مجتمع
البكالوريوس.. تحدي التأقلم مع النظام الجديد
26/06/2021 - 09:31
حليمة عامراختار سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم والبحث العلمي، خمس جامعات المغربية، فقط، من أصل 12، من أجل تنزيل نظام البكالوريوس، خلال الموسم الجامعي المقبل 2021/2022، ويتعلق الأمر بكل من جامعات الدار البيضاء وسطات، ومراكش، والقنيطرة، وبني ملال، في انتظار تعميمه على باقي الجامعات.
مرحلة تجريبية
كشف ياسين المفقود، أستاذ شعبة القانون الخاص والمكلف بإدارة قطب دراسات الدكتورة في العلوم الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بكلية الحقوق بسطات، والتي هي من بين الجامعات الخمسة، التي ستنزل هذا النظام التعليمي، أن نظام البكالوريوس لن يكون شبيها بالنظام القديم، حيث سيتم إضافة بعض المواد الجديدة المتعلقة بالكفايات الحياتية، واللغات، والمهارات العلمية والعملية.
مشاكل بيداغوجية
أبرز المفقود عن بعض المشاكل التي تعترض بيداغوجية عمل الأساتذة، داخل جامعة سطات، منها مقاربة تنزيل هذا النظام، التي تطرح العديد من الأسئلة.
ويشدد على أنه "لا ينبغي تنزيل هذا النظام التعليمي، حتى تكون للوزارة الوصية على القطاع دراسة معمقة حوله، ويتم إشراك جميع الفاعلين، الذين هم الأساتذة، باعتبارهم هم المعنيون، بالدرجة الأولى، بتطبيق هذا النظام".
ويقول إنه "في الدراسات القانونية، على سبيل المثال، من الصعب تنزيل هذا النظام، لأن قضية ترتيب المواد، حسب الاقتراح الذي جاءت به الوزارة، غير واضحة، وينبغي مراعاة ذلك التسلسل المنطقي للمواد، الذي كنا نعمل به سابقا".
ويضيف "السنة الأولى، والثانية والثالثة، من شعبة القانون، تم إلزامها، بمواد معينة، في حين تم استثناء السنة الرابعة، من المواد التي قمنا ببرمجتها، لذلك فهذا النظام، لا يحترم طبيعة المواد، وتجانسها مع تلك المنظومة".
نظام قديم بروح جديدة
من أهم المستجدات التي جاء بها النظام الجديد، إضافة سنة رابعة إلى سنوات الإجازة الثلاثة، وتعديل الهندسة البيداغوجية عبر السنوات، بجعل السنة الأولى من التعليم الجامعي "سنة تأسيسية"، "ووضع نظام أرصدة قياسية للحفاظ على المكتسبات"، وكذا "إدراج نظام إشهاد في بالخصوص في اللغات الأجنبية"، إضافة إلى "إدماج الكفايات الذاتية والحياتية بالهندسة البيداغوجية".
ويُعنَى نظام البكالوريوس بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، فقط، والتي هي كليات الآداب والعلوم الإنسانية، كليات الحقوق والاقتصاد والتدبير، حيث يعتبر المفقود أنه سيتم الرجوع إلى مواد التدريس بالنظام القديم، لكن بتكريس مقتضيات ومضامين القانون الإطار، والمسألة المتعلقة بتدريس اللغات داخل الجامعات.
ولا يشاطر فوزي بوخريص، رئيس شعبة علم الاجتماع بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، ما ذهب إليه الأستاذ ياسين المفقود، بخصوص طريقة تنزيل مقتضيات هذا النظام التعليمي الجديد، حيث يؤكد أنه سيحاول استدراج النواقص التي توجد في نظام LMD (إجازة-ماستر-دكتوراه)، وسيضيف إلى النظام التعليمي، مسألة الأرصدة العلمية، التي لم تكن في النظام القديم، أي أن كل شهادة سيقابلها مجهود ورصيد معين من النقط، بالإضافة إلى الانفتاح على اللغات.
انخراط جميع الفاعلين
يشير بوخريص أن هذا النظام انطلق بجامعة ابن طفيل، منذ مدة، لكن بسبب الجائحة، تم توقيفه، والآن، فالوزارة الوصية على القطاع، عازمة على استئناف مسيرة إصلاح وتنويل هذا النظام، وآخر ما أصدرته الوزارة هو أنه سيبدأ تدريجيا، بمجموعة من الجامعات كنماذج، لتنزيل هذا النظام، في أفق أن يتم تعميمه على باقي الجامعات الأخرى.
ويفيد أنه عندما تكون الجامعة معنية، فجميع الشعب، ستقوم بالانخراط في هذا التصور والإصلاح البيداغوجي الجديد.
من جهته، أوضح لحسن أبو عبد القادر، أستاذ علوم التربية، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أن مسألة تعميم نظام البكالوريوس على جميع الجامعات المغربية، تتعلق حاليا، بجاهزية هذه الجامعات، ونظام وخطة عمل الأساتذة والإداريين، ومختلف العاملين بالجامعة.
ويضيف المتحدث ذاته "ينبغي فقط التجهيز جيدا لطريقة تكوين الطلبة، لأن هذا النظام جديد على المغرب، لأن مسألة تنزيله هي مسألة بيداغوجية فقط".
ويحمل نظام البكالوريوس عددا من المتغيرات، أبرزها طرق التقييم، التي ستعرف هي الأخرى تعديلا، حيث سيتم تعميم الاقتصار على تنظيم الدورات الاستدراكية وعقد المداولات نهاية السنة، بدل نهاية كل فصل، بكل المؤسسات الجامعية (يعمل بهذا النظام في العديد من المؤسسات ذات الولوج المحدود)، من أجل الحد من هدر الزمن الجامعي.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
إفريقيا
إفريقيا