نمط الحياة
محمد الغاوي.. صوت الغربة والعشق الكادي
04/02/2023 - 21:31
إكرام زايد
ولد الفنان الراحل محمد الغاوي، رحمه الله، سنة 1956 بمدينة سلا، حيث نشأ وترعرع وعاش طيلة حياته. عشق الموسيقى منذ طفولته، إذ انضم في سن السابعة إلى فرقة "الجيل الصاعد"، قبل أن يلتحق ببرنامج "مواهب"، الذي كان يشرف عليه الفنان الراحل عبد النبي الجيراري.
كانت السنوات العشر، التي اشتغل فيها الراحل الغاوي محافظا في استوديو برنامج "مواهب" تحت إشراف عرابه الراحل الجيراري، مقابل أجر ساهم به في تدبير شؤون الأسرة، فرصة التقى فيها عشرات الفنانين المغاربة الذين سيصبحون في سنوات قليلة نجوما للأغنية المغربية العصرية.
اشتغل الراحل مدرسا للتعليم الأولي، ثم السلك الإعدادي، بالموازاة مع ممارسة شغفه بالفن والغناء عبر إحياء الأعراس بداية، قبل أن يسجل سنة 1979 مشاركته في مسابقة "أضواء المدينة"، التي أشرف على تنظيمها المنتج الفني الراحل حميد العلوي، وحظي فيها بجائزة أفضل صوت رجالي عن أداء أغنية "مضناك جفاه" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
أتاح هذا التتويج للراحل محمد الغاوي فرصة تسجيل أغنية بالإذاعة الوطنية، بمصاحبة عزف الجوق الوطني، والتي كانت ثمرة تعاون بين الزجال الراحل علي الحداني والملحن الراحل محمد بلخياط، تحت عنوان "الغربة" سنة 1983، وتعتبر مفتاح شهرته وانطلاقته الحقيقية في مجال الفن.
لأغنية "الغربة" حكاية رواها في مذكراته التي خص بها جريدة "الأحداث المغربية"، وذكر فيها أن مبدع لحنها؛ الراحل محمد بلخياط، استغرق وقتا مهما بحثا عن صوت يليق بقوة كلمات الأغنية التي أبدعها الراحل الزجال علي الحداني، قبل أن يحسم الراحل عبد البني الجيراري الأمر، ويقترح على الملحن اسم الشاب محمد الغاوي، الذي سجل مرورا موفقا في برنامج "أضواء المدينة".
اقتراح لم يحظ بموافقة بلخياط بداية، ليتغير للتو بعد سماع صوت الراحل الغاوي، وهو يطلق العنان لصوته مرددا كلمات "الغربة والعشق الكادي"، التي منحت للشاب تأشيرة الانطلاقة الفنية الحقيقية.
ورغم أن الراحل قدم عشرات الأغنيات بعد رائعة "الغربة"، فإنه لم ينجح في تجاوز نجاحها الساحق، لأنها ظلت الأغنية الأشهر على الإطلاق في مساره الفني، وتغنى بها في سهرات الأقاليم ونظيرتها التلفزيونية والجولات الفنية المنظمة خارج المغرب.
تواصلت مسيرة الراحل بتقديم العديد من الأعمال الغنائية برصيد فني تعدى 80 عملا، تنوع بين ما هو وطني وما هو عاطفية، من بينها: "نحرثوا البلاد"، التي قدمها سنة 1991، و"بالفرحة لقاني" و"سامعني" و"يا قائد البلاد "و"حلاوة العشرة"، وعشرات الأغنيات التي قدمها في فترة امتلأت فيها الساحة الغنائية المغربية بعدد من الأصوات، على غرار عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي وسميرة بنسعيد ومحمود الإدريسي. إذ شارك الراحل مع هاته الأسماء في قافلة التنمية، إضافة إلى عدد من الملاحم الوطنية التي أشرف عليها الراحلان محمد حسن الجندي والطيب الصديقي.
اشتغل الراحل محمد الغاوي مع أهم الأسماء الفنية المغربية في مجالي الكلمة واللحن، على غرار عبد القادر الراشدي وعبد الله عصامي وعلي الحداني وأحمد الطيب لعلج وفتح الله المغاري، وعز الدين منتصر ومحمد بلخياط والطاهر سباطة.
حظي الراحل بعدد من التكريمات طيلة حياته الفنية، إذ احتفت به العديد من المهرجانات الفنية والبرامج التلفزيونية والإذاعية، اعترافا بقيمته ومكانته في ساحة فنية مغربية دون على صفحاتها اسم محمد الغاوي بمداد من ذهب.

مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة