الساعات الذكية .. طبيب في معصمك

كم الساعة؟ كيف هو نبض قلبي؟ وما نسبة السكر في دمي؟ بالإضافة إلى العديد من الأسئلة صار بإمكانك طرحها على ساعتك الذكية بكل سهولة لتشخص حالتك الصحية في الحين.

فما مدى دقة هذه التشخيصات الطبية، التي تقدمها الساعة في معصمك؟ وهل بإمكانها الحل مكان طبيبك الخاص؟ 

إذا كنت في حاجة إلى من يراقب سلوكك وعاداتك اليومية السيئة، كالجلوس لمدة طويلة أمام الحاسوب أو التلفاز، فلعل ساعة " Apple Smartwatch Series 6" أو"Fitbit Smartwatch"، حسب مصمميها، هي الحل.

ستنبهك الساعة بعاداتك الصحية السيئة وتنصحك بشرب الماء والقيام بحركات رياضية لتعزيز دورتك الدموية، كما ستراقب جل تحركاتك اليومية وساعات نومك، إضافة إلى عدد خطواتك، لتقوم بدراسة نمط عيشك واقتراح بعض من السلوكيات الصحية التي من شأنها تحسين جودة حياتك.

كما أنه وحسب ما تروجه الشركات المصنعة، بات بإمكان الساعة الذكية قياس نسبة السكر والأكسجين في الدم والكشف عن أعراض القلق والأرق، بفضل مستشعرات دقيقة تعمل على تحليل نبضات القلب والذبذبات الكهربائية السائرة على مستوى الجلد  electrical activity in the skin.

في هذا الخصوص يرى الطبيب والباحث، الطيب حمضي، أن تكنولوجيا الساعات الذكية هدفها هو "تسهيل عمل الطبيب، وتسهيل الولوج إلى التشخيص الطبي السريع"، مضيفا أن هذه التقنيات الحديثة تدخل في إطار "التشخيص عن بعد".

وفي نفس الوقت، ينصح الباحث بعدم التوكل بشكل كلي على تشخيصات هذه الساعات، قائلا "يستحيل الاعتماد 100% على الساعات الذكية. ولا يجب ان نسمح لها باتخاذ قرارات تخص صحتنا"، لأنه "لا للثقة العمياء في الروبوتات والذكاء الاصطناعي".

كما يؤكد حمضي، على أن هدف الساعات الذكية يكمن فقط في "توفير عناصر التشخيص" لكونها تعمل اساس على مقاربة بعض الأعراض الجسدية للشخص مع اعراض مرضية اخرى تدخل ضمن برنامجها النظامي، وليس "للحل مكان الطبيب".

وحسب المتحدث ذاته، فإن تكنولوجيا الساعات الذكية ترمي إلى " دمقرطة الوصول الى العلاج" و"مساعدة المريض ماديا وزمنيا"، حيث أنها ستقلل من بعض الزيارات الطبية "المكلفة" والطويلة.

كما يتوقع حمضي، انخفاض أسعار الساعات الذكية التي يتراوح ثمنها حاليا من 4000 الى 6000 درهم، أو أكثر، قائلا " العالم يمشي في اتجاه الرقمنة وستصير الساعات الذكية في متناول الجميع".

عبد الله خلوقي - صحافي متدرب