رياضة
السكتيوي.. زعيم "عصر النهضة" البركانية
25/10/2020 - 21:25
صلاح الكومريطارق السكتيوي، ابن مدينة فاس، حيث شرب سلوك الالتزام والانضباط في دروب المدينة العتيقة منذ ولادته في 13 ماي 1977، وجد ضالته المهنية في بركان، ونجح بامتياز في العمل سائسا لخيول النهضة، إذ أمسك بلجام قيادة الفريق، وزرع فيه روح العدو مع الكبار، وضبط جموحه على إيقاع الالتزام والتضحية نكران الذات، وأطلق له العنان ليصهل صعودا إلى القمة.
حين أمسك طارق الستكتيوي بلجام قيادة فرسان بركان، في 19 شتنبر 2019، شكك قلة من محبي الفريق في نجاحه، بل إن منهم من وصفه بـ"المبتدئ". لم يلتفت السكتيوي إلى ذلك، لأنه تعلم، منذ كان لاعبا في أوروبا لمدة 10 سنوات، أن ينظر إلى الأمام فقط، وأن يعمل بجد واجتهاد على تخطي الحواجز التي تقف أمامه، ومن أصعب هذه الحواجز فئة قليلة سترميه بالحجارة وتحاول عرقلته في طريقه نحو تحيق أهدافه.
حسب أحد المقربين منه، ففي أول حصة تدريب يقودها السكتيوي لنهضة بركان، أخبر اللاعبين أنه لم يأت إليهم لكي يعلمهم، بل لكي يتعلم منهم، قال لهم: "أنا هنا لكي أضع يدي في أيديكم، لكي نكون معا متحدين، أريد أن أتعلم منكم، لأنكم تملكون طاقة كبيرة عليكم بتفجيرها لتحصدوا ما نطمح إليه جميعا".
في ظرف سنة واحدة، نجح طارق السكتيوي في جعل نهضة بركان فريقا تنافسيا يسير في الطريق الصحيح، قاده للمنافسة على لقب الدوري الوطني للمحترفين بكبرياء وأنفة، بحيث صار يحسب لفرسان بركان ألف حساب من باقي المنافسين، ونجح، أيضا، وبامتياز، في قيادة النادي إلى قمة منافسة الكونفدرالية الإفريقية.
طارق السكتيوي، الأخ الأصغر للمدرب عبد الهادي السكتيوي، هادئ، يتحلى بالرزانة والانضباط، ويدرك جيدا كيف يحفز اللاعبين ويخرج ما في جعبتهم، خبر ذلك في مساره الكروي كلاعب، حين ساهم في قيادة المنتخب الوطني للشباب في التتويج بكأس إفريقيا للشباب سنة 1997، وهي السنة ذاتها التي سيشد فيها طارق الرحال نحو أوروبا لاكتشاف عالم جديد، بداية مع "أوكسير" الفرنسي ثم "مارتيمو" البرتغالي، ونوشاتيل زاماكس" السويسري، وفي هولندا مع فريق "فيلم تيلبورغ" و"أزيد ألكمار"، و"أر كي سي فالفيك"، ثم في الدوري البرتغالي مع "إفسي بورتو"، الذي توج معه بلقب الدوري المحلي مرتين (2007 و2008).
بعد ولوجه ميدان التدريب، ارتأى طارق أن يستهل المسار من فريقه الأم المغرب الفاسي، من حيث بدأ كلاعب، أراد السير خطوة بخطوة، لتفادي حرق للمراحل، ونجح بامتياز في قيادة "الماص" إلى التتويج بلقب كأس العرش موسم 2015/2016، وبالتالي قطف أولى ثمار نجاحاته في درب المدربين.
عبد الحق رزق الله "ماندوزا"، رئيس ودادية المدربين، وصف السكتيوي، بـ"المثال الذي يجب الاقتداء به"، يقول: "إنه مدرب مثابر، يحب العمل في صمت ويتفادى الهرج الإعلامي كما يفعل بعض المدربين، هو مازال في البداية، ولقد أثبت أنه في المستقبل، سيقول كلمته".
اليوم، طارق السكتيوي واحد من أبرز المدربين في المغرب وإفريقيا، وبالتأكيد فإن كرة القدم الوطنية في حاجة لمدربين من طينته، مدربين لهم تجربة احترافية وطموح مهني، يتحلون بأخلاق المهنة، ويعملون في صمت، بدون إثارة للضجيج.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة