اقتصاد
الطلب العالمي يسعف الفوسفاط المغربي رغم تراجع الأسعار
21/11/2020 - 12:25
مصطفى أزوكاحلم تتأثر نتائج المجمع الشريف للفوسفاط كثيرا بالجائحة، حيث استطاع تعويض انخفاض الأسعار في السوق الدولي بزيادة كميات المنتجات المصدرة، في الوقت نفسه الذي استطاع تلبية الطلب بالاعتماد على مرونته الصناعية عكس منافسته الصين.
شهد رقم معاملات المجمع الشريف للفوسفاط، انخفاضا طفيفا في حدود 2 في المائة في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، كي يستقر في حدود 41,68 مليار درهم، حسب النتائج التي أعلنت عنها الشركة اليوم الجمعة.
حضور في القارات الخمس
ويفسر المجمع، الذي يرأسه مصطفى التراب، تلك النتيجة بانخفاض أسعار مختلف المنتجات التي يوفرها بين شتنبر من العام الماضي وشتنبر المنصرم، وهو انخفاض عوض بارتفاع الكميات المصدرة من الأسمدة وبدرجة أقل بصادرات المعدن الخام.
وتميز السياق التجاري الذي اشتغلت فيه الشركة في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري بانخفاض أسعار الأسمدة في السوق الدولية بنسبة 15 في المائة، وهو ما تم تعويضه بارتفاع الواردات عبر العالم، حسب المجمع.
ويوضح المجمع أن الواردات تم تدعيمها بالطلب المعبر عنه من الهند، بفضل مستويات استهلاك استثنائية، وقدرة شرائية ملائمة لدى المزارعين بالبرازيل، بالموازاة مع ذلك تراجعت صادرات الصين، بشكل ملحوظ، بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي للأسمدة وتأثيرات الجائحة.
واستفاد المجمع الشريف للفوسفاط من حضوره في القرات الخمس والمرونة الصناعية من أجل ملاءمة محفظة منتجاته مع الطلب الذي تعبر عنه كل منطقة واستثمار الفرص التي يتيحها من سوق على حدة.
ويشير المجمع إلى أنه تمكن من رفع صادراته من الأسمدة بـ1,8 مليون طن في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهي صادرات وجهت بشكل خاص لأمريكا اللاتينية وأوروبا والهند.
وتجلى أن رقم معاملات الأسمدة ارتفع بنسبة 5 في المائة في سياق زيادة الكميات المصدر، خاصة للهند وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بالمقابل انخفض رقم معاملات الحامض الفوسفوري بنسبة 23 في المائة، في ظل انخفاض الأسعار والكميات المصدر، كما انخفض رقم معاملات المعدن بنسبة 5 في المائة، متأثرا بتراجع الأسعار الذي عوض بارتفاع الكميات المصدرة.
ويؤكد على أنه واصل توريد منتجات للسوقين الدولي والمحلي، عبر الحفاظ على عمليات الإنتاج المعدني والكيميائى في جميع مواقعه بوتيرة عادية، مع ضمان سلامة وصحة العاملين التابعين له.
مواد أولية مسعفة
ويذهب المجمع على أن نتائجه العملياتية، جاءت نتيجة مواصلة خفض أسعار المواد الأولية، خاصة الكبريت والأمونياك، التي وصلت إلي مستويات متدنية، بعد تكوين مخزون مرتفع بفعل ارتفاع الإنتاج العالمي.
ويشير المجمع إلى أن الهامش الخام لم يتراجع سوى بنسبة 0,58 في المائة، كي يستقر في حدود 26,82 مليار درهم في متم شتنبر.
ووصلت أرباح المجمع قبل الفوائد والضرائب والإهلاك وإطفاء الدين (EBITDA) في متم شتنبر، مرتفعة بنسبة 4 في المائة، وارتفاع هامش تلك الأرباح إلى 33 في المائة، وهو ما يعكس، حسب المجمع "الجهود المستمرة المبذولة في مجال التميز العملياتي".
وتسجل نتيجة الاستغلال، أخذ بعين الاعتبار تلك العناصر ذات الصلة بنتائجه والتكاليف العابرة المتمثلة في مساهمته بثلاثة ملايير درهم في صندوق مكافحة الجائحة في الفصل الثاني من العام الماض، انخفاضا في حدود 40 في المائة، كي ستستقر في حدود 4 ملايير درهم، مقابل 6,62 مليار درهم سنة قبل ذلك.
مواصلة الاستثمار
واصل المجمع الشريف للفوسفاط تنفيذ برنامجه الاستثمار، حيث يكشف أن نفقات الاستثمار، وصلت في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري إلى 6,4 مليار درهم.
وكان برنامج الاستثمار، للفترة الممتدة بين 2007 و2018، غلافا ماليا في حدود 8 ملايير دولار؛ أي حوالي 70 مليار درهم، حيث أريد توجيه نصف ذلك المبلغ لإحداث وحدات للأسمدة.
غير أن المجمع يتطلع إلى بلوغ أهداف جديدة تركز ريادته في السوق العالمية، وهو ما استدعى مخططا استثماريا في حدود 120 مليار درهم يغطي الفترة بين 2018 و2030.
وكان المجمع الشريف للفوسفاط انخرط، منذ 12 عاما، في استراتيجية تروم مضاعفة قدرات إنتاج الأسمدة بأربع مرات، كي تنتقل من 3 إلى 12 مليون طن في العام، من أجل الاستجابة للطلب العالمي الإضافي، وذلك بالموازاة مع خفض التكاليف وسياسة تجارية مرنة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد