اقتصاد
من الكسكس إلى العسل .. المناخ همّ ثقيل يؤرق تعاونيات فلاحية
26/04/2024 - 21:05
محمد شافعي | مصطفى أزوكاحلم تسلم التعاونيات الفلاحية بالمغرب من تأثيرات الجفاف. فقد تراجع العرض من المواد الأولية وارتفعت تكاليف الإنتاج، ما أفضى إلى زيادة أسعار البيع.
يجمع مسؤولون عن تعاونيات فلاحية مشاركة في الملتقى الدولي للفلاحة، المنعقد بمكناس بين 22 و28 أبريل الجاري، على استحضار التغيرات المناخية، التي تجلت في المغرب في توالي سنوات الجفاف، بما كان لها من تأثير على المحاصيل وتكاليف الإنتاج والأسعار التي يتحملها المستهلك.
تبدي رئيسة التعاونية النسوية تيماتين للورد العطري قلعة مكونة، رقية أبواطالب، الكثير من القلق عندما تتحدث عن تأثيرات التغيرات المناخية على نشاط التعاونية المتخصصة في تقطير الورد.
تؤكد أبوطالب أن التعاونيات عانت من تراجع إنتاج الورد العطري بقلعة مكونة بحوالي 50 في المائة في بعض الضيعات، ما يؤثر على السعر الذي تتحمله التعاونية، حيث تشتري الكليوغرام الواحد بحوالي 30 درهم بعدما كان في حدود 20 درهم.
تشير إلى أن تكاليف الإنتاج التي تتكون من سعر المادة الخام والنقل وأجور العاملات اللواتي يتولين عملية التقطير، تفضي إلى ارتفاع سعر البيع للمستهلك، الذي يتراجع الطلب الذي يبديه على الورد العطري المقطر.
لا تختلف الحضري فاطمة، نائبة رئيس تعاونية « المصداقية » المتخصصة في إنتاج الكسكس، عن رقية أبوطالب، في تقديرها لتأثير قلة التساقطات المطرية على نشاط إنتاج الكسكس التي توفر منه التعاونية أصنافا مختلفة.
تتمنى أن يأتي محصول القمح الصلب الذي يستخرج منه الكسكس العادي والكسكس بالأعشاب والتوابل، مختلفا عن الإنتاج المسجل في العام الماضي. فقد أفضت قلة المحصول في العام الفارط إلى لجوء التعاونية كلية إلى التزود من عند الفلاحين بعدما كانت تعتمد، بشكل خاص، على المادة الأولية التي توفرها النساء أعضاء التعاونية.
وتؤكد على أن ضعف المحصول رفع سعر القنطار الواحد من القمح من حوالي 350 درهم إلى 700 درهم، الشيء الذي انعكس على سعر البيع للمستهلك بالنسبة للكسكس العادي من 10 دراهم إلى 15 درهم. كما لم يسلم الكسكس بالأعشاب والتوابل من الزيادة في أسعاره.
يتطلع سعيد زعيمي، رئيس مجموعة النفع الاقتصادي للمنتجات المحلية » وليلي »، إلى أن تأتي الحرارة والرياح بمستوى مسعف لزيتون هذا العام، معبرا عن الأمل في تهطل الأمطار في الخريف بكميات تتيح تعظيم إنتاج الزيتون.
يذهب إلى قلة الأمطار تسببت في العام الماضي بانخفاض الإنتاج الذي توفره التعاونيات لمجموعة النفع الاقتصادي بحوالي 50 في المائة، حيث أن المجموعة لم تتمكن من تأمين حاجياتها إلا عبر التعاونيات التي يقوم إنتاجها على السقي.
ويذهب إلى أن ضعف المحصول الذي تأثر بالحرارة ورياح الشركي في مرحلة نمو الثمار، تتسبب في ارتفاع أسعار زيت الزيتون في السوق المحلية من حوالي 50 درهما إلى أكثر من 100 درهم.
تعدت تأثيرات المناخ إلى إنتاج العسل بالمغرب. هذا ما يؤكده عبد الله الصغير، عضو تعاونية مناحل "الفالو" من منطقة سيدي إفني. فالجفاف لم يسمح بتوفير النباتات المنتجة للرحيق.
يؤكد الصغير أن الإنتاج في المنطقة التي جاء منها كي يعرض منتوجات التعاونية بالملتقى الدولي للفلاحة، تراجع بحوالي النصف، ما انعكس على الأسعار، لكنه لا يخفي سعادته بالإقبال الذي يبديه زوار المعرض على منتوجاته.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد