اقتصاد
التأمين .. التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية مخاطر تشغل الشركات بالمغرب
19/04/2024 - 15:51
مصطفى أزوكاح
تصنف التغيرات المناخية والتطورات التشريعية والتنظيمية والمخاطر البيئية، ضمن الانشغالات الجديدة التي تستحضرها الشركات في المغرب، وهي ذات المخاطر التي أضحت، بالإضافة إلى تلك المرتبطة بالهجمات السيبرانية وتوقف النشاط، تؤرق الشركات عبر العالم وتسعى إلى التحوط في مواجهتها.
تلك من أبرز النتائج التي توصل إليها مقياس" أليانز للمخاطر"، وهي دراسة سنوية تنجزها Allianz Commercial بمساهمة الشركات والمتخصصين في التأمين، حيث بلغت هذه السنة نسختها الثالثة عشرة، وعرفت على الصعيد العالمي مشاركة 3 الاف مشاركًا من 92 دولة، يمثلون 24 قطاعا.
ويستفاد من الندوة الصحفية التي نظمتها "أليانز المغرب" أمس الخميس بالدار البيضاء، أن المخاطر التي تستحضرها الشركات في المغرب، تعكس، بشكل عام، تلك المعبر عنها عبر العالم، فقد توصل البارومتر الذي استطلع آراء الشركات عبر العالم، أن المخاطر السيبرانية أضحت على رأس الانشغالات في العام الحالي، متبوعة في المركز الثاني، بالتخوف من توقف النشاط، والكوارث الطبيعية وتطور الإطار التشريعي والتنظمي، ثم تطور الإطار الماكرو اقتصادي والحرائق، والتغيرات المناخية والمخاطر السياسية، زيادة على تطور السوق والخصاص على مستوى الكفاءات.
وتجلى أن تطور الإطار التشريعي والتنظيمي والكوارث الطبيعية، يأتيان على رأس المخاطر التي تتخوف منها الشركات بالمغرب في العام الحالي، متبوعة بالمخاطر المرتبطة بالهجمات السيبرانية والحرائق.
وتستحضر الشركات بالمغرب كذلك، التغيرات المناخية التي تأتي في المرتبة الخامسة ضمن المخاطر المحدقة، يليها التخوف من تتوقف النشاط والتطورات التي قد تعرفها السوق.
وتتخوف الشركات المستطلعة آراؤها من الأعطاب التي قد ترتبط بالكهرباء أو البنيات التحتية الحساسة، كما تتحسب تلك الشركات من المخاطر البيئية وعدم القدرة على السداد.
ويلاحظ هسشام بن سعيد علوي، المدير العام المسؤول عن الجانب التجاري ب"أليانز المغرب"، أن المخاطر الرئيسية التي تستحضرها الشركات المغربية، تنسجم مع تلك التي تشغل الشركات على الصعيد الدولي، حيث أن الكوارث الطبيعية والمخاطر الإلكترونية تتصدر الترتيب.
ويوضح أنه بعد الزلزال الذي عرفه المغرب في شتنبر الماضي، أضحت الشركات أكثر وعيا بأهمية التحسب لهذا النوع من المخاطر.
وذهب إلى أن احتلال تطور الإطار التشريعي والتنظيمي للمركز الأولى ضمن المخاطر التي تشغل الشركات، يجد تفسيره في التغيير الذي طال قانون آجال الأداء، وكذلك التغييرات التي همت الضريبة على القيمة المضافة عبر قانون مالية العام الحالي.
ويتجلى عند تناول باتريك تيلز، المدير العام لـAllianz Commercial لمنطقة فرنسا وأفريقيا والشرق الأوسط، لانشغالات الشركات على الصعيد العالمي أن المخاطر السيبرانية تأتي في مقدمة التصنيف، متبوعة بالتخوف من توقف النشاط، بينما انتقلت الكوارث الطبيعية من المركز السادس إلى المركز الثالث، بعد عام قياسي من الظواهر الجوية القصوى والكوارث الطبيعية.
ويعتبر تيلز أن توقف النشاط يبقى الهاجس الأكبر لدى الشركات التي يتوجب عليها تعزيز وسائل الصمود وتنويع سلاسل التوريد عبر العالم، معتبرا أن السبب الرئيسي لتوقف النشاط يتمثل في المخاطر السيبرانية، متبوعة بالكوارث الطبيعية، كما أن الحرائق والانفجارات تحتل مركز مهما ضمن المخاطر التي قد تتسبب في توقف النشاط وإرباك سلاسل التوريد.
جاء استعراض مقياس" أليانز للمخاطر"، في سياق تقديم أليانز لنتائجها للعام الماضي، حيث أفاد مسؤولو الشركة أن رقم معاملات الشركة على غير الحياة، ارتفع بنسبة 14 في المائة، مقارنة بنتائج السوق التي بلغت حوالي 6 في المائة.
ويعود هذا الارتفاع إلى التطوير المستمر للتأمين على الشركات، حيث سجل نموا بنسبة 21 في المائة، والتأمين على السيارات الذي ارتفع بـنسبة 10 في المائة.
وأوضح عماد الدرمون، المدير المالي للشركة أن " الفضل في تحقيق هذا النمو الاستثنائي يعود بشكل أساسي إلى الديناميكية التي تتميز بها شبكة أليانز والتحول العميق في مسار تجربة الزبناء وتعزيز الثقة بين الشركة وشركائها التجاريين المختلفين".
وأكد على أن :" أليانز المغرب تعتزم متابعة مسارها التنموي من خلال توطيد شبكتها وتعزيز شراكاتها وإعادة تصميم رحلات الزبناء وتحسين عروضها وتحويل أنظمتها المعلوماتية".

مقالات ذات صلة
اقتصاد
عالم
مجتمع
اقتصاد