي للجماهير خارج العمالات والأقاليم، في حالة ما إذا تبين أن هذا التنقل من شأنه تشكيل تهديد للأمن العام"، إلا أن النص يظل غائبا إلى الآن، رغم مرور حوالي 12 سنة.
في هذا الصدد، يقول اليازغي "عكس ما يعتقده البعض، لا يوجد نص قانوني يمنع القاصرين من دخول الملاعب، بل يقتصر الأمر على بلاغات الجامعة الملكية لكرة القدم وبعض الأندية، ومع ذلك، لا توجد إلزامية في مثل هذه البلاغات".
إضافة إلى هذا، يلفت إلى أنه رغم وجود تقدم في بعض فصول القانون بمنع التحريض على العنف بشكل من الأشكال، لكن، لا يُطبق شيء من هذه الآليات القانونية.
وتابع قائلا "الاستراتيجية الوطنية التي تم طرحها في فبراير 2016 متقدمة على مستوى التدابير التي ستُتخذ، لكن هل يتم تقييمها وهي التي لم يتم تنفيذها بعد؟".
ويشدد اليازغي على غياب أي اهتمام بالعنصر البشري، في خضم كل الذي يتوفر عليه المغرب من منشآت وملاعب وبطولة احترافية، واستقطاب للمدربين والحكام الأفارقة للتكوين. كما يرى أن هنالك مسؤولية يتحملها المنظمون، ابتداء من طريقة دخول الجمهور، إلى الخروج، إذ يخلق التنظيم احتقانا في المدرجات. وتساءل "لماذا نعجز إلى غاية الآن عن تنظيم مباراة في ظروف جيدة، لماذا السماح بفتح الأبواب بعد انطلاق المباراة؟".
تغير العقليات..
يرى عبد الرحيم غريب، المتخصص في التسيير والحكامة الرياضة، أن هناك "تحولا خطيرا" حدث عند تغير فلسفلة فصائل الألتراس، إذ مسها تحول مجتمعي وخرجت عن دورها الراقي، معتبرا أن ذلك بسبب فشل السياسات العمومية وتراجع دور الأسرة ووظيفة الحي ودور الشباب، بحسبه.
هذه الفصائل، يضيف في تصريح لـSNRTnews، بدأت تستقطب تلك الفئات التي رأت أنها لم تجد شيئا من الاهتمام والتأطير، لذلك طرأ تحول كمي وكيفي، بما صعّب التحكم فيها.
وأحال غريب إلى بحث ماستر أنجز قبل حوالي 10 سنوات، يظهر كيف أن علاقة شبابٍ بالألتراس، بعيدة كل البعد عن الرياضة، جنونية، مضيفا: "الخطير أن نسبة وافرة منهم يعانون من فراغ قاتل، يجعلهم يعيشون على إيقاع الاستعداد للتوجه نحو الملاعب، شباب ليس لديهم ما يخسرونه".
وأثار غريب سببا آخر، يتعلق بالشحن الذي تسببه مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب المباريات، لذلك يؤمن هؤلاء بأن المدرجات مكان لـ"الانتقام".
وأبرز أن هؤلاء المثيرين للشغب مقتنعون بألا آفاق لهم، وبأن كل السياسات العمومية فاشلة.
وشدد على أن الملاعب أصبحت فضاء "خارج السيطرة"، بعد سنوات كانت فيها متنفسا اجتماعيا، ينتهي بانتهاء المباراة، أما الآن فيحدث شحن ومشاحنات قبل وبعد اللقاء.
ولا يتفق غريب على أن المقاربة الأمنية وحدها يمكن أن تنجح، إذ يشدد على ضرورة سن مقاربات أخرى، بيداغوجية بالأساس، متسائلا هل تم وضع خطة واستراتيجية للحد من الظاهرة. كما تساءل عن دور الشباب والأسرة والمدرسة، لشباب يبحثون عن بدائل، إلى أن أصبح متمردا في وجه كل شيء، وأصبح ما هو قانوني بالنسبة له مرفوض.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
مجتمع
مجتمع