فن و ثقافة
أزمة "كورونا" تعمق من معاناة بائعي الكتب المستعملة
27/10/2020 - 15:18
حليمة عامريعاني بائعو الكتب المستعملة بالدارالبيضاء من وضعية متأزمة، نتيجة للركود الاقتصادي الذي سببه التوقف عن النشاط التجاري، جراء إجراءات الحجر الصحي.
يمني بائعو الكتب المستعملة النفس على تسويق مخزون ماتبقى من الكتب المدرسية خلال، هذه الفترة، بعد توقف أنشطتهم لشهور.
طوال سنوات اشتغاله كبائع للكتب، اعتاد "لحسن" (39 سنة)، على أن "يكون هناك إقبال كبير من لدن الناس على الكتب المستعملة، لكن هذا الموسم استثنائي بكل المقاييس، فالإقبال ضعيف للغاية والأجواء الصحية بالعاصمة الاقتصادية لا تساعد على خلق رواج تجاري".
فائض في المخزون
أوضح لحسن، في تصريح لـ"SNRTnews"، أنه أمضى فترة الحجر الصحي في تخزين الروايات والكتب والكتب المدرسية، التي لم يتم تغييرها هذا العام، حيث يشتكي "عدم تسويق الكتب التي لم يتم تسويقها العام الماضي، إضافة إلى التغييرات الحاصلة بشأن الكتب المدرسية الخاصة بمجموعة من المستويات".
وأبرز أن أغلب طلبات الكتب، التي يتلقاها حاليا، ترتبط بالطلب على المقررات الدراسية، فيما تعرف مبيعات الكتب والروايات تراجعا كبيرا، مسترسلا "بالنسبة للناس الذين يبحثون عن الثقافة العامة، فهم محسوبون على رؤوس الأصابع".
تأثير "كورونا"
ألقت جائحة "كورونا" بظلالها على القدرة الشرائية لعدد من الأسر المغربية، حيث أوضح بائع الكتب ذاته أن "المشاكل المالية للأسر المتأثرة بالأزمة الصحية الناتجة عن انتشار فيروس 'كورونا'، انعكست على نسبة مبيعات المقررات والكتب، وتلح أغلب الأسر على منح تسهيلات لها، بخصوص اقتناء اللوازم المدرسية لأطفالها".
وأكد أن "هذا الأمر جعل الطلب على اللوازم المدرسية، بخاصة تلك المقررات الخاصة بالمدارس الخاصة، شبه منعدم، ما جعلنا نتكبد خسائر مالية"، مشيرا إلى أن "هامش الربح بالنسبة للموزعين محدد أساسا في 5 بالمائة".
غياب المعرض السنوي
من جهته، أوضح يوسف بورة، رئيس جمعية بائعي الكتب المستعملة بالدار البيضاء، أن بائعي الكتب المستعملة يمرون بمرحلة جد صعبة، مسترسلا "نحن نعيش أوضاعا كارثية، لم نعش مثلها من قبل".
وأكد أن "أغلبية الكتبيين استثمروا في الكتب، قبل تفشي جائحة كورونا، حيث اشتروا كمية كبيرة من الكتب المستعملة، بغية تسويق مخزونهم بداية من هذا العام، وعرضها بمعرض الكتاب المستعمل، الذي ينظم خلال كل سنة بالبيضاء، مشيرا إلى أنه "هناك من قام باستثمار رأس ماله في هذه الكتب، بينما فضل آخرون الاقتراض من الأبناك، ليتفاجؤوا في ما بعد بفرض الحجر الصحي بالمغرب".
ويشدد على أنه "هناك فرق كبير بين وضعية بائع الكتب المستعملة خلال فترة السبعينات والكتبي خلال القرن 21"، حيث تضرر أكثر من 90 بالمائة من الكتبيين خلال هذه الأزمة".
وكشف المتحدث ذاته أنه "قام بمراسلة وزير الثقافة، من أجل إيجاد حلول مناسبة لهذه الفئة من الكتبيين، في ظل غياب الدعم الذي كانت تقدمه الوزارة من أجل معرض الكتاب المستعمل، إلى أنه لم يتلق أي جواب"، على حد تعبيبره.
وينتظر رئيس جمعية بائعي الكتب المستعملة من وزارة الثقافة إيجاد صياغة مناسبة للخروج من هذه الأزمة من أجل طي صفحة "كورونا" وإعادة الإقلاع.