اقتصاد
الجفاف و"كورونا" يربكان نشاط التعاونيات المنتجة للأركان
18/02/2021 - 11:30
حليمة عامرتراجعت مداخيل التعاونيات الفلاحية المنتجة للأركان، خلال هذا العام، حسب نجمة إرغن، رئيسة تعاونية نجمة الأركان بمنطقة سوس، بنسبة 50 في المائة، بالمقارنة مع العام الماضي، وتغيرت خطط عملها.
وذكرت إرغن أن إنتاج فاكهة الأركان جد ضعيف هذا العام، حيث تراجع بسبب الجفاف الذي عرفه المغرب في العام الماضي، لينعكس ذلك على المواد التي يتم استخراجها منه.
وأضافت أن غلاء سعر الأركان انعكس سلبا على عمل التعاونيات، التي تعمل على استخلاص زيت الأركان ومشتقاته، ودفع بالعديد منها إلى البحث عن سبل أخرى، لتغطية حاجيتها، حيث تعمل التعاونية حاليا، على تسويق المواد المستخرجة من السمسم واللوز.
وتغطي غابة الأركان حوالي 800 هكتار من التراب الوطني، وهو ما يمثل قرابة 71 بالمائة من الغطاء النباتي بمنطقة سوس.
ويستغل الأركان لاستعمالات متعددة، حيث تشكل غابة الأركان مجالا للرعي لفائدة السكان، كما أن خشبها يستعمل كوقود للتدفئة والطبخ، ويستعمل كذلك كهياكل لدعم البنايات التقليدية، أما فاكهتها فتستعمل لإنتاج زيت الأركان الذي يعتبر من أجود الزيوت الطبيعية ذات الفوائد المختلفة.
وتعمل تعاونية نجمة الأركان على استغلال هذه الفاكهة لاستخراج الصابون والزيوت التي تستعمل في المجال الصحي ومجال التجميل.
وتعد التعاونية النسوية "تاركنين" من التعاونيات النشيطة في مجال صناعة زيت الأركان وتسويقه إلى الخارج، حيث تقوم النساء اللواتي يعملن بها، بتكسير الأركان، من أجل إنتاج زيت الأركان ومستحضرات التجميل طبيعية مئة بالمئة بأساس زيت الأركان، وكانت تطمح إلى دخول مجال التصدير وكذا توسيع نطاق عملها ليشمل مناطق أخرى من المغرب.
وتعثر نشاط هذه التعاونية، بعض الشيء خلال هذه السنة، بسبب غلاء سعر فاكهة الأركان، التي تعد المادة الأولية، التي يتم من خلالها استخراج مختلف مشتقات الأركان، مما انعكس على عملية تسويق المنتوج المحلي لمختلف المناطق المغربية، بعدما كانت تتعايش عليه مختلف النساء العاملات في هذا المجال.
وكشفت رئيسة التعاونية، "خديجة"، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن ثمن الكيلوغرام الواحد للـ"زنين"، حبة الأركان، التي يستخرج منها الزيت وبعض مواد التجميل، وصل خلال هذه الأزمة إلى 90 درهما، بعدما كان سعره في السابق 50 درهما فقط.
وتشرح المتحدثة ذاتها أن الأركان قبل أن يصل إلى مرحلة تحوله للزيت، يمر عبر عدة مراحل، حيث يخضع في البداية للتحميص، بعد التقشير، لينقل إلى وحدات للعصر واستخراج الزيت الصافي والطبيعي.
وقبل حفظ الزيت في خزانات معدنية غير مسربة للضوء، يخضع للمراقبة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وبغض النظر عن هذه التحديات التي باتت تواجها جميع التعاونيات العاملة في هذا المجال، تطمح "تاركنين" إلى الرفع من مردوديتها بكل الوسائل الممكنة، حيث تحاول رئيسة التعاونية خلق فروع لها في كل المناطق المغربية، إلا أن أزمة "كورونا" منعتها من ذلك، حيث كانت تنوي إنشاء محلات تجارية تحمل اسم التعاونية، لخلق علاقة مباشرة مع المستهلك.
يشار إلى أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، قام هذا الأسبوع بزيارة إلى إقليم شتوكة آيت باها، ركزت بشكل ملموس، على تتبع المشاريع التي تم إطلاقها على مستوى الإقليم في إطار مخطط المغرب الأخضر، كما ينتظر إطلاق مشاريع جديدة للتنمية الفلاحية والقروية لهذه المنطقة، تندرج في إطار استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030".
وهكذا، تم تطوير 6 أنواع جديدة من الأركان وإدراجها في الكتالوج الرسمي. حيث ستمكن هذه الأصناف من تحقيق أداء زراعي ومردودية من حيث الإنتاجية والجودة، لاسيما زيوت الأركان.
وفي هذا الصدد، قام أخنوش بإطلاق أشغال تحويل غرس الأركان إلى الأركان الفلاحي على مساحة تصل إلى 406 هكتار على مستوى جماعتي بلفاع وآيت مليلك.
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد