نمط الحياة
مهرجان الحسيمة الدولي للفيلم .. مهنيون يُعددون معيقات وتحديات الصناعة السينمائية بالمغرب
19/11/2023 - 21:39
يونس أباعلي | عمر الورديأجمع مخرجون ومنتجون على أن الصناعة السينمائية بالمغرب تعترضها معيقات عديدة، يتوجب على القائمين على القطاع معالجتها إن كان هناك مرادٌ للارتقاء بها وبمن يشتغلون بها وعليها.
وتقاطعت مُعظم تدخلاتِ منتجين ومخرجين وممثلين، جمعتهم مائدة مستديرة اليوم الأحد 19 نونبر 2023 بالحسيمة، في نقط تطفو على السطح دائما بحسبهم، تتعلق بالتمويل وطرق صرفه ومواكبة المخرجين الشباب ومدى توفر العدد الكافي من القاعات السينمائية وهل المجتمع يتلقى تربية ليُقبل على السينما.
ويتفق الجميع، في اللقاء المُبرمج ضمن فعاليات مهرجان الحسيمة الدولي للفيلم، على أن القاعات السينمائية الموجودة غير كافية، وأنه يتوجب ليس فقط رفع عددها بل توزيعها بشكل عادل بين الجهات لتصل الصناعة السينمائية إلى كل الشرائح.
أما ما يتعلق بالدعم، فاختلفوا بين من يرى أنه يتوجب على المخرج، إن كان بمقدوره، صرف المال من جيبه إن أراد إنجاح فيلمه وألا ينتظر دعم الدولة، فيما يرى البعض أن الدعم الذي يتم صرفه يُحرم منه كثيرون لأنه لا يصل إلى الجميع، كما أن طرُق صرفه تمنع ذلك.
المخرجة فاطمة علي بوبكدي أشارت، في تصريحها لـSNRTnews، إلى أنه يتوجب رفع عدد القاعات السينمائية لأن الخصاص يترك إحساسا بأن السينما لم تعد تمشي بوتيرتها السابقة، مشددة على أن هناك أملا للنهوض بها من جديد عن طريق الطفل وتشجيع المبدعين والمخرجين وأصحاب القاعات.
وقالت إنه يتوجب تنشيط العلاقة بين الجمهور والسينما، لأن الجمهور بحسبها هو المستثمر، على اعتبار أن خلق مدخول يُشجع على الاستمرار في إنتاج سينمائي ذو المستوى.
وركزت على أهمية التربية الثقافية السينمائية، انطلاقا من الطفل الذي سيمكنه هذا من التعرف على طقسِ السينما وبالتالي يجب إدراجها في المقررات الدراسية لتحفيزه على الإبداع أيضا.
المخرج والمنتج رشيد الوالي يرى أن أول العوائق هي طرق الدعم وغياب متابعة وتشجيع الأعمال التي يتم إنتاجها بشكل خاص.
وانتقد في تصريحه لـSNRTnews تقديم دعم ضخم لفيلم مازال على الورق مقابل دعمٍ قليل لفيلم تم إنتاجه، مؤكدا أن هذا الأمر موجود، واصفا إياه بأنه "مهزلة خصوصا أن القانون المنظم يفرض تقديم دعم للفيلم المنتج أولا قبل الفيلم الذي سينتج لكي يتم تشجيع الإنتاج، وليس تصيد الدعم".
وثمّنَ الوالي إمكانية دعم المخرجين الشباب في أعمالهم الأولى، لكن اعتبر أنه يتوجب إعادة النظر في هذه النقطة لأن هناك قوانين لم يتم تحيينها ويضيع بسبب ذلك مخرجون.
وشدد على أن هناك مدنا لا تتوفر فيها قاعات السينما، وطالب بتوفير تذاكر مناسبة وأن يصل الممثلون إلى المدارس لتشجيع الناشئة على مشاهدة الأفلام السينمائية باعتبارها جمهور الغد.
المخرج السينمائي مصطفى فرماتي يرى أن هذه الفئة التي ينتمي إليها تتغذى من مجتمع لديه ثقافة سينمائية لا تقتصر على النخبة فقط، بل تسري في جميع أوصال المجتمع بطبقاته.
وأعتبر، في حديثه مع SNRTnews، أنه في الوقت الذي تنصب النقاشات على التمويل والتذاكر والقاعات التي يتراجع عددها، لا يتم التطرق لمشكل التربية على السينما، شارحا أنه لكي يبدع المخرج والمنتج والسيناريست يتوجب التوفر على قاعات سينما في جميع المناطق، ولكي تكون يتوجب التوفر على جمهور، ولا جمهور بدون تربية.
في نظره التربية على السينما هو مشروع دولة، بدءا من وزرة التربية الوطنية حيث أكد أن المقررات تغيب عنها السينما وأن الخزانات المدرسية فقيرة أيضا من السينما، مؤكدا على ضرورة تقوية عدد ودور السينما، وإدخال السينما في الحياة اليومية للفرد.
وانتقد غياب القاعات السينمائية في المشاريع العقارية لتكون إلى جانب مراكز التسوق والمدرس وغيرها.
وبخصوص الدعم، الذي تختلف حوله رؤى مخرجين ومنتجين، يرى فرماتي أن سياسة دعم الإنتاجات السينمائية "خاطئة"، إذ في نظره حذف هذا الدعم سيربط نجاح الفيلم السينمائي بالشبابيك وبالتالي سيتم رفع قيمة الأعمال والمنتج سيجد نفسه أمام تحدي إنتاج عمل ذو قيمة وفي المستوى مادام مرتهنا بالتذاكر.
وأضاف أنه من الوجب دمقرطة الدعم السينمائي، مشير إلى أن مخرجين شباب تألقوا في مهرجانات دولية وبالتالي يفرض هذا الأمر إيجاد آلية لدعمهم كإحداث صندوق خاص لدعم الأعمال الأولى، أو دعم المخرج في حدود الأفلام الثلاثة له.
من جهتها، شرحت الأستاذة الباحثة نادية المهيدي أن إشكالية تمويل السينما أحدثت تطورات جذرية في علاقة وهوية السينما بالتلفزيون.
بحسبها، السينما لا تعيش دون مصادر تمويل قادمة من التلفزيون، مستحسنة الأمر لأن التلفزيون في نظرها يستفيد من برمجة الأفلام السينمائية.
في المقابل، كما تضيف في تصريحها، "عندما تحضر السينما في الشاشة الصغيرة فهي تأتي بسبُل اشتغالٍ وطرق تعامل مع الصورة وتأتي باقتراحات وتيمات جديدة للتلفزيون، أي تكون هناك جدية وجرأة وترقي في مستوى الثقافة السينمائية وثقافة الصورة والرؤية الإخراجية".
وأكد أن دَورُ السينما ضئيل في تمويل مشاريع وضخ دماء على مستوى الاجتهاد في الكتابة والإخراج.
وقالت "نعيش فترة مفصلية، إذ يمكن الآن أن تصور فيلما سينمائيا بكاميرا هاتف ذكي، وهذا خلق رجة على مستوى هوية المنتوج السينمائي".
وخلصت إلى أنه "لتدارك الواقع هناك حلول، منها ما هو أفقي يمتد إلى مجال التربية الوطنية وأيضا إلى المستثمرين في المجال، عبر خلق الولوجيات إلى قاعات السينمائية، وهذا ينطلق من صُناع الصورة المفروض عليهم الرقي بالذوق الجماعي وحب السينما وحب المواضيع الجادة لرد السينما إلى مسارها الصحيح مع التلفزيون لكن بهوية سينمائية".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة